واشنطن تدمّر قمرها السام والحطام يدخل الغلاف الجوي..

أعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، أمس، وبـ«درجة عالية من الثقة»، أنها نجحت في عملية تدمير القمر الاصطناعي التجسسي الاميركي الخارج عن السيطرة، فيما دخل بعض الحطام الغلاف الجوي للارض، على ارتفاع نحو 250 كيلومتراً عن سطح المحيط الهادئ.

وقال الجنرال في قوات البحرية الاميركية جيمس كارترايت، في مؤتمر صحافي في البنتاغون: «نحن واثقون جداً من أننا أصبنا القمر الاصطناعي. لدينا أيضاً درجة عالية من الثقة في أننا أصبنا الخزان... ولدينا سحابة يبدو كأنها من وقود الهايدرازين»، مضيفاً «ما زلنا نعكف على العمل للتأكد من ذلك... لا نستطيع تأكيد الامر تماماً بعد».

وأوضح كارترايت، وهو نائب رئيس القيادة المشتركة للاركان، أن الامر قد يستغرق «ما بين 24 الى 48 ساعة أخرى» (أي بحلول الغد) للقطع بما إذا كان خزان الوقود قد دُمِّر، مشيراً إلى أنه «حتى الآن، نحن لا نرى شيئا أكثر من كرات (حطام) بحجم كرة القدم، وهو ما يشير إلى أننا نسير على الطريق الصحيح»، مضيفاً أن أي ركام لن يرتطم بالارض، ومستبعداً أن تلحق هذه الكرات ـ الحطام أي أذى لصغر حجمها.

ووفقاً للبنتاغون، تمكنت البحرية الاميركية من إصابة «القمر 21» الهائم في الفضاء منذ عام ونيف، بصاروخ اعتراض «اس ام ـ 3»، تم إطلاقه من سفينة حربية أميركية راسية في شمال غربي هاواي، في محاولة لتدمير خزان القمر المحمل بـ450 كيلوغراما من وقود «الهيدرازين» السام، الذي قد يهدد حياة من يتحطم على مقربة منه.

وأعطى وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس، أمس، الضوء الاخضر للعملية، فيما كان متوجها في طائرة الى هونولولو في جزر هاواي، حيث تتمركز ثلاث سفن حربية استخدمت في عملية الاعتراض.

وفي وقت سابق، جددت وزارة الدفاع الروسية مخاوفها من عملية تدمير «القمر 21»، وفي أن تكون الولايات المتحدة استخدمت العملية ستاراً لتجربة سلاح استراتيجي جديد، وللتباهي بقدرتها على تدمير أقمار اصطناعية في الفضاء.
لكن كارترايت ردّ الشكوك الروسية، مؤكداً «إنه نظام معدل، وليس نـــظاما دفاعيا صاروخيا».

بدورها، طالبت الصين واشنطن بتقديم معلومات للمجتمع الدولي، على وجه السرعة، عن طبيعة عملية تدمير «القمر 21»، لتتمكن الدول المعنية من اتخاذ تدابير الحيطة. وقد رد غيتس لاحقاً بأن بلاده مستعدة لتشارك بكين «ما هو مناسب» من معلومات حول العملية.

وكانت الصين قد أطلقت صاروخاً من الأرض، في العام الماضي، لإسقاط قمر اصطناعي معطّل للارصاد الجوية، ما أثار انتقادات دولية وقلقا في واشنطن.

وذكر البنتاغون أن بعض حطام القمر المدمر دخل الغلاف الجوي على الفور، بسبب تدني ارتفاع القمر الاصطناعي عند اعتراضه، مضيفاً أن جميع أجزاء الحطام تقريباً ستحترق عند دخولها الغلاف الجوي خلال 24 الى 48 ساعة، فيما يتوقع ان يدخل ما تبقى من الحطام الغلاف الجوي في غضون أربعين يوماً.