في كلمته في الجمعية العامة؛ أوباما يتركز بسورية وإيران و"عملية السلام"..

ويشدد على التزامه بأمن إسرائيل وحقها في الوجود، ويؤكد على أن "الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين وأمن إسرائيل"، ويترك المجال للجهود الدبلوماسية حيال سورية وإيران

في كلمته في الجمعية العامة؛ أوباما يتركز بسورية وإيران و

في كلمته في الاجتماع السنوي للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، ألقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركزت حول البرنامج النووي الإيراني والأسلحة الكيماوية السورية وما يسمى بـ"عملية السلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وبدأ أوباما كلمته بالتأكيد على أن الولايات المتحدة على استعداد لاستخدام كافة وسائل قوتها، بما في ذلك القوة العسكرية، من أجل حماية مصالحها في المنطقة، وأنها ستواجه أي هجوم ضد حلفائها، وتعمل على ضمان تدفق الطاقة بشكل حر والنفط من المنطقة إلى العالم. وأضاف أن الولايات المتحدة لن "تحتمل تطوير أو استخدام أسلحة دمار شامل"، وأنه لهذا السبب ترى في استخدام الأسلحة الكيماوية خطرا على مصالحها القومية، كما ترى في تطوير الأسلحة النووية خطرا على مصالح الولايات المتحدة القومية.

وقال أوباما إنه على المدى القصير فإن الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة ستتركز في قضيتين: الأولى محاولة إيران الحصول على سلاح نووي، والثانية "الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني". وأشار إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران مقطوعة منذ العام 1979، حيث أن إيران تتذمر من التدخل الأمريكي بشؤونها ودعم الولايات المتحدة للنظام الإيراني خلال الحرب الباردة، وفي المقابل فإن الولايات المتحدة ترى حكومة إيرانية تعلن عن الولايات المتحدة عدوا. وأشار في هذا السياق إلى "تهديدات طهران بإبادة إسرائيل".

وأضاف أن حل أزمة المشروع النووي الإيراني يمكن أن يشكل خطوة مهمة في الطريق الطويلة لتطبيع العلاقات المبنية على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل. وقال إنه لا رغبة لدى واشنطن في تغيير النظام الإيراني.

وقال أيضا إن الولايات المتحدة تحترم رغبة إيران في الحصول على طاقة نووية لأهداف سلمية، ولكنه شدد على أنه يجب على إيران أن تتعاون مع المؤسسات الدولية. مضيفا أن التصريحات التصالحية يجب أن تترافق مع شفافية في الأعمال. وقال إنه تفويض الشعب الإيراني لصوت معتدل يستوجب فحص المسار الدبلوماسي.

كما تحدث أوباما عن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. وقال إن هناك حاجة ماسة لحل الصراع مع الفلسطينيين، وأن هناك إجماعا أكبر في إسرائيل حول أن الاحتلال في الضفة الغربية يضر بمصالح إسرائيل. وتابع أنه "من حق الأطفال في إسرائيل أن يعشوا بسلام في عالم تعترف فيه الشعوب بحق إسرائيل في الوجود. وقال إن الولايات المتحدة متلزمة أيضا بفكرة حق الشعب الفلسطيني بالعيش في دولته المستقلة.

وأضاف أنه التقى مع شبان فلسطينيين خلال العام الحالي في رام الله، ورأى ألمهم بسبب عدم وجود دولة لهم بين الأمم، وأنهم يستخفون بإمكانية حصول تقدم حقيقي، ومحبطون من مصادرة الكرامة الإنسانية لعائلاتهم من قبل الاحتلال. وأضاف أنه في الوقت نفسه يجب عدم المس بحق دولة إسرائيل في الوجود، وأنه حان الوقت لكي يدعم المجتمع الدولي "عملية السلام". وقال إن هناك قادة فلسطينيين أثبتوا أنه على استعداد للمخاطرة، وأن أبو مازن وافق على العودة إلى المفاوضات، وأن نتانياهو وافق على إطلاق سراح أسرى، وأن هناك محادثات تجري الآن حول الحدود وباقي القضايا.

وقال أيضا إنه على أصدقاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، أن يعترفوا بأن أمن إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، وأنه على الدول العربية والدول الداعمة للفلسطينيين أن تعترف بأن الاستقرار يمكن أن يتحقق بواسطة حل الدولتين وأمن إسرائيل.

وكان أوباما قد تحدث في بداية كلمته عن أهمية الأمم المتحدة كهيئة تعمل على حل التحديات الدولية. كما تحدث عما أسماه "الجهود لإنهاء الحروب في العقد الأخير في العراق وأفغانستان". وقال إن كل الجنود الأمريكيين غادروا العراق، وفي السنة القادمة سينهي التحالف الدولي الحرب في أفغانستان، وبذلك تنتهي الحرب على تنظيم "القاعدة".

وفي حديثه عن فضيحة التنصت من قبل الاستخبارات الأمريكية على مواطنين ودبلوماسيين في كافة أنحاء العالم، تحدث أوباما عن "ضرورة الحفاظ بين الحفاظ على الخصوصية وبين توفير الحماية من الإرهاب"، وذلك على خلفية ما حصل في الأيام الأخيرة في كينيا والمجزرة التي وقعت في باكستان واستهدفت مسيحيين.

ووجه أوباما انتقادات للمجتمع الدولي حول ما يحصل في سورية. وقال إن رد المجتمع الدولي على "استخدام بشار الأسد للسلاح الكيماوي ليس كافيا". وقال إن حلفاء الأسد التقليديين حاولوا الدفاع عنه من خلال الحق بالسيادة، ولكنه استخدم السلاح الكيماوي وتسبب بمقتل ألف شخص على الأقل، بضمنهم مئات الأطفال. على حد تعبيره.

وأضاف أن الأزمة في سورية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط تتصلان بلب التحديات العميقة التي يواجهها المجتمع الدولي.

وأضاف أنه على المجتمع الدولي أن يفرض حظر استخدام السلاح الكيماوي، مشيرا إلى جاهزيته لإصدار أمر بتنفيذ عملية عسكرية محدودة باعتبار أن ذلك مصلحة أمنية أمريكية وللعالم أيضا. وادعى أن هناك أدلة قاطعة تثبت أن الأسد استخدم السلاح الكيماوي.

وأضاف أنه نظرا لأن الأمم المتحدة لن تستطيع التوصل إلى قرار رسمي بفرض اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية السورية، ولذلك يجب أن ينشط الاتفاق الجهود الدبلوماسية بشكل أوسع، مشيرا إلى أن العملية العسكرية لن تؤدي إلى حل للصراع في سورية، وإنما فقط عملية دبلوماسية.

وقال أيضا إن فترة ما قبل الحرب الأهلية في سورية لن تعود، وأن على جميع الأطراف التصرف بموجب ذلك، وأنه حان الوقت لكي تدرك سورية وإيران أن الوقوف إلى جانب الأسد سيؤدي إلى ما يخشون منه، وهو صعود متطرفين في المنطقة. ودعا إلى حل دبلوماسي في سورية وقال إن من يدعمون المعارضة السورية المعتدلة يجب أن يدركوا أن الشعب السوري لن يسمح بتدمير مؤسساته الوطنية.
 

التعليقات