فشل محاولة فرض عقوبات رابعة على إيران

دبلوماسي أوروبي: "من الواضح أن الروس ليسوا مستعدين للمضي قدما الآن والصينيين ليسوا بعيدين عن التفكير الروسي".. *كورية الشمالية تستعد لإعادة تفعيل مجمع نووي

فشل محاولة فرض عقوبات رابعة على إيران
اختتمت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا محادثاتها أمس الجمعة في واشنطن دون أن تتمكن من الاتفاق على فرض مجموعة رابعة من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.

ومع انتهاء الاجتماع الذي عقده المديرون السياسيون لوزارات الخارجية في كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والمسؤول الصيني عن نزع السلاح، قالت الخارجية الأميركية التي عقد الاجتماع بمقرها إنه "انتهى بدون اتفاق لا على موعد أو محتوى قرار جديد في الأمم المتحدة ضد إيران".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود إن الأطراف الستة أعربوا عن التزامهم بما يسمى النهج المزدوج المسار باستخدام كل من العصا والجزرة لحمل إيران على التخلي عن أنشطة نووية حساسة.

وأضاف أن الدول الست حثت إيران مرة أخرى على قبول عرض بالتجارة وحوافز أخرى قدم في يونيو/حزيران الماضي مقابل التخلي عن تخصيب اليورانيوم، ولم تقبل طهران العرض وقالت إنها لن تتخلى عن هذا البرنامج الذي أكدت أنه لأغراض مدنية.

كما أكد المتحدث أن ممثلي الدول الست "ما زالوا ملتزمين ببحث الإجراءات الإضافية المحتملة على المسار الثاني"، في إشارة إلى العقوبات التي تدرسها هذه الدول.

وأكدت الخارجية الأميركية أن مسؤولي الدول الست ناقشوا الهواجس التي أثارها تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في 15 سبتمبر/أيلول، ودعوا إيران إلى التعاون التام في التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت أن الوزراء سيجتمعون الأسبوع المقبل على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة للتوصل إلى قرار بشأن العقوبات الجديدة.

وكانت الوكالة الدولية ذكرت في تقريرها أن عزل إيران أدى إلى توقف تحقيق فيما إذا كانت طهران أجرت سرا أبحاثا بشأن طرق صنع قنبلة نووية.


وفي السياق ذاته، نقل عن دبلوماسي أوروبي قوله "من الواضح أن الروس ليسوا مستعدين للمضي قدما الآن والصينيين ليسوا بعيدين عن التفكير الروسي".

وأضاف "أعتقد أن المشاكل الكبرى ستكون مع الصين بشأن هذا القرار إذا وصلنا إليه، وعندما نصل إليه فسيكون ضعيفا جدا".

وكانت ألمانيا قبل الاجتماع المذكور عبرت عن تحفظها بشأن العقوبات الجديدة، وقالت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية يانس بلوتنر إن برلين تفضل التفاوض حول حل مع إيران.

وردا على دعوة باريس إلى تشديد العقوبات الدولية، قال المتحدث إن الاتحاد الأوروبي "طرح على الطاولة اقتراحا قويا" مشيرا إلى استمرار التحاور مع إيران من أجل الحصول على رد ملموس.

كما قال المتحدث في الوقت نفسه إن ألمانيا ستتجه مجددا إلى مجلس الأمن "إذا لم يحصل تقدم عن طريق التفاوض".

ومن جهته، فقد أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مجددا، الخميس الماضي، أن طهران لن تعلق برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وقلل من شأن التلويح بفرض مزيد من العقوبات.وفي سياق ذي صلة، أعلنت حكومة كوريا الشمالية أنها تجري حاليا الاستعدادات اللازمة لاعادة تشغيل مجمع (يونغبيون) النووي الذي يبعد 90 كيلومترا عن العاصمة بيونغ يانغ.

ونقلت وكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) عن كبير المفاوضين في كوريا الشمالية هيون هاك - بونغ قوله "نحن نقوم حاليا بالإجراءات الجدية اللازمة لاعادة تشغيل مجمع (يونغبيون) الذي تم تفكيك أجزاء منه في وقت سابق".

وقال بونغ الذي بدأ اخيرا محادثات مع نظيره الكوري الجنوبي حول تزويد بلاده بالطاقة التي تحتاج اليها تنفيذا لاتفاق اقر في المحادثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية في وقت سابق "ستعرفون قريبا جدا الوقت الذي سنقوم باعادة تشغيل مجمع (يونغبيون) النووي" رافضا الكشف عن اي تفاصيل أخرى.

يذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية هي أول من أشار الى قيام بيونغ يانغ بهذا التحرك الجديد، الذي ينص على قيامها بخطوات لإعادة تشغيل مجمعها النووي المفكك في خطوة فسرت بأنها رد فعل احتجاجي لتأخر واشنطن في رفع اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وكانت الولايات المتحدة أخرت عملية رفع اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب التي كان مقررا لها في العاشر من آب/ أغسطس الماضي قائلة انه يتعين أولا تثبيت وضع نظام مراقبة عملية التفكيك النووي ومن ثم رفع اسم بيونغ يونغ من القائمة.

وإثر ذلك أعلنت بيونغ يانغ في الـ 26 من آب/ أغسطس الماضي قيامها بتعليق العمل في اجراءات تفكيك برنامجها النووي في منتصف الشهر الماضي محذرة من مغبة قيامها بإعادة النظر والمضي قدما في برامجها النووية بسبب هذا التأخير.

التعليقات