"نيويورك تايمز"تعترف بنشرها تقارير كاذبة ومضللة حول العراق

الصحيفة تعترف انها اعتمدت في تقاريرها على مصادر كانت معنية باسقاط نظام صدام، دون التحقق من صحة المعلومات * الجلبي كان مصدر المعلومات الرئيسي..

كرست صحيفة "نيويورك تايمز" افتتاحية عددها الصادر اليوم (الاربعاء) لاحدى ابرز القضايا المطروحة للنقاش على طاولة الرأي العام الاميركي، اليوم، والمتعلقة بمدى صحة المعلومات والتقارير التي روجتها واشنطن ووسائل اعلامها قبل الحرب على العراق، لتبرير ذلك العدوان المتواصل حتى اليوم، رغم انه لم يتم العثور على اي ذرة من تلك الاسلحة النووية المزعومة التي اتخذ منها بوش ذريعة اساسية لشن عدوانه.

وتبدأ الصحيفة بنفسها، حيث تعترف في افتتاحيتها بأنها نشرت الكثير من التقارير الكاذبة التي اعتمدت على مصادر عراقية كانت معنية باسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتقول الصحيفة ان احمد الجلبي الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بواشنطن، وكان يحصل منها على مبالغ مالية طائلة شهريا لتمويل فعالياته ضد النظام العراقي السابق، كان مصدر الانباء الرئيسي للصحيفة، وكان حلقة الوصل بين وسائل الاعلام الاميركية وبين المعارضين للنظام العراقي الذين حاربوه من المهجر.

وتعترف الصحيفة انها نشرت في العديد من المرات معلومات كانت مصداقيتها محل خلاف واضح، الا انها نشرتها رغم وصول ادلة جديدة تناقضها، او رغم عدم تأكيدها. وقالت ان تلك التقارير اعتمدت على المصادر العراقية اياها، من امثال الجلبي الذي قررت واشنطن انهاء علاقتها به، الاسبوع الماضي، بعد اتهامها له بنقل معلومات حساسة لايران!

وقالت الصحيفة ان الادارة الاميركية ساهمت في نشر تلك الاضاليل التي روجها العراقيون المعاديون لنظام صدام حسين، عبر "تأكيدها لها"! وتعترف بعض تلك الاوساط في البيت الابيض، اليوم، انه تم تضليلها من قبل تلك الجهات العراقية التي كانت لها مصلحة كبرى في اسقاط نظام صدام حسين. وتعترف الصحيفة انها تجاهلت تلك المصلحة، ولم تأخذها في الاعتبار قبل نشر تلك التقارير. كما تعترف بأنها كانت تتجاهل التعقيبات التي كانت تنفي ما نشرته الصحيفة، او كانت تنشرها في مكان غير بارز وبحجم يقل كثيرا عن المساحة التي خصصت لنشر التقارير المضللة.. كما انها امتنعت عن نشر تصحيح لأنباء ثبتت عدم مصداقيتها.


التعليقات