ميليس يقدم تقريره النهائي لأمين عام الأمم المتحدة يوم غد

"الرغبة الأميركية لم تتوافق مع الرفض الألماني الرسمي ‏والإقتصادي والشعبي لاستمرار ميليس في مهمته، وبدأت تنعكس سلبا على صورة ‏ألمانيا وسمعتها ومصالحها في العالم العربي والعالم‏"

ميليس يقدم تقريره النهائي لأمين عام الأمم المتحدة يوم غد
قالت الأمم المتحدة إن ديتليف ميليس رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، سيقدم تقريره النهائي بشأن هذه القضية للأمين العام للأمم المتحدة يوم غد.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة أن ميليس سيناقش الثلاثاء القادم مع مجلس الأمن الدولي، تقريره النهائي عن النتائج التي انتهت إليها تحقيقاته بشأن حادثة الاغتيال.

وأوضح أن ميليس سيزود كل عضو من أعضاء المجلس بنسخة من التقرير يوم الاثنين لمنحهم يوما لدراسته، قبل أن يقدمه رسميا للمجلس.

ومن المتوقع -حسب ما أفاد المصدر نفسه- أن يعقد ميليس مؤتمرا صحفيا عقب عرضه التقرير أمام مجلس الأمن، وقال إن البحث ما زال مستمرا عن خليفة لميليس إذا وافق مجلس الأمن على طلب لبنان تمديد مهمة اللجنة الدولية ستة أشهر إضافية.

وقد أكد ميليس بعد غداء عمل مع وزير العدل اللبناني شارل رزق أنه سينهي مهمته رسميا يوم 15 من الشهر الجاري، وهو التاريخ الذي تنتهي فيه مدة العقد الذي أبرمه مع الأمم المتحدة.

وقال القاضي الألماني الذي سيغادر بيروت اليوم السبت للصحفيين إنه موظف لدى الحكومة الألمانية، وإنه يجب أن يعود لاستكمال عمله في وطنه. لكنه أكد أن عمل اللجنة الدولية ما زال مستمرا، وتعهد بالبقاء الوقت اللازم إلى جانب الشخص الذي سيخلفه لوضعه في صورة كافة جوانب القضية التي سيتولى العمل بها.

وكتبت صحيفة "الديار" أن القاضي الالماني ديتليف ميليس لم يكن يرغب في ترك رئاسة لجنة التحقيق الدولية في جريمة ‏اغتيال رفيق الحريري، بل كان يأمل ان يتم تجديد العقد معه من قبل الامم ‏المتحدة، وهذا ما كانت ترغبه اميركا، وقد عبّر عن ذلك مندوبها في المنظمة الدولية جون ‏بولتون، المعروف بعدائه لها.‏

والرغبة الاميركية مع اطراف سياسية لبنانية داخلية، لم تتوافق مع الرفض الالماني الرسمي ‏والاقتصادي وحتى الشعبي، في استمرار ميليس في مهمته، وقد بدأت تنعكس سلبا على صورة ‏المانيا وسمعتها ومصالحها في العالم العربي والعالم.‏

وفي هذا الاطار، فان مراجع المانية مطلعة على تفاصيل الوضع الداخلي، ذكرت بان الخارجية ‏الالمانية تلقت تقارير من سفاراتها في الخارج، لا سيما من لبنان وسوريا، لا تعكس ارتياحا، ‏لما رافق تحقيقات لجنة التحقيق، والتداعيات التي ظهرت مع بروز شهود مشكوك بصدقيتهم، وخلق ‏جواً شعبياً وسياسياً مناهضا لاداء ميليس المهني، حول اللجوء الى كتابة تقرير استند فيه الى ‏اقوال بعض الشهود المزيفين او الذين تم تركيبهم وتصنيعهم كما تقول هذه المراجع التي تنقل ‏اجواء من عدم الارتياح داخل الحكومة الالمانية او الاحزاب الالمانية، عمّا يمكن ان يلحق ‏بالمانيا من اضرار.‏

وتخشى هذه المراجع من ان يكون الدور الذي تريده اميركا من ميليس، هو تنفيذ مخطط ما في ‏المنطقة عبر اصدار تقرير معين يصبّ في المشروع الاميركي، الذي يرعاه المحافظون الجدد في الادارة ‏الاميركية ومنهم بولتون الذي اسف كثيرا لخروج ميليس من رئاسة لجنة التحقيق، وطالب ‏باستنساخ اخر مثله، كي لا يأتي شخص آخر مكانه، يكشف ما حصل، مع الشهود والادلة.‏

لذلك تتوقع هذه المراجع، ان تحصل معركة فعلية وحقيقية على خلافة ميليس، وقد بدأت ملامحها ‏بين الهاجس العام للامم المتحدة كوفي انان والمندوب الاميركي جون بولتون، الذي سعى مع وزيرة ‏الخارجية الاميركية كونداليزا رايس لاقناع المستشارة الالمانية ميريكل الى التجديد للقاضي ‏الالماني في مهمته، الا ان الجواب كان، ان المناخ السياسي والشعبي والاقتصادي لا يسمح بذلك.‏

ويوجد جو استياء عارم في المانيا من خطف مواطن الماني يدعى خالد المصري على يد المخابرات ‏الاميركية، من برلين، واخذه الى افغانستان للتحقيق معه من دون علم السلطات الالمانية، وقد ‏شكل هذا العمل فضيحة كبيرة في المانيا، من ان فلسفة وثقافة غوانتانمو وابو غريب قد وصلت ‏الى اوروبا ومنها المانيا، لا سيا بعد انفضاح امر السجون السرية الاميركية في عدد من ‏الدول الاوروبية.‏

فالاسباب المانية وراء تنحي ميليس عن رئاسة لجنة التحقيق، بعدما شعر المسؤولون الالمان، ‏ان المحافظين الجدد يريدون من هذا القاضي الالماني ان يخرج حبة الكستناء من النار، وينفذ ‏مخططاتهم!‏





التعليقات