كتاب جديد للصحفي وودوورد: "بوش بطّة سياسية عرجاء وإدارته لا تقول الحقيقة"..

بحسب وودوورد فإن إدارة بوش لا تكشف الحقيقة للجماهير، وأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض في حالة نزاع دائم، كما يعرض تقديرات استخبارية، لم تعرض أبداً على الأمريكيين

كتاب جديد للصحفي وودوورد:
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن كبير موظفي البيت الأبيض السابق أندرو كارد حاول مرتين إقناع الرئيس الأميركي جورج بوش بإقالة وزير الدفاع دونالد رمسفيلد، إلا أنه أخفق في ذلك.

ونقلت الصحيفة عن كتاب جديد للصحافي البارز بوب ودوورد بعنوان "حالة إنكار"، أن كارد سعى لدى بوش لإقالة رمسفيلد وتعيين وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر بدلا منه في أعقاب انتخابات 2004.

بوش رفض الأخذ بهذا الرأي بعد أن أقنعه نائبه ديك تشيني ومستشاره السياسي كارل روف بأن هذه الخطوة سينظر إليها على أنها تعبير عن الشكوك في مسار الحرب في العراق وستعرضه للنقد. وحسب الكتاب، فإن كارد حاول ثانية ولكن بدعم من السيدة الأولى لورا بوش، قبل عيد الشكر عام 2005، إلا أن بوش رفض من جديد.

كارد نفى العمل على إقصاء رمسفيلد، وقال إنه احتفظ بقائمة لتغييرات محتملة في الحكومة ليبحثها بوش بعد انتخابات العام 2004.

كتاب ودوورد يؤكد أن مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عبروا عن قلقهم من أسلوب إدارة الحرب والصراع في العراق من خلال تقارير ومذكرات داخلية، رغم إصرار بوش ورمسفيلد ومسؤولين كبار آخرين على التصريح علانية بأن الأمور تسير على ما يرام.

وجاء في الكتاب أنه تم تحذير وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ورمسفيلد مرارا من تدهور الأوضاع في العراق. وينقل عن تقرير سري للمخابرات جرى توزيعه في أيار/مايو الماضي توقع استمرار أعمال العنف خلال الفترة المتبقية من 2006 وتزايدها في العام 2007.

وبينما عبر بعض القادة العسكريين عن القلق تجاه الأوضاع في العراق، يقول ودوورد إن رمسفيلد حرص مرتين على اختيار رجلين لرئاسة هيئة الأركان المشتركة لا يمثلان له أي تحد وهما الجنرال ريتشارد مايرز والجنرال بيتر بيس.

ويقول الكتاب إن رايس أثناء توليها منصب مستشار الأمن القومي كانت على خلاف في كثير من الأحيان مع رمسفيلد وعبر طاقمها عن القلق لعدم وجود إستراتيجية للفوز في العراق.

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن الكتاب يكشف عن تفاصيل مخجلة، ومن الممكن أن "تكون الأكثر إيلاماً للرئيس جورج بوش، الذي بات بطّة سياسية عرجاء". وبحسب وودوورد فإن إدارة بوش لا تكشف الحقيقة للجماهير، وأن كبار المسؤولين في البيت الأبيض في حالة نزاع دائم.

كما يعرض الكتاب تقديرات استخبارية، لم تعرض أبداً على الجمهور الأمريكي، وتشير إلى أن السنة القادمة ستكون أسوأ من سابقاتها في العراق.

ويقول الكتاب أن وزير الخارجية السابق والمتقاعد، هنري كيسنجر، أصبح المستشار الأقرب للرئيس بوش، ويزور البيت الأبيض باستمرار، مؤيداً لسياسة بوش في العراق، وينصحه بعدم سحب الجيش الأمريكي من هناك.

كما يكشف الكتاب عن لقاء سري عقد بين رئيس وكالة الإستخبارات المركزية، جورج تينت، وبين مستشارة الأمن القومي في حينه، كونداليزا رايس، في العاشر من تموز/يوليو 2001، قبل شهرين من وقوع الهجمات. وفي اللقاء المذكور عرض تينيت تحذيرات خطيرة من مخططات أسامة بن لادن، إلا أن رايس استخفت بالتحذيرات، ولم تدرك ماهية التهديد.

وتجدر الإشارة إلى أن الصحفي بوب وودوورد، يعتبر مصدراً أميناً في الولايات المتحدة، وكان قد أرسل في العام 1972 من قبل الـ"واشنطن بوست"سوية مع الصحفي كارل برنشطاين، للتحقيق في قضية "ووترغيت"، وكشف الصحفيان عن معطيات أدت إلى استقالة الرئيس نيكسون في حينه، بعد سنة من النشر.

التعليقات