لبى عشرات الآلاف من الروس الدعوة التي أطلقت على شبكة التواصل الاجتماعي إلى التظاهر السبت، في جميع أنحاء البلاد، احتجاجا على نتائج الانتخابات.
فقد شهدت موسكو و90 مدينة روسية أخرى، مظاهرات ذات إقبال كثيف، إذ بلغ عدد المشاركين في مظاهرات العاصمة الروسية نحو 40 ألف شخص.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، أن عدد المتظاهرين المحتشدين في هذه الأثناء بميدان "بولوتنايا" قرب الكرملين في وسط موسكو، في جو مثلج، بلغوا 40 ألفا، مع توقعات بارتفاع العدد مع استمرار توافد المتظاهرين، تعتبر هذه المظاهرة أكبر مسيرة شعبية معارضة في روسيا منذ سنوات.
ويشارك في المظاهرة ممثلون عن أحزاب معارضة خارج السلطة، وأحزاب معارضة داخلها، الممثلة بـ3 أحزاب، هي الحزب الشيوعي، وروسيا العادلة، والحزب الليبرالي الديمقراطي، التي دخلت مجلس الدوما الجديد إلى جانب حزب روسيا الموحدة.
إعادة فرز الأصوات أو إعادة الانتخابات
ويرفع المتظاهرون أربعة مطالب، هي إعادة فرز الأصوات من جديد، أو إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتهيئة الأجواء لانتخابات نزيهة جديدة، مع فتح أبواب التسجيل أمام جميع الأحزاب والقوى السياسية المنظمة، وإقالة رئيس اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا، فلاديمير تشوروف، ومحاكمته، وأخيرًا الإفراج عن المعتقلين خلال التظاهرات السابقة.
وكانت السلطات منحت المنظمين ترخيصًا لمظاهرة لـ300 شخص في ميدان الثورة، ليس بعيدًا عن جدران الكرملن، ولكن بعد أن سجّل مئات الأشخاص للمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، قرر المنظمون نقل المكان إلى ميدان بولوتنايا، الذي يستطيع استيعاب عدد كبير من الناس.
وستؤّمن شرطة موسكو 30 حافلة لنقل المتظاهرين من ميدان الثورة إلى ميدان بولوتنايا، كما سيتم الإعلان في مترو موسكو وفي أنحاء المدينة عن تغيير موقع المظاهرة.
وشهدت كبرى المدن الروسية السبت، تظاهرات أيضًا انضم إليها أكثر من ألف مواطن، وأعلنت وزارة الداخلية الروسية أن تظاهرات محدودة النطاق أقيمت في كل من فلاديفوستوك، وتشيتا، وإيركوتسك، ونوفوسيبيرسك، وخاباروفسك، وبارناول، ومدن أخرى.
اعتقالات
وذكرت الوزارة أن أجهزة الأمن اعتقلت 45 من المتظاهرين بتهمة مخالفة النظام العام، وإقامة مسيرات أو اعتصامات أو اجتماعات غير مرخص لها.
وذكرت الوزارة أن الكثير من المناطق التي شملتها الاحتجاجات لم تشهد أي اعتقالات على الإطلاق، حيث انسحب المحتجون من الشوارع بعد تحذيرات من قبل الشرطة بعدم شرعية الفعالية الاحتجاجية.
ويعد المتظاهرون اليوم بمواصلة الاحتجاج، وبتنظيم تظاهرات أخرى حتى تحقيق مطالبهم.
وسبق أن شهدت موسكو ومدن أخرى في الخامس من ديسمبر/كانون الأول، أي بعد يوم من الانتخابات، مظاهرات ضد النتائج، شارك فيها 2000 إلى 5000 شخص، اعتقل خلالها أكثر من 300 شخص.
وفي السادس من الشهر الجاري، شهدت العاصمة أيضًا مظاهرة غير مرخصة، اعتقل فيها 300 شخص.
وكان رئيس الحكومة فلاديمير بوتين، اتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء التحركات الاحتجاجية في بلاده، وحذر الروس من مغبّة تنفيذ أجندات خارجية.
التعليقات