واشنطن: الحظر الجوي على ليبيا لا يكفي، ويجب قصف الدبابات والأسلحة الثقيلة

غيرت الولايات المتحدة لهجتها بشكل حاد تجاه ليبيا، وضغطت على الأمم المتحدة يوم الخميس، للسماح ليس فقط بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمساعدة المعارضين الليبيين، وإنما أيضا بشن هجمات جوية تستهدف الدبابات والمدفعية الثقيلة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

واشنطن: الحظر الجوي على ليبيا لا يكفي، ويجب قصف الدبابات والأسلحة الثقيلة

طرحت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي فرض حظر طيران فوق ليبيا، والسماح للدول العربية وغيرها، بالتعاون مع الأمم المتحدة، بحماية المدنيين، بما في ذلك مدينة بنغازي، معقل المعارضة المسلحة.

وإذا وافق مجلس الأمن على القرار، فسوف يسمح باتخاذ "كل الاجراءات الضرورية لحماية المدنيين والمناطق السكنية المدنية، التي تواجه تهديدا في (ليبيا)، بما في ذلك بنغازي مع استبعاد ارسال قوة احتلال."

وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، مارك ليال جرانت، إن مجلس الأمن سيصوت على مشروع القرار الساعة السادسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

الولايات المتحدة تغير من لهجتها تجاه ليبيا

هذا وغيرت الولايات المتحدة لهجتها بشكل حاد تجاه ليبيا، وضغطت على الأمم المتحدة يوم الخميس، للسماح ليس فقط بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا لمساعدة المعارضين الليبيين، وإنما أيضا بشن هجمات جوية تستهدف الدبابات والمدفعية الثقيلة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.

وجاء التحرك نحو موقف أكثر تشددا لصالح إجراء عسكري بعد نقاش مطول داخل إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما بشأن كيفية منع معمر القذافي من سحق الثوار الذين يحاربون لإنهاء حكمه المستمر منذ أكثر من أربعة عقود.

وناشدت الثورة الليبية المجتمع الدولي المساعدة بشكل عاجل لمنع سقوط بنغازي في يد القوات الموالية للقذافي، والسؤال الذي يواجه أوباما وزعماء آخرون في العالم في الوقت الحالي، يتعلق بما إذا كان الاجراء الذي سيتخذونه أقل مما ينبغي وجاء متأخرا كثيرا.


الرئيس الامريكي باراك أوباما

وقال مسؤولون أمريكيون إن أوباما أصدر تعليمات لكبار مساعديه بمتابعة تنفيذ قرار الأمم المتحدة من خلال مجموعة من الاجراءات، تتضمن فرض منطقة حظر طيران وتتجاوزها.

وعارض جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، أي تلميح إلى أن الولايات المتحدة تحركت ببطء شديد لمساعدة الثورة، وأصر على أن واشنطن وحلفاءها يتحركون بسرعة كبيرة لحماية المواطنين الليبيين، و"المضي قدما نحو وضع لا يظل فيه القذافي في السلطة."

البنتاغون يبدي قلقه من احتمالات تدخل الولايات المتحدة عسكريا في ليبيا

وعبرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) عن القلق إزاء احتمال التدخل العسكري الامريكي في ليبيا، في تكرار لتصريحات أدلى بها مؤخرا وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس.

وقال الجنرال نورتون شفارتز، رئيس هيئة أركان القوات الجوية الامريكية، إن القول بأنه من الممكن إقامة منطقة حظر طيران فوق ليبيا خلال أيام قليلة قول "مفرط في التفاؤل"، وقال أمام جلسة في مجلس الشيوخ: "أعتقد أنها قد تستغرق ما يصل إلى أسبوع."

وأضاف أنه قد تكون هناك موارد محدودة متاحة للمهمة، حيث أن الجيش الامريكي لديه التزامات بالفعل في العراق وأفغانستان، ومؤخرا في اليابان.

 وقال الكولونيل ديفيد لابان، المتحدث باسم البنتاجون: "أعتقد أن بإمكانكم القول إنه سيكون هناك قلق بشأن تنفيذ عمليات عسكرية داخل ليبيا."

وقال لابان أيضا، إن خمس سفن أمريكية موجودة حاليا في البحر المتوسط، غير أنه جرى تحريك حاملة الطائرات "إنتربرايز" من البحر الأحمر الذي تمركزت فيه في الأسابيع الماضية، إلى بحر العرب، حتى تتمكن من دعم الحرب الدائرة في أفغانستان.

وردا على سؤال بشأن استعدادات محتملة في المنطقة لتحركات عسكرية، بخلاف حظر الطيران إذا وافق البيت الأبيض على هذه الخطوة، قال لابان: "لم يتغير شيء من وجهة نظر وزارة الدفاع.. كل تلك المناقشات لا تزال مستمرة"، وأضاف: "عندما تتخذ القرارات سنكون مستعدين لتنفيذ أي شيء يطلب منا."


روبرت جيتس

كذلك فإن السناتور الجمهوري ديفيد لوجار، تساوره شكوك في أن يخدم فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا المصالح الامريكية في ظل تكاليف هذا الاجراء، ومخاطر التصعيد، وموقف العرب الذي يكتنفه الغموض، والضغوط التي يواجهها الجيش الامريكي.

واشنطن تطالب بتفويض الأمم المتحدة تحويل أموال القذافي المجمدة للثوار

وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة خلصت إلى ضرورة إقرار فرض منطقة حظر الطيران، وضرورة اتخاذ تدابير أخرى تتجاوز الحظر الجوي، من بينها شن هجمات ضد الدبابات والمدفعية التابعة لقوات القذافي.

وتطلب الولايات المتحدة كذلك تفويض الأمم المتحدة باتخاذ خطوات أخرى، تشمل تحويل أصول القذافي المجمدة للثوار، وإحكام حظر السلاح المفروض على ليبيا.

وقال وليام بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الامريكية، أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن الولايات المتحدة تدعم اجراءات دولية في ليبيا "لا تصل إلى حد وجود قوات على الأرض".

وأضاف أن واشنطن تخشى من أن القذافي "قد يعود إلى الارهاب والتطرف العنيف"، ويحدث اضطرابا في الشرق الأوسط.

وأكد: "إذا نجح القذافي فإنكم ستواجهون أيضا عددا من المخاطر الكبيرة"، ومضى يقول: "هناك خطر حقيقي من تصاعد العنف والاضطراب" في الشرق الأوسط.


زيليام بيرنز

مسؤول عسكري أمريكي كبير: يجب على أي خطة عسكرية أن تتضمن العرب، لا مجرد التأييد

وقال مسؤول أمريكي كبير، إن أي خطة عسكرية يجب أن تكون بمشاركة من الدول العربية، وألا تقتصر مشاركتها على التأييد اللفظي، وأضاف: "عليهم أن يفعلوا أكثر من مجرد تأييده الحظر الجوي."

وتعرض أوباما لضغوط من فرنسا وبريطانيا لينضم إلى الدولتين في اتخاذ اجراءات متشددة ضد القذافي قبل فوات الأوان.

ورحب ستيقن جراند، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكنجز، بما وصفه بأنه موقف أكثر إيجابية من الولايات المتحدة، وقال: "هل سيؤدي إلى وضع مختلف على الأرض.. لا أعرف."

ودعا السفير الليبي السابق في الولايات المتحدة علي العجيلي، الذي يؤيد المعارضين للقذافي إلى مساعدة عاجلة.

وقال في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" التلفزيونية الامريكية: "أناشد الرئيس أوباما للمرة الثانية أو الثالثة.. أنت تعرف القذافي وتعرف ما سيفعله."

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، قد ثال في وقت سابق الخميس: "نحن قلقون للغاية بشأن الموقف في ليبيا والعنف الذي يمارسه نظام القذافي ضد شعبه."

وأضاف: "نعمل بسرعة كبيرة بالتعاون مع شركائنا الدوليين للقيام بتحركات لحماية المواطنين الليبيين، والتحرك تجاه وضع لا يصبح القذافي فيه باقيا في السلطة في نهاية الأمر."

التعليقات