أوباما يوقع أمرا سريا لتسليح الثورة الليبية، ورئيس لجنة المخابرات في الكونجرس يعارض

قال مسؤولون حكوميون أمريكيون يوم الأربعاء، إن الرئيس الامريكي باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري لقوات الثورة الليبية التي تسعى للإطاحة بالزعيم معمر القذافي.

أوباما يوقع أمرا سريا لتسليح الثورة الليبية، ورئيس لجنة المخابرات في الكونجرس يعارض

قال مسؤولون حكوميون أمريكيون يوم الأربعاء، إن الرئيس الامريكي باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم حكومي أمريكي سري لقوات الثورة الليبية التي تسعى للإطاحة بالزعيم معمر القذافي.

وقالت أربعة مصادر حكومية أمريكية مطلعة، إن أوباما وقع الأمر الرئاسي خلال الاسبوعين أو الثلاثة الأخيرة.

وتعتبر هذه الأوامر عنصرا أساسيا من التوجيهات الرئاسية التي تستخدم عادة للسماح بعمليات سرية للمخابرات المركزية الامريكية، وقد رفضت المخابرات المركزية والبيت الأبيض التعليق على الفور.

كلينتون كانت قد نفت في وقت سابق موافقة إدارة أوباما على تسليح الثوار

وتأتي هذه الأنباء بعد تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، أدلت بها في وقت سابق اليوم، إذ قالت إن إدارة الرئيس باراك أوباما لم تتخذ قرارا بشأن تسليح مقاتلي الثورة.

وقالت للصحفيين في مبنى الكونجرس بعد أن سألها أحدهم إن كانت الإدارة قد اتخذت قرارا بتسليح مقاتلي المعارضة الليبية: "لم يتخذ قرار".

وكانت تتحدث وهي تغادر جلسة في مجلس النواب لإطلاع الاعضاء على تطورات الموقف فيما يتعلق بليبيا، حضرتها مع مسؤولين كبار آخرين في الإدارة.

وكانت كلينتون قد قالت أمس الثلاثاء، إن تسليح الثوارمشروع بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي سمح بالتدخل العسكري في ليبيا.

رئيس لجنة المخابرات في الكونجرس يعارض تسليح الثوار الليبيين

من جهة أخرى، قال رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الامريكي، مايك روجرز يوم الأربعاء، إنه يعارض تزويد مقاتلي الثورة، وقد جاء في بيان صادر عنه: "ونحن نناقش علنا الخطوات التالية بشأن ليبيا، أنا لا أؤيد تسليح المعارضة الليبية في هذا الوقت، نحن نحتاج إلى معرفة المزيد عن المعارضة قبل أن أؤيد نقل مدافع وأسلحة متقدمة إليها."

وكان بعض أعضاء الكونجرس في واشنطن قد دعوا إلى تسليح الثورة الليبية، ولم يعارض الرئيس أوباما هذا الخيار.

وكان أوباما قد قالفي مقابلة مع تلفزيون (إن.بي.سي.) يوم الثلاثاء: "هذا شيء لا أؤكده ولا أستبعده."

وقال روجرز: "من السهل الحديث عما يرفضه المعارضون، لكن أمامنا طريق طويل كي نفهم ما يسعون إليه."

وقال قائد عمليات حلف شمال الأطلسي، الأميرال جيمس ستافريدس، إن معلومات مخابراتية أظهرت وجود عناصر من القاعدة أو حزب الله بين صفوف المعارضين المسلحين، رغم أن مسؤولين أمريكيين آخرين نفوا أن لهاتين الجماعتين دورا ملموسا.

روجرز يحذر من تكرار تجارب تسليح واشنطن لجماعات في السابق انقلبت عليها

ولمح روجرز إلى تجربة أمريكية سابقة فيما يخص تسليح متمردين لم تسر الأمور فيها دائما طبقا للتوقعات، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة كانت قد ساعدت في تسليح المقاتلين الذين حاربوا الاحتلال السوفيتي في أفغانستان في الثمانينات، لكن بعضهم انضم في وقت لاحق إلى حركة طالبان التي تقاتل الآن القوات الامريكية في أفغانستان.

وقال روجرز: "لسنا بحاجة للنظر للوراء بعيدا جدا في التاريخ، حتى نجد أمثلة على العواقب غير المقصودة لنقل أسلحة متقدمة إلى مجموعة من المقاتلين لا نعرفهم جيدا كما ينبغي، حتى لو كنت تعتقد أنك تعرفهم، فلا تضمن ألا تقع هذه الأسلحة لاحقا في أيدي أشخاص سيئين."

وفي الكونجرس هناك بعض المشرعين الذين يؤيدون تسليح الثورة الليبية، ومن بينهم السناتور الجمهوري جون مكين، الذي حث أيضا إدارة أوباما على القيام بعمل عسكري ضد ليبيا.

عضو في الكونجرس: تكاليف العملية العسكرية بلغت 550 مليون دولار حتى الآن

من جهة أخرى، قال عضو في الكونجرس الامريكي يوم الأربعاء، إن إدارة باراك أوباما تقدر تكلفة العمليات العسكرية الامريكية في ليبيا بنحو 550 مليون دولار حتى الآن، وأنها ستتكلف 40 مليون دولار شهريا من الأن فصاعدا.

وقال نورم ديكس، النائب الديمقراطي البارز في اللجنة الفرعية للمخصصات الدفاعية بمجلس النواب: "إنها نحو 550 مليون دولار".

وكان ديكس يتحدث للصحفيين بعد اجتماع مغلق مع وزير الدفاع روبرت جيتس، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومدير المخابرات القومية جيمس كلابر، والأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة.

وتابع ديكس أن المسؤولين يقدرون أن العمليات ستتكلف 40 مليون دولار أخرى من الآن وحتى 18 أبريل/نيسان، ثم 40 مليون أخرى شهريا بعد ذلك.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قد ذكرت يوم الثلاثاء، أن الانفاق على العمليات العسكرية في ليبيا، والذي بلغ 550 مليون دولار حتى الآن، سيقل إلى 40 مليون دولار شهريا فور تقليص القوة الامريكية، وتولي حلف شمال الأطلسي قيادة العملية.

التعليقات