قمة سورية فرنسية في الإليزيه: الاسد يؤكد استعداده لاستئناف مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل عبر تركيا

دمشق: " استعادة كامل الجولان المحتل ليست شروطاً مسبقة بل هي مطالبة بالحقوق الوطنية السورية..واستعادة الأرض أمر غير قابل للتفاوض".

قمة سورية فرنسية في الإليزيه: الاسد يؤكد استعداده لاستئناف مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل عبر تركيا

قال الرئيس السوري، بشار الأسد إن " السلام بحاجة لأطراف تريد السلام أولاً ولراع أو وسيط وأن تكون هناك مرجعية وهي مرجعية مدريد وعلى الحكومة الإسرائيلية أن تعلن موافقتها على هذه المبادئ".

وحول العناصر الأساسية التي تراها سورية لإعادة إطلاق عملية المفاوضات السلمية مع الإسرائيليين قال الرئيس الاسد في حديث لصحيفة الفيغارو الفرنسية الأسد: " السلام بحاجة لأطراف تريد السلام أولاً ولراع أو وسيط.. بالنسبة للأطراف نحن لدينا رغبة في السلام كعرب وهناك مبادرة عربية للسلام. مع كل أسف الحكومة الجديدة في إسرائيل لا ترغب في إعادة اطلاق المفاوضات بالرغم من أن سورية عبرت أكثر من مرة عن رغبتها في العودة للمفاوضات وكذلك الجانب التركي أعلن رغبته أن يكون وسيطاً".

وأضاف الرئيس الأسد: طبعاً هناك نقطة ضعف أخرى هي الراعي الأمريكي. ما عبر عنه الرئيس أوباما جيد ونحن نتفق معه كمبادئ ولكن كما قلت ما هي الخطة.. خطة العمل.. الراعي يجب أن يضع خطة عمل وأن يكون مبادراً وليس منفعلاً أو أن ينتظر فقط على الأطراف. فإذاً هذه العوامل التي لم تطلق عملية السلام.

وأوضح الرئيس الأسد: طبعاً لكي نكون واضحين نحن نفترض أن تكون هناك مرجعية وهي مرجعية مدريد التي تتحدث عن تطبيق قرارات مجلس الأمن وتتحدث طبعاً عن مبدأ الأرض مقابل السلام. على الحكومة الإسرائيلية أن تعلن موافقتها على هذه المبادئ وتبني هذه المرجعية يطلق عملية السلام. وحول إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عدم نيته الاستمرار في مهامه وفيما إذا كان هناك أسف على ذلك قال الرئيس السوري: "علاقتي جيدة مع الرئيس محمود عباس ولكن نحن لا نتفق حول كل شيء.. هناك اتجاهات سياسية متباعدة.. لكن هناك احتراماً على المستوى الشخصي.. ولكن أقول هذا القرار هو قرار شخصي. أنا لم ألتق به إذا كان هو سيذهب فمن هو البديل لا نعرف".

وأضاف: " لا أستطيع أن أقول أني آسف أم لا، هذا قرار الرئيس محمود عباس. ربما يعتقد بأنه لا يستطيع أن يقدم ما يريده ولكن المهم هو ما يريده الشعب الفلسطيني.. هذا هو المهم".
ورداً على سؤال حول استيلاء إسرائيل على سفينة محملة بالأسلحة لحزب الله وفيما إذا كانت تشكل عقبة أمام السلام قال: " أولاً هذه من الأكاذيب الإسرائيلية المتكررة.. ما هو الدليل على كل هذا الكلام.. بأنها كانت تأتي إلى حزب الله أو الدولة.. طبعاً بالنسبة للدول لها الحق أن تشتري السلاح. كيف تذهب هذه الأسلحة هذا موضوع يخص الدولة وهو ضمن سيادتها. ولكن السؤال الأساسي هو هل يحق لإسرائيل أن تقوم بعملية قرصنة.. أن تذهب في عرض البحر وتوقف سفينة.. هل هي مفوضة من الأمم المتحدة للقيام بهذا العمل".

وأضاف الأسد: " المشكلة هي أن هذا الفعل بأساسه هو خطأ ومخالف للقانون الدولي وليس فيما تحمله المركبة.. أما إذا كان السلاح محرماً على الآخرين في المنطقة فهل يحق لإسرائيل أن تأخذ سلاحاً بشكل حر من أمريكا وأوروبا.. نعتقد أن هذا الطرح فيه ازدواجية معايير.. لكن لا يوجد لدينا معلومات بأنه كان يوجد سلاح موجه إلى حزب الله".
وحول تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان وفيما إذا كان ذلك مؤشراً على تطبيع علاقات مستدامة بين البلدين قال الرئيس الأسد: نحن قبل تشكيل الحكومة اللبنانية وأكثر من مرة أعلنا تأييدنا تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان.. وبالتالي تشكيل هذه الحكومة يجعلنا نرتاح للوضع اللبناني أولا. هذا يحقق الاستقرار في لبنان. وعندما لا يكون هناك انقسام في لبنان يصبح من السهل لسورية أن تبني علاقات طبيعية مع لبنان. من الصعب أن تكون هناك علاقات طبيعية مع انقسام.
ورداً على سؤال حول المقترح الغربي بشأن الملف النووي الإيراني قال الرئيس الأسد: أولاً لا يوجد أي دليل أن إيران تقوم بمشروع نووي عسكري.. ونحن في سورية لسنا مقتنعين أن هناك مشروعاً عسكرياً. وحتى من الناحية العلمية مستوى التخصيب الذي وصلت إليه إيران بعيد جداً عن المستوى العسكري.

وأضاف الرئيس الأسد: النقطة الثانية نحن نعتمد في أي رأي حول هذا الموضوع على اتفاقية "ان بي تي" منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. هذا يعطي الحق لأي دولة في التخصيب.

وتابع الرئيس الأسد: أما بالنسبة للمقترح الغربي مؤخراً.. المتعلق بنقل اليورانيوم للخارج للتخصيب فهذا يطرح سؤالاً آخر ما هي الضمانات التي قدمت لإعادة هذا الوقود.. الأوروبيون يطرحون نقل اليورانيوم كاملاً.. كل الكمية لماذا لا ينقل تدريجياً طالما أن إيران كانت مرنة ووافقت.. أعتقد أن إيران وافقت على المبدأ التدريجي أن تأخذ كمية.. أي مجزأ.. يذهب جزء مخصب.. يعود فيذهب جزء آخر.

وحول الرفض الإيراني للمطالب الغربية بتسليم كل كميات اليورانيوم قال الرئيس الأسد: إن هذا منطقي أن يرفضه الإيرانيون.. هم يقولون إنهم يقبلون بإرساله على دفعات.. وكما قلت أنا في بداية جوابي ما هي الضمانات التي قدمها الأوروبيون.. لم يتم تقديم ضمانات.. وأنا لا أرى أن هناك ضمانات فلماذا تغامر إيران.. المبدأ واحد طالما أن الإيرانيين موافقون على المبدأ فهذا شيء جيد يجب أن تقبله أوروبا وألا تتمسك بأن يكون النقل دفعة واحدة.

وحول موضوع الفرنسية كلوتلد رايس وعودتها إلى بلادها من إيران قال الرئيس الأسد: طرح معي الرئيس ساركوزي هذا الموضوع في الصيف.. وعندما كنت في إيران قالوا لي إنها خرجت من المحكمة أو السجن إلى السفارة.. وهذا موقف أيضاً مرن منهم.. يعني أن إيران لا تريد أن تخلق منها مشكلة سياسية.. فإذاً لا نستطيع إلا أن نرى هذا الموقف المرن من إيران ولكن أعتقد أنه يجب التعامل مع هذا الأمر كموضوع قضائي وليس كموضوع سياسي.. والجانب السياسي يدعم ولكن من خلال علاقة طيبة مع إيران وهذا ما أنصح به.
وفيما إذا كانت سورية ستوقع اقتراح اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي قريباً قال الرئيس الأسد: كل شيء كان يبدو جاهزاً من وجهة نظر الأوروبيين ولكن من وجهة نظرنا لم يكن جاهزاً.

وأنا أبلغت الرئيس رومانو برودي عندما كان رئيس المفوضية منذ خمس سنوات ببعض النقاط ولكن أعتقد بأن الطرفين غير ناضجين لهذه الشراكة بعد.

الحكومة السورية تدرس اتفاقية الشراكة وستضع ما هي الأشياء التي تعتقد أنها يجب أن تكون موجودة وهي غير موجودة وتطرحها مع المفوضية الأوروبية

وأضاف الرئيس الأسد: بالنسبة لنا من الناحية الاقتصادية والإدارية لا بد لنا من بعض التطوير لكي تكون السلبيات قليلة وبنفس الوقت الدعم الأوروبي الموجود في المقترح غير كاف لدعمنا في عملية التطوير أما بالنسبة للجانب الأوروبي فأعتقد أنه بحاجة إلى المزيد من الاستقلالية من الناحية السياسية والدليل أنه وبعد أن وقعنا بالأحرف الأولى على الاتفاقية تحولوا مع الولايات المتحدة وليس العكس ضد سورية فالشريك يجب أن يكون صديقاً ولم نر هذا الشيء خلال السنوات الماضية.

وتابع الرئيس الأسد: أيضاً هناك جوانب فنية نحن نعترض عليها في الاتفاقية.. الآن الحكومة السورية تدرس هذه الاتفاقية وستضع ما هي الأشياء التي تعتقد أنها يجب أن تكون موجودة وهي غير موجودة وعندها ستطرح هذه النقاط مع المفوضية الأوروبية.

---
المصدر: سانا / بتصرفووصف الرئيس الأسد في تصريح له عقب القمة المحادثات بأنها كانت "ناجحة جدا وبناءة وشفافة وصريحة وعززت الثقة التي بنيت بين سورية وفرنسا".

واعرب عن موافقته على استئناف المفاوضات مع إسرائيل بواسطة تركيا. وقال إن للمفاوضات اطار ومرجعية....واذا كانت نوايا نتنياهو جدية، يمكننا ان نرسل، كل من جانبه، فريق خبراء وهكذا نستأنف المفاوضات.

واوضح الرئيس السوري أن " السؤال هو إذا كانوا يتحدثون عن إلاطار فقط أو عن المضمون..سوريا لديها حقوق وهي لن تتنازل عنها وإسرائيل غير معنية باحترام هذه الحقوق وهذا لن يؤدي الا للمزيد من عدم الاستقرار في منطقتنا" .

وحول ما أذيع عن رسالة طلب نتنياهو من ساركوزي نقلها اليه، قال: " هناك أسس لعملية السلام ومرجعيات تستند بالدرجة الأولى لمرجعية مؤتمر مدريد للسلام عام1991 وهناك مفاوضات تمت في التسعينيات ومفاوضات تمت في تركيا مؤخراً وإذا كان الإسرائيليون جادين في عملية السلام فهناك وسيط تركي الآن يعلن في كل مناسبة استعداده للقيام بدوره من أجل جلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات.. فإذا كانوا يريدون أن يثبتوا صدق كلامهم فعليهم أن يذهبوا للوسيط التركي فهو موجود ومستعد."

وحول الدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا على المسار السوري، قال الاسد إن دور فرنسا وأوروبا مبدئيا هو دعم الدور التركي وإقناع إسرائيل بالالتزام بالوساطة التركية.

وهذه الزيارة الثانية للرئيس السوري لباريس بعد مشاركته في قمة "عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط" وزيارتي ساركوزي لدمشق.

ودأب الجانب السوري على التاكيد، أن مطالبته " باستعادة كامل الجولان المحتل ليست شروطاً مسبقة بل هي مطالبة بالحقوق الوطنية السورية"، وان" استعادة الأرض أمر غير قابل للتفاوض".

وتتمسك دمشق أيضاً بالوساطة التركية التي كان الأسد جدد الأسبوع الماضي ايضا "الثقة" بها، خلال لقائه الرئيس التركي، عبدالله غُل على هامش القمة الإسلامية الاقتصادية في اسطنبول. وكان لافتاً أن ساركوزي أكد في تصريحات نقلتها أمس " الوكالة السورية للانباء-سانا" دعمه الدور التركي.عقدت بعد ظهر الجمعة في قصر الإليزيه بباريس قمة سورية فرنسية بين الرئيسين، السوري بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي.

ووصل الرئيس السوري إلى باريس مساء أمس في زيارة عمل اجرى خلالها محادثات مع نظيره الفرنسي، تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة وعملية السلام.

وتأتي زيارة الاسد ومباحثاته مع ساركوزي بعيد لقاء الاخير برئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي قام بزيارة خاطفة الى قصر الاليزيه قادما من واشنطن حيث التقى الرئيس الامريكي، باراك اوباما. وقالت مصادر اسرائيلية ان نتيناهو طلب من الرئيس الفرنسي، ان ينقل للرئيس السوري، " استعداد اسرائيل لاستئناف المفاوضات مع سوريا فورا ولكن بدون شروط مسبقة".

التعليقات