مدير عام وكالة الطاقة الذرية يجري محادثات بطهران

ويقول دبلوماسيون غربيون ان أمانو وهو دبلوماسي ياباني مخضرم ما كان ليقدم على مثل هذه الزيارة النادرة لطهران إلا اذا كان يعتقد ان بالامكان التوصل إلى اطار اتفاق يتيح لمفتشيه حرية اكبر في عملهم. وترفض إيران منذ سنوات طلبات الوكالة بإتاحة حرية أكبر لعمل مفتشيها.

مدير عام وكالة الطاقة الذرية يجري محادثات بطهران


بدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو محادثات نادرة في طهران اليوم الاثنين مبديا أمله في التوصل لاتفاق لتفتيش مواقع أبحاث يشتبه بأنها تتعلق بصنع القنابل الذرية وذلك في بادرة قد تعتمد عليها إيران لتخفيف العقوبات عليها وإيقاف التهديدات بالحرب.
وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء إن امانو التقى برئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية فريدون عباسي دواني بعد ساعات من وصوله لطهران قبل فجر اليوم.
ومن المقرر أن يلتقي امانو الذي يقوم بزيارته الأولى لايران منذ توليه منصبه في عام 2009 بكبير المفاوضين النووين الايرانيين سعيد جليلي ووزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي. وكان ممثل إيران في الوكالة في استقبال امانو في مطار طهران.
وتولى امانو منصب المدير العام للوكالة في وقت خيم فيه التوتر على علاقة الوكالة بإيران.


وقال امانو في مطار فيينا قبل توجهه إلى إيران "اعتقد حقا ان هذا هو الوقت المناسب لمحاولة التوصل إلى اتفاق. لا شيء مؤكد لكن فلنبقى متفائلين." وأضاف انه تم بالفعل احراز "تقدم جيد".
ولكن رغم ان محادثات أمانو المقررة يوم الاثنين مع إيران أعد لها على عجل بشكل دفع بعض الدبلوماسيين إلى الاعتقاد بقرب التوصل لاتفاق بشأن القيام بعمليات تفتيش جديدة لا يرى كثيرون ان بامكان إيران اقناع الحكومات الغربية بتخفيف العقوبات سريعا خلال محادثات بغداد يوم الأربعاء.
وبعد يومين من لقائه امانو سيجري جليلي محادثات مع كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي والتي ترأس تحالفا يضم ست دول هم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا.
ويقول دبلوماسيون ان إيران بتعهدها بالتعاون مع مفتشي الامم المتحدة ربما تهدف إلى تعزيز موقفها قبل المفاوضات الموسعة حيث تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منها التوقف عن انشطة يقولون انها غطاء لانتاج اسلحة نووية.
وأدت العقوبات الغربية على صادرات الطاقة الإيرانية وتهديدات إسرائيل وواشنطن بالقيام بعمل عسكري ضد إيران إلى ارتفاع اسعار النفط العالمية.


ويقول دبلوماسيون غربيون ان أمانو وهو دبلوماسي ياباني مخضرم ما كان ليقدم على مثل هذه الزيارة النادرة لطهران إلا اذا كان يعتقد ان بالامكان التوصل إلى اطار اتفاق يتيح لمفتشيه حرية اكبر في عملهم. وترفض إيران منذ سنوات طلبات الوكالة بإتاحة حرية أكبر لعمل مفتشيها.
وقال دبلوماسي أوروبي "إما أن الوكالة متأكدة للغاية من أن لديهم اتفاق أو أنها ببساطة تكثف جهودها للتوصل إلى اتفاق.. إن أرفع مسؤول في الوكالة يذهب إلى هناك لكن مع إيران لا ضمانة لشيء."
وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية السماح لها بزيارة المواقع التي ترغب في تفتيشها ومقابلة مسؤولين والاطلاع على وثائق لالقاء الضوء على أنشطة إيرانية يمكن استخدامها لاكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية وخصوصا مجمع بارشين العسكري الواقع جنوب شرقي طهران.
ولم يسفر اجتماعان بين إيران ومساعدين كبار لأمانو في طهران في يناير كانون الثاني وفبراير شباط عن اي تقدم ملحوظ. لكن الجانبين عبرا عن تفاؤلهما بعد جولة محادثات عقدت في فيينا يومي 14 و15 مايو ايار مما أنعش الآمال في امكانية احراز تقدم.
وقال أمانو "نحتاج إلى مواصلة قوة الدفع. حدث تقدم جيد خلال جولة المحادثات الاخيرة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية" مضيفا انه لا يتوقع زيارة موقع بارشين خلال زيارته القصيرة لطهران التي تستمر لمدة يوم واحد.


وعلى الرغم من أن موافقة إيران على ما يطلق عليه "نهج منظم" يحدد القواعد الأساسية لكيفية الرد على تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون موضع ترحيب فإن كيفية وموعد تطبيق ذلك عمليا مازالا غير معلومين.
وقال مبعوث غربي قبل زيارة أمانو لإيران ومحادثات بغداد "سنرى ما إذا كان الإيرانيون سيوافقون على السماح للوكالة بزيارة موقع بارشين. عندي شكوكي الخاصة مهما ورد في اي اتفاق على الورق."
ولن يكون مثل هذا الاتفاق كافيا في حد ذاته لتبديد بواعث القلق الدولية. وتريد القوى العالمية من إيران وقف تخصيب اليورانيوم وهي عملية يمكن ان يكون لها استخدام مزدوج مدني وعسكري.
وتصر إيران على ان برنامجها النووي لا يهدف إلا لتوليد الكهرباء وإنتاج نظائر لعلاج السرطان.
وإيران من الدول الموقعة على معاهدات تلزمها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك خلافا لإسرائيل التي يعتقد انها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.


وقال دبلوماسي اخر عن اجتماع بغداد الذي جرى الترتيب له من خلال اجتماع القوى الست مع إيران في اسطنبول الشهر الماضي والذي انهى توقفا دبلوماسيا استمر لاكثر من عام "لن نفعل شيئا محددا مقابل كلمات معسولة."
وزاد زعماء مجموعة الثماني -القلقون من تأثير ارتفاع اسعار النفط على اقتصاداتهم المتعثرة- الضغوط على إيران يوم السبت وأبدوا استعدادهم للجوء الى مخزونات الطواريء النفطية سريعا هذا الصيف إذا تعرضت الإمدادات للخطر بسبب تشديد العقوبات على إيران.
ولم تستبعد إسرائيل التي ترى في التسلح النووي الايراني تهديدا قاتلا والولايات المتحدة العمل العسكري ضد إيران لوقف تقدمها الذري إذا فشلت الدبلوماسية.
وعبرت إسرائيل تشككها في الجهود الدبلوماسية قائلة إن إيران تسعى فقط لكسب الوقت.
وتسعى القوى العالمية خلال محادثات بغداد إلى اقناع إيران بالتوقف عن عملية تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى والتي بدأتها قبل عامين وعملت على تعزيزها منذ ذلك الحين.


وتقول إيران انها تحتاج إلى اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة من اجل مفاعلها للنظائر المشعة.
وقال مستشار للزعيم الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي ان هناك آمالا في ان تسفر محادثات بغداد عن تحقيق نجاح.
وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران معالجة القضايا التي اثارها تقرير للوكالة العام الماضي كشف عن معلومات مخابراتية تشير إلى وجود أنشطة ربما لا تزال مستمرة تهدف إلى تطوير اسلحة ذرية.
وتقول إيران ان هذه المعلومات مختلقة وتعارض حتى الان طلبات للمفتشين بزيارة موقع بارشين
 

التعليقات