لجنة الصليب الاحمر: رايس ورامسفيلد يعرقلان الاتصال بمعتقلين سريين

الولايات المتحدة ترفض السماح للصليب الأحمر بمقابلة معتقلين يجري احتجازهم في مراكز اعتقال سرية، وترفض مناقشة تفاصيل تتعلق بنقل معتقلين إلى أماكن اعتقال سرية..

لجنة الصليب الاحمر: رايس ورامسفيلد يعرقلان الاتصال بمعتقلين سريين
قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر اليوم، الجمعة، إن الولايات المتحدة رفضت مرة أخرى السماح لها بمقابلة معتقلين يجري احتجازهم في مراكز اعتقال سرية.

وصدر البيان مساء أمس، الخميس، بعد محادثات في واشنطن بين رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلينبرجر ومسؤولين كبار بينهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي.

وقالت الوكالة التي يقع مقرها في جنيف "السيد كيلينبرجر يشجب حقيقة ان السلطات الامريكية لم تتحرك نحو منح اللجنة الدولية للصليب الاحمر حق الاتصال بأشخاص محتجزين في مواقع غير معلن عنها."

وقال كيلينبرجر "لا يهم مدى شرعية الاعتقال ... اذ ليس هناك حق في اخفاء مكان شخص أو نفي ان هذا الشخص معتقل."

وقال الدبلوماسي السويسري السابق ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر ستستمر في السعي من اجل الاتصال بمثل هؤلاء الاشخاص كموضوع له اولوية.

وقالت الوكالة ان هدفها الاساسي من زيارته السنوية هذا الاسبوع هو السماح للجنة الدولية للصليب الاحمر بمقابلة "جميع الاشخاص الذين تحتجزهم الولايات المتحدة وهي قضية اثارها في البداية مع الحكومة الامريكية منذ عامين."

واشارت انتونيلا نوتاري كبيرة المتحدثين باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى ان كيلينبرجر أثار القضية للمرة الاولى مع وزير الخارجية السابق كولين باول ورايس التي كانت تتولى انذاك منصب مستشارة الامن القومي في يناير كانون الثاني عام 2004 .

وقالت نوتاري اليوم"تلقينا للتو ردا سلبيا مرة اخرى."

واضافت أنه من حق المعتقلين أن يكونوا في إطار قانوني واضح ويحصلوا على كافة الضمانات القضائية الأساسية، وهذا يشمل اولئك الاشخاص الذين يحتجزون في أماكن اعتقال سرية."

وكانت التقارير الإعلامية قد أكدت على أن وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) تدير سجونا سرية في اوروبا ونقلت اشخاصا مشتبها بهم اليها ويتعرضون للتعذيب فيها. لكن لم يتوصل أي تحقيق بعد الى أدلة ملموسة.

وقال محقق التعذيب التابع للامم المتحدة مانفريد نواك للجنة برلمانية تابعة للاتحاد الاوروبي تحقق في هذه المزاعم بأنه توجد أدلة على وجود مراكز اعتقال سرية خارج الولايات المتحدة لكن لا يوجد دليل مؤكد على انها موجودة في أوروبا. وفي سياق ذي صلة شكا أعضاء في البرلمان الاوروبي موجودون في واشنطن للتحقيق في تقارير عن سجون سرية لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) وعمليات نقل للمعتقلين في اوروبا من ان مسؤولين في إدارة بوش يعرقلون عملهم.

وقال كلاوديو فافا المسؤول عن كتابة تقرير الوفد بعد لقاء استمر ساعة مع مسؤولين كبار بوزارة الخارجية الامريكية يوم الخميس "كان هناك عدد ضخم من (لا تعليق)."

ويحقق الاوروبيون كون المخابرات الامريكية ادارت منظومة اعتقال غير قانونية في اوروبا، وانها قامت بنقل معتقلين سرا في القارة الاوروبية مما اشعل موجة غضب هناك.

ولم تؤكد إدارة بوش ولم تنف قيام وكالة المخابرات المركزية بادارة معتقلات سرا وترفض بصورة عامة ان تناقش تفاصيل الرحلات المتعلقة بنقل المعتقلين.

ولم تفلح دفوع واشنطن بانها تحترم سيادة الدول وانه يتعين اتباع وسائل مشددة تجاه المتشددين وبانها لا توكل احدا لممارسة التعذيب في تهدئة الغضب، رغم ان حكومات الدول الحليفة قبلت بصورة عامة التفسيرات الامريكية!!

وقال فافا انه في الوقت الذي لم يحصل فيه الوفد على اي معلومات تتعلق بقضايا محددة فقد كان من المهم ان تسلط الاضواء على الولايات المتحدة.

واضاف اليساري الايطالي قائلا "شعرت بالرضا من شعورهم بالحرج وبالرضا من الصعوبة التي وجدوها في تقديم اجابة محددة" مضيفا ان كلمة "لا تعليق" تشير الى ان لديهم شيئا ما يخفونه.

التعليقات