شافيز الثوري الاشتراكي يخسر معركته ضد السرطان فماذا سيحدث بعده في فنزويلا؟

والسؤال المهم الآن هو ما إذا كان شافيز سيتمكن من خوض الانتخابات بفعالية. فقد كوّن عن نفسه انطباعا بأنه لا يتعب، والذي يده على المقود ويعمل على مدار الساعة ويلقي الخطب التي تتواصل ساعات، (حطم رقمه القياسي في كانون الثاني/يناير بخطاب استغرق 10 ساعات)، لم يرسم خططا تحدد من سيخلفه. وإذا بدأ حضوره في التلاشي، فإن الناخبين سيتجهون إلى الناحية الأخرى.

شافيز الثوري الاشتراكي يخسر معركته ضد السرطان فماذا سيحدث بعده في فنزويلا؟


نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية تقريراً اليوم عن خسارة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز معركته ضد السرطان في ما يبدو متسائلةً عما سيحدث في فنزويلا في حالة وفاته.:

تشافيز الذي وصل إلى السلطة قبل 13 عاما، ونجا هذا الضابط العسكري السابق من انقلاب، وشبه رئيسا أميركيا بالشيطان، واستخدم مزيجا من الجاذبية الشخصية وعائدات النفط لتهميش أي معارضة جادة. لكن عدم قابليته لأن يهزم صارت موضع شك.

ولا يعود هذا الى مجرد أن المعارضة توافقت على مرشح قبل الانتخابات المقررة في تشرين الأول (أكتوبر) يبدي، رغم أنه متراجع في استطلاعات الرأي، ملامح للقوة. اذ هناك مسالة اخرى لها ثقل أكبر من غيرها وهي إمكانية تجدد السرطان الذي تم تشخيص إصابة شافيز به العام الماضي.



الآن سيصحو الفنزويليون وهم يعلمون أن رئيسهم موجود في كوبا التي اختارها لتلقي العلاج فيها، بما في ذلك الدواء الإشعاعي، وقد أجريت له ثلاث عمليات جراحية حتى الآن. الأولى في حزيران (يونيو) لإزالة ورم بحجم كرة التنس من منطقة الحوض. ووفقا للمعارضة فقد أمضى شافيز ثلاثة من الشهور الاثني عشر الماضية في كوبا.

والتصريحات الصاخبة هي من صفاته وقد تعهد شافيز مرارا بهزيمة المرض. لكن النكسات تتوالى على اي حال. وقد أعلن نفسه خاليا من السرطان أواخر العام الماضي لكن الاطباء اخبروه في شباط (فبراير) أن المرض عاوده. وعاد من كوبا إلى كاراكاس يوم الاربعاء الماضي بعد جولة من العلاج الإشعاعي لكنه توجه مجددا إلى كوبا يوم الاحد. ومن المقرر أن يبقى هناك طيلة هذا الأسبوع.

وأي إشارة لمرضه تتم عادة بالاسلوب المسرحي المعتاد. وقد توسل للمسيح في قداس عيد الفصح قائلا :"أعطني الحياة، حتى لو كانت تحرق وتؤلم، أنا لا أكترث. أعطني تاجك أيها المسيح. اعطني صليبك واشواكك حتى لو نزفت. ولكن أعطني الحياة، لأن هناك المزيد مما افعله من اجل هذه البلاد وهذا الشعب".

وأكد أنه سيكون في فنزويلا مع نهاية الاسبوع للاحتفال بمناسبة عودته للسلطة بعد انقلاب قصير قبل 10 سنوات. وخاطب حشدا يرتدون قمصان تي شيرت حمراء تكريما للثورة الاشتراكية التي قادها، حيث عاد الى الموضوع نفسه: "الإشعاع كان له أثر سلبي على جسدي، وبعض الأثر على قوتي البدنية، لكنني أبلي بلاء حسنا. سنكون بخير، أشكر الله".

وكان اختيار شافيز الغياب عن قمة الاميركيتين في كولومبيا آخر الأسبوع دليلا على خطورة حالته، وهو منبر اعتاد سابقا استخدامه لتوجيه قنابله الخطابية على واشنطن. وبينما كان جورج بوش الابن هو الذي تلقى منه لقب الشيطان عام 2006 في الامم المتحدة، فقد كان الود مفقودا أيضا بين شافيز وباراك اوباما.

والسؤال المهم الآن هو ما إذا كان شافيز سيتمكن من خوض الانتخابات بفعالية. فقد كوّن عن نفسه انطباعا بأنه لا يتعب، والذي يده على المقود ويعمل على مدار الساعة ويلقي الخطب التي تتواصل ساعات، (حطم رقمه القياسي في كانون الثاني/يناير بخطاب استغرق 10 ساعات)، لم يرسم خططا تحدد من سيخلفه. وإذا بدأ حضوره في التلاشي، فإن الناخبين سيتجهون إلى الناحية الأخرى.

ولو كان الأمر يتعلق بشخص آخر أقل من شافيز حبا للذات، فإنه كان سيستجيب لنصيحة الأطباء ويتقاعد. وقال البروفيسور غريغوري ويكس، مدير مركز دراسات أميركا اللاتينية في جامعة نورث كارولينا أمس: "اعتقد ان شافيز سيتشبث بالسلطة إلى ان يصبح عاجزا أو يموت". ولاحظ ويكس أن قضية صحة الرئيس اصبحت "خطيرة بشكل واضح".

وقال بارت جونز الاميركي الذي ألف كتابا عن حياة شافيز: "بالنسبة الى شافيز الرئاسة ليست عملا من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء. بل هو يعتبر ذلك رسالة، ووظيفة دينية تقريبا. مهمة حياته على المحك، وبالنسبة اليه فإن التراجع ولو خطوة واحدة يعني الكثير".

اما الرجل الذي يتوقع أن يستفيد من ضعف شافيز سياسيا وجسمانيا فهو زعيم المعارضة هنريك كابريلس، الذي أطلق وهو في التاسعة والثلاثين حملة انتخابية مذهلة في ارجاء بلاده وفقا لبرنامج تعهد فيه بإنهاء النظام الاشتراكي.

ووفقا لآخر استطلاع للرأي جاء كابريلس متأخرا عن شافيز بـ 13 نقطة، وعدا عن كون شافيز مسيطرا على معظم وسائل الإعلام فقد تحدث عن تخصيص 26 مليار دولار لبناء بيوت للفقراء ومساعدات مالية للمسنين. ومن خلال عرض كابريلس بديلا يناقض برنامج شافيز فإن لديه فرصة لجسر الهوة. وتوقع ويكس أن "يحاول كابريلي الحصول على قبول اليسار وبالتالي أن يكسب بعض أصواتهم".

وفي الوقت الذي عملت فيه شخصية شافيز المضخمة والدعم الحكوم السخي لصالحه في الماضي، فربما يلتفت الناخبون هذه المرة لمشكلات بلادهم المتصاعدة، بما في ذلك التضخم المتزايد ومستوى العنف في بلادهم الذي هو من بين الأعلى في الأميركيتين.

وتسعى المعارضة لاستغلال غيابات شافيز في كوبا والغموض المخيم على مرض الرئيس. ولم يتم توضيح طبيعة السرطان- وأهم من ذلك ما إذا كان سينتشر في أعضاء اخرى. وقال عضو في المعارضة، هو كارلوس بيرزبيتا، في الكونغرس الفنزويلي في الآونة الاخيرة :"خلال الـ 340 يوما الماضية أمضى الرئيس 200 يوم في النقاهة و80 يوما في كوبا. والفنزويليون يعرفون عن صحة الرئيس شافيز من الاشاعات".

واظهرت استطلاعات الرأي ايضاً ان فنزويليين كثيرين ما زالوا، قبل خمسة اشهر من الانتخابات، لم يحسموا امرهم. وكما يواجه شافيز اضمحلال نشاطه، فان كابريليس الاصغر عمراً متدفق النشاط، وهو يركب دراجةً نارية خلال حملته الانتخابية ويلعب كرة السلة.

وخلال الاحتفالات بالتغلب على الانقلاب في نيسان (ابريل) 2002 بذل شافيز اقصى جهوده ليحط من مكانة المعارضة. وقد تنبأ بانه سيفوز بـ"الضربة القاضية". واضاف: "سيكون نفاذ حصان عبر خرم ابرة اسهل من فوز المعارضة في الانتخابات" وقد هدد ايضاً في الآونة الاخيرة بخصخصة المصارف التي يرى انها تدعم المعارضة وقال: "سنجعلهم يتوبون الى الابد".

وهذا هو نوع التخويف الذي اعتاد عله شافيز، ولكن اذ ارتفع صوته اكثر فقد يكون هذا بسبب رؤيته التحذيرات التي يراها مكتوبةً على جدران عيادات اطبائه
 

التعليقات