كيري يفشل في تحقيق اختراق خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع بيرس وعباس

وتابع: «دعونا نضع حداً للأوهام ... الشعب الفلسطيني لن يقبل باتفاقات مرحلية أو دولة ذات حدود موقتة ... الدولة ذات الحدود الموقتة التي ما زالت تعشعش في عقول البعض يجب أن تنسوها». وأكد انه «لا يمكن القبول بإهانة شعب يناضل من أجل تحقيق مصيره ... الشعب الفلسطيني تواق إلى السلام منذ معاناته المستمرة منذ 65 عاماً».

كيري يفشل في تحقيق اختراق خلال اللقاء الثلاثي الذي جمعه مع بيرس وعباس


انتهى الاجتماع الذي جمع بين الرئيس محمود عباس ووزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) على ضفاف البحر الميت، من دون تحقيق اي اختراق او الاعلان عن اي مبادرة جديدة لدفع عملية السلام. وعقب الاجتماع، جدد الرئيس الفلسطيني رفضه للاتفاقات المرحلية والحدود الموقتة وشطب قضية اللاجئين.


وقال عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري وبيرس: «حذرت في مناسبات عدة من أن الوضع الحالي لا يطاق، فاستمرار الاستيطان والاعتقالات ومصادرات الأراضي وتهويد القدس وغير ذلك من ممارسات إسرائيلية، سيؤدي إلى إنهاء فرصة حل الدولتين، وهذا ما نلحظه هذه الأيام». وأضاف: «الجيل الجديد يفقد ثقته اليوم بفرصة حل الدولتين لأن ما يراه على الأرض يجعله لا يأمل في المستقبل، ونحذر من أن مثل هذا التيار سيسود في المستقبل».


وتابع: «دعونا نضع حداً للأوهام ... الشعب الفلسطيني لن يقبل باتفاقات مرحلية أو دولة ذات حدود موقتة ... الدولة ذات الحدود الموقتة التي ما زالت تعشعش في عقول البعض يجب أن تنسوها». وأكد انه «لا يمكن القبول بإهانة شعب يناضل من أجل تحقيق مصيره ... الشعب الفلسطيني تواق إلى السلام منذ معاناته المستمرة منذ 65 عاماً». واستطرد قائلاً: «لا بد من إنهاء معاناة مئات آلاف اللاجئين الذين شردوا من ديارهم، عبر مفاوضات جديدة، وإطار زمني محدد، يأخذ في الاعتبار قرارات الشرعية الدولية، ومبادرات السلام العربية».


وأضاف: «عندما نتحدث عن ملف اللاجئين، نسمع من يقول: لا نريد مناقشة هذا الموضوع ... يجب أن يبقى خارج طاولة المفاوضات، لماذا نعطيكم أسرى (ببلاش) مجاناً؟»، متسائلاً: «هل تريدون منا أن نخطف شواليط كثر على غرار خطف الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، حتى تفرجوا عن أسرانا؟ لا أبداً، لا يمكن أن نقدم على مثل هذا العمل».


وتابع: «عام 2012، وضعنا أيدينا على 12 جندياً إسرائيلياً كانوا تائهين داخل القرى الفلسطينية، وخلال 10 دقائق أعدناهم إلى ذويهم سالمين».


وعن المبادرة العربية للسلام، قال الرئيس الفلسطيني: «تقول المبادرة: إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة، فإن جميع الدول العربية والإسلامية ستعترف بإسرائيل، وأتساءل: كيف تضيعون مثل هذه الفرصة؟».


وقال بيرس: «رغم كل العراقيل التي تواجهنا اليوم، نمد أيدينا للسلام مع كل دول الشرق الأوسط، فأعداؤنا الوحيدون هم أعداء السلام. الشعب الإيراني على سبيل المثال ليس عدواً لنا وإنما نظامه الذي يجب أن لا نقبل بمطامحه الاستعمارية وسياساته الوحشية». وأضاف: «ينبغي أن نجلس جميعاً على طاولة المفاوضات لتحقيق السلام المنشود». وتابع: «سيادة الرئيس عباس، نحن شركاؤكم وأنتم شركاؤنا أيضاً، ينبغي أن نحدث الفرق وأن نتخلص من الجمود الذي يعرقل العملية السياسية». وتابع: «مبادرة السلام العربية تمثل فرصة استراتيجية تحل محل استراتيجيات الحرب. علينا أن نتخلى عن التشاؤم، ولا ندعي أن الحرب لا يمكن الهروب منها». ومضى قائلاً: «على زعمائنا وقادتنا أن يقولوا نعم لمستقبل السلام، وأن يقودوا شعوبهم نحو مستقبل أفضل».


بدوره قال كيري ممازحاً الرئيسين الإسرائيلي والفلسطيني: «توجد اتفاقية سلام جاهزة للتوقيع عليها اذا ما اردتم ذلك»، في إشارة الى المبادرة التي قدمها قادة اقتصاديون يمثلون البلدين. وحذر من حدوث انفجار كبير في المنطقة، وقال إن دولاً عدة «تعاني ازدياداً في اعداد اللاجئيين، والخوف أن تصل الاسلحة الخطرة الى جهات ارهابية متطرفة». كما أكد ضرورة الاستماع الى القطاع الخاص في ما يتعلق بالشراكة مع الحكومة، ووضع نموذج جديد للتنمية، خصوصاً لدى دول الشرق الاوسط التي تحتاج الى «خلق فرص عمل للشباب».


وكان رجال أعمال إسرائيليون وفلسطينيون وشخصيات من المجتمع المدني اطلقوا على هامش المنتدى امس الاحد، مبادرة جديدة ترعاها واشنطن وعمان لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة.


وقال رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة للصحافيين إن ساحات منتدى دافوس «تشهد اتصالات فلسطينية - إسرائيلية إيجابية تساهم في حل الأزمة بين الجانبين». وأشار إلى أن الأردن «ينظر بتفاؤل لهذه المفاوضات» التي تحظى برعاية أميركية - أردنية، معتبراً أنه «لا بد من إيجاد حل لوقف النزاع والتفرغ لقضايا المنطقة الأخرى».


ورصدت «الحياة» لقاء عقد قبيل إعلان المبادرة بين الرئيس الإسرائيلي ورجل الأعمال الفلسطيني المعروف منيب المصري، إلى جانب رجال أعمال إسرائيليين. وسبقت اللقاء الذي امتد نحو 20 دقيقة، تصريحات أدلى بها بيرس للصحافيين عند وصوله الى مقر إقامة المنتدى قال فيها: «حان وقت السلام الذي يشكل الآن إمكانية حقيقية»، مؤكداً أن العودة إلى طاولة المفاوضات «تمثل مصلحة مشتركة لجميع الأطراف».

وأضاف: «علينا ألا نفوت الفرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وعلى الطرفين تجاوز الخلافات كافة». وتابع: «ينبغي ألا نفقد الفرصة لأنه يمكن أن تحل محلها خيبة أمل كبيرة».


ورداً على تصريحات الرئيس الإسرائيلي، قال وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينيتس للإذاعة الإسرائيلية: «لم أعلم بأن الرئيس سيُظهر نفسه وكأنه الناطق بلسان الحكومة»، مضيفاً: «مع كل الاحترام لرئيس الدولة، فإن الحكومة هي التي تتخذ القرارات السياسية، وأي تصريح في هذا الخصوص قبل بدء المفاوضات السلمية المحتملة، ليس مفيداً بالنسبة الى موقف إسرائيل».


وأحدثت مشاركة بيرس في أعمال المنتدى العالمي جدلاً دفع صحافيين أردنيين الى الاحتجاج على طريقة معاملتهم، فيما أتيح لنحو 30 صحافياً رافقوا بيرس تسهيلات خاصة.


وكان رئيس دائرة المفاوضات لدى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد نفى امس وجود أي مبادرة جديدة لإطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وجاءت هذه التصريحات بينما كان وزير الخارجية الأميركي يستعد لرئاسة اجتماع فلسطيني - إسرائيلي. وقال عريقات رداً على أسئلة الصحافيين: «لا يوجد أي مبادرة جديدة ... ولقاءات رجال الاعمال ُيسأل عنها رجال الأعمال الداعين إليها
 

التعليقات