مأساة المدرسة الروسية تثير أزمة بين روسيا والإتحاد الأوروبي

322 قتيلاً حصيلة أزمة رهائن المدرسة الروسية،بينهم 155 طفلاً و32 من الخاطفين وإتهامات بمشاركة عربية

مأساة المدرسة الروسية تثير أزمة بين روسيا والإتحاد الأوروبي
ادى الاقتحام المفاجئ والسريع لقوات الأمن الروسي امس لمدرسة بيسلان في اوسيتيا الشمالية لانهاء أزمة الرهائن الى مأساة انسانية مروعة اسفرت عن مقتل اكثر من 322 شخصا بينهم 155 طفلاً و32 من الخاطفين واصابة اكثر من 704 اشخاص بينهم 259 طفلاً في حصيلة جديدةوتحرير مئات الاطفال من بين الرهائن الذين تبين ان عددهم كان يتجاوز الألف شخص، هذا وقد امر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن باغلاق حدود اوسيتيا وتطويق مدينة بيسلان.


وأكدت روسيا أنها لم تخطط للاقتحام الذي استبعدته مراراً لكن الخاطفين اضطروها لذلك، وسربت مصادر أمنية روسية أن من بين الخاطفين عشرة عرباً وأنها ألقت القبض على ثلاثة أحياء، مشيرة الى أن قائدا شيشانيا كبيرا قاد العملية التي مولها «القاعدة» على حد وصف هذه المصادر. فيما توالت الادانات العربية والاسلامية والدولية .

وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات الروسي الاقليمي فاليري اندرييف امس انه لم يكن يخطط للقيام بعملية اقتحام المدرسة.
وقال: "اود ان اشير الى أننا لم نخطط للقيام بأي نوع من العمل المسلح. لقد عرضنا مواصلة المحادثات للتوصل الى الافراج عن الرهائن سلميا"
وقال متحدث باسم سلطات الاقليم امس ان قوات الامن الروسية القت القبض على ثلاثة احياء من محتجزي الرهائن. وقال المتحدث ليف دزوجاييف «توجد معلومات حول ثلاثة معتقلين تتعامل معهم الان السلطات المختصة».

وقال فاليري اندرييف مسئول الامن الاقليمي البارز على شاشة التلفزيون الوطني انه «من بين الذين قتلوا هناك عشرة من مواطني العالم العربي».

من جهة أخرى اكد مسئول جهاز الاستخبارات الروسية (اف.اس.بي) في اوسيتيا الشمالية فاليري اندرييف لوكالة فرانس برس اليوم السبت مقتل 32 من افراد المجموعة المسلحة التي احتجزت مئات الرهائن في مدرسة بيسلان (القوقاز الروسي).

تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت باتخاذ اجراءات في المستقبل القريب لتعزيز وحدة روسيا وترسيخ الامن في البلاد وذلك في خطاب متلفز استمر 11 دقيقة غداة ازمة الرهائن في اوسيتيا الشمالية. من جانبها أشارت الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي اليوم إلى سوء تفاهم بسيط مع مسكو بعد طلبها بتفسير ما حدث بشأن النهاية الدامية لعملية خطف الرهائن. وقال بوتين علينا اقامة نظام امني اكثر فعالية ومطالبة قواتنا الامنية بالقيام باعمال على مستوى التحدي

وقال نعيش اليوم في ظروف خلقها تفكك دولة عظيمة تبين لسوء الحظ انها عاجزة عن البقاء في عالم سريع التغيرات. واوضح لم نفهم تعقيد وخطر العملية التي اخذت تظهر في بلدنا والعالم اجمع ولم نعلم كيف نرد بالطريقة المناسبة. لقد اظهرنا ضعفا في مواجهة الخطر والضعفاء يتعرضون لضربة.

على الصعيد نفسه اشارت الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي اليوم السبت الى سوء تفاهم بسيط مع روسيا ثم عملت على تهدئة الوضع بعد رد فعل موسكو العنيف الذي وصف طلبها بتفسير ما حصل بشان النهاية الدامية لعملية خطف رهائن بيسلان بانه بغيض.


واعلن بارت يوكم المتحدث باسم وزير الخارجية الهولندي برنارد بوت لوكالة فرانس برس يعتقد الروس على ما يبدو اننا نتعامل باستعلاء ونطلب توضيحات او امرا ما، لكن المسالة ليست كذلك.

وخلص المتحدث باسم الوزير الهولندي الى القول اما ان المسالة سوء تفاهم او ان احدا اخرج تصريح بوت عن سياقه وفكر: سنحاول ان نجعل منه قضية. وكان برنارد بوت رفض اثناء اجتماعه مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في فالكنبرغ جنوب شرق هولندا، امام الصحافيين الجمعة الادلاء باي تصريح حول ظروف تدخل القوات الخاصة الروسية في بيسلان القوقاز.


واضاف في تصريح خطي مساء على كل دول العالم ان تتعاون لكي تتفادى وقوع مآس مثل هذه المأساة، لكننا نود ايضا ان نفهم من السلطات الروسية كيف وقعت هذه المأساة. وجاء رد الفعل الروسي اليوم السبت عنيفا اذ انتقدت روسيا طلب رئاسة الاتحاد الاوروبي الهولندية تفسير الطريقة التي تعاملت بها القوات الروسية مع ازمة الرهائن التي خلفت 322 قتيلا في مدرسة في اوسيتيا الشمالية جنوب روسيا.


وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان شديد اللهجة ان التصريحات غير اللائقة التي ادلى بها وزير الخارجية الهولندي، اقل ما توصف بانها بغيضة كما انها مسيئة للغاية. ونحن ننتظر تفسيرا من الجانب الهولندي. واضاف البيان ان روسيا تشعر بالغضب الشديد لتلك التصريحات. عبر اعلانها عن استيائها وغضبها من هذه التصريحات.


وقالت السلطات الروسية انه تم استدعاء تيدو هوفستي سفير هولندا في روسيا اليوم السبت للاجتماع بنائب وزير الخارجية الروسي بوريس تشيزهوف. واضافت ان تشيزهوف قال ان موسكو تنتظر تفسيرا رسميا لرد الفعل الهولندي. واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يقوم بزيارة الى القاهرة، ان طلب بوت امس ينم عن وقاحة.


وبحسب مصدر دبلوماسي اوروبي، فان وراء تصريح بوت رغبة بعض دول الاتحاد الاوروبي الخمس والعشرين، وخصوصا دول البلطيق، في الذهاب الى ابعد من مجرد رسالة تضامن والسعي الى تفهم كيفية حصول الاحداث.




التعليقات