ذكرت قنوات تلفزيونية تركية مساء اليوم أن البرلمان التركي وافق على قرار للحكومة بالانضمام إلى عملية بحرية لحلف شمال الأطلسي لفرض حظر تسلح على ليبيا صرحت به الأمم المتحدة.
ووافقت تركيا العضو في الحلف على إرسال أربع فرقاطات وغواصة وسفينة دعم للمشاركة في العملية. وتريد الولايات المتحدة تسليم قيادة الحملة الجوية الى حلف الأطلسي في غضون أيام الا أن إصرار تركيا على شروط عطل التوصل إلى اتفاق بشأن هذا.
وطالبت اليوم بأن تكون السيطرة على جميع العمليات العسكرية في ليبيا لحلف شمال الأطلسي وحده، معبرة عن تشككها في أن بعض الشركاء الذين يسعون إلى التحرك خارج إطار الحلف عيونهم على الثروة المعدنية لليبيا.
وفي انتقاد لفرنسا، قال رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، إنّ نفس الذين أحجموا عن ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يتحدثون الآن بلغة "الحملات الصليبية" في ما يتعلق بليبيا، مؤنبا الغرب على سلوكه تجاه الدول الواقعة إلى الجنوب والشرق.
وقال في مؤتمر في اسطنبول: "أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب والكنوز الموجودة تحت الأرض حين ينظرون إلى هذا الاتجاه أن ينظروا إلى المنطقة من خلال نظارات الضمير من الآن فصاعداً".
وكان وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون قد صرح يوم الاثنين بأن الرئيس نيكولا ساركوزي "تصدر حملة صليبية لحشد دعم مجلس الامن الدولي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي" لمنع ارتكاب مذابح في ليبيا.
وقلل وزير الخارجية الان جوبيه من أهمية التعليق بوصفه زلة لسان، وقال اليوم إنه يجب تجنب استخدام تعبير "حملة صليبية".
وقال الرئيس التركي عبد الله جول في حديثه مع الصحافيين الأتراك المرافقين له في زيارة إلى غرب افريقيا أمس الأربعاء إنه يتشكك في أن بعض حكومات التحالف لديها دوافع خفية وان ليبيا قد "تنهب" كما حدث مع العراق.
وأضاف جول: "لماذا..؟ لأن هدف (قوات التحالف) ليس تحرير الشعب الليبي. هناك جداول أعمال خفية ومصالح متباينة".
وقال الرئيس التركي في تصريحات أرسلها مساعد له إلى وكالة رويترز للأنباء من أكرا: "أشعر بالقلق من أن تتكرر أشياء حدثت في العراق في ليبيا. العراق نهب. الآن أخشى أن يحدث نفس الشيء في ليبيا".
وبعد أيام من المناقشات الساخنة في بعض الأحيان، من المقرر أن يستأنف مبعوثو حلف شمال الأطلسي محادثاتهم في وقت لاحق اليوم لمحاولة التغلب على الخلافات خاصة مع تركيا بشأن تسلم قيادة العمليات العسكرية ضد قوات العقيد الليبي معمر القذافي من الولايات المتحدة.
وأبلغت تركيا حلف الأطلسي أمس أنها لا تريد أن يتولى الحلف المسؤولية عن عمليات هجومية قد تضر المدنيين أو يكون مسؤولاً عن تطبيق منطقة الحظر الجوي التي أجازها قرار مجلس الأمن الدولي في حين تقصف طائرات التحالف القوات الليبية بشكل متزامن.
وعبر مسؤول تركي كبير في تصريحات للصحافيين في أنقرة أمس الأربعاء عن اعتراضات تركيا. وقال: "حين يتعلق الأمر بقضية منطقة الحظر الجوي فنحن ايجابيون تجاه أن يطبقه حلف الأطلسي لكن يجب ألا يطبقه سوى حلف الأطلسي".
التعليقات