استنفار تركي: استدعاء السفير في دمشق لإجراء مشاورات؛ "الأسد لا يستمع إلينا"

مصدر رسمي تركي: "الأسد لا يستمع الينا. لقد اخر الاصلاحات، ما ال بالوضع إلى ما هو عليه. عليه التحرك على الفور"...

استنفار تركي: استدعاء السفير في دمشق لإجراء مشاورات؛

عاد السفير التركي في دمشق، عمر أونهون، إلى أنقرة اليوم الأربعاء لإجراء مشاورات حول الوضع في سوريا، التي تشهد مظاهرات وأعمال عنف سقط خلالها مئات القتلى والجرحى.

وذكرت قناة "تي أر تي" التركية أن أونهون سيشارك في اجتماع مجلس الأمن القومي التركي الذي سيعقد غداً وسيزود المجلس بالمعلومات حول المستجدات الأخيرة في سوريا.

وكان السفير أونهون قد التقى قبل بضعة أيام رئيس الوزراء السوري، عادل سفر، ونقل له موقف تركيا الذي يشدد على ضرورة التحلي بضبط النفس.

وقالت القناة إن الجانب السوري طلب المساعدة ن تركيا بشأن الإصلاحات، وأعلنت تركيا عن استعدادها لتقديم الدعم اللازم إلى سوريا بهذا الصدد .

وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان قد قال أمس الثلاثاء إن بلاده "على الأرجح" سترسل وفداً إلى سوريا يوم الخميس المقبل للقاء الرئيس السوري بشار الأسد.

وأشار إلى أن أنقرة منزعجة من الوضع الراهن في دمشق، وقال إنه أعرب خلال مكالمة هاتفية أجراها أمس أيضاً مع الأسد عن قلقه، وإن بلاده لا ترغب نهج مناهض للديمقراطية في سوريا.

وكان أردوغان قد تحدث الاثنين مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، وأعرب الجانبان عن قلقهما العميق من استخدام الحكومة السورية "العنف غير المقبول" ضد شعبها، مطالبين بوضع حدّ له وإجراء إصلاحات.

في السياق ذاته، قال مصدر حكومي تركي رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس إن "سوريا لها الاولوية بالنسبة لنا، وليست اي دولة عربية، لدينا علاقات مهمة معها وما يحدث هناك يقلقنا كثيرا". لكنه شكك في الوقت نفسه في امكانية فرض الامم المتحدة عقوبات على ما تطالب بعض الدول ومنها فرنسا. وأضاف أن "العقوبات لا تعطي دائما النتيجة المرجوة".

وبعد فترة من العلاقات السيئة بسبب دعم دمشق للمتمردين الانفصاليين الاكراد نسج البلدان منذ سنوات علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة.
والغى البلدان تاشيرات السفر بينهما فيما ارتفع حجم التبادلات الثنائي الى ثلاثة اضعافه في عشر سنوات فبلغت قيمته 2,5 مليارات دولار عام 2010.

وينسب هذا التحسن الى العلاقة الشخصية جدا بين أردوغان والأسد اللذين يتبادلات الزيارات بكثافة. لكن هذه العلاقة قد تتدهور بعد ان بدت انقرة محرجة أمام العنف الذي يمارسه الجيش السوري على المحتجين.

وتركيا التي تقودها حكومة مسلمة محافظة تهتم بالآراء في الشارع المسلم وأبدت الإرتباك نفسه حيال ليبيا حيث رفضت في مرحلة اولى الضربات الجوية وامتنعت عن مطالبة العقيد معمر القذافي بالرحيل.

أما بخصوص سوريا، فوجهت أنقرة دعوات متكررة للأسد بإجراء إصلاحات. وقال مصدر رسمي: "لكنه (الأسد) لا يستمع الينا. لقد اخر الاصلاحات، ما ال بالوضع إلى ما هو عليه. عليه التحرك على الفور" معربا عن الخوف من احتمال ان يقرر الاف السوريين يوما ما الفرار من بلادهم التي تمتد حدودها مع تركيا على 800 كلم.


وقال المصدر: "إن حصل ذلك فستنشأ مشاكل. من الصعب تمييز المدنيين من عناصر حزب العمال الكردستاني" الذي يواجه قوات انقرة.
كما تخشى انقرة أن تؤثر الإضطرابات في سوريا التي تضم أقلية كردية على الجالية الكردية التركية.
وأعتبر المحلل روشان شاكر في صحيفة "وطن" "اجلا أم آجلا ستحل الديموقراطية على سوريا وسيستفيد منها الأكراد" السوريون، وحث تركيا على تلبية مطالب مواطنيها الأكراد.

التعليقات