أوكرانيا: الانفصاليون يعلنون شن هجوم على ماريوبول ومقتل 30 في قصف صاروخي

أعلن الانفصاليون الموالون لأوكرانيا عن شن هجوم جديد، اليوم السبت، على مدينة ماريوبول، المرفأ الاستراتيجي وآخر مدينة كبيرة بشرق أوكرانيا لا تزال تحت سيطرة كييف، بعد مقتل 30 شخصا على الأقل في قصف بصواريخ غراد، فيما وعد الرئيس بترو بوروشينكو

أوكرانيا: الانفصاليون يعلنون شن هجوم على ماريوبول ومقتل 30 في قصف صاروخي

أعلن الانفصاليون الموالون لأوكرانيا عن شن هجوم جديد، اليوم السبت، على مدينة ماريوبول، المرفأ الاستراتيجي وآخر مدينة كبيرة بشرق أوكرانيا لا تزال تحت سيطرة كييف، بعد مقتل 30 شخصا على الأقل في قصف بصواريخ غراد، فيما وعد الرئيس بترو بوروشينكو بتحقيق النصر على الانفصاليين. وذكر مكتب رئيس البلدية المحلي أن 79 شخصا أصيبوا أيضا بجروح في مدينة ماريوبول جراء الصواريخ التي سقطت على حي سكني مكتظ صباح السبت وبعد الظهر. 

وقال ادوارد وهو رجل أعمال لفرانس برس عبر الهاتف "الجميع خائفون. المتمردون سيطروا على المطار، والآن بدأوا في تدمير ماريوبول نفسها". 

وارتفعت سحابة من الدخان الرمادي فوق المنازل، فيما سارعت عربات الإطفاء إلى إخماد السنة اللهب التي أشعلها القصف الكثيف.  وأعلن أحد قادة الانفصاليين الاوكرانيين الموالين لروسيا السبت عن بدء هجوم واسع على مدينة ماريوبول. 

ونقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن القائد الانفصالي لمنطقة دونيتسك الكسندر زاخارتشينكو قوله "اليوم بدأنا هجوما على ماريوبول".

وكان نائبه نفى في وقت سابق مسؤولية الانفصاليين عن مقتل المدنيين، ولم يشر زاخارتشينكو إلى إطلاق الصواريخ، إلا أنه وصف احتمال السيطرة على المدينة بأنه “أفضل تكريم ممكن لجميع الذين قتلوا". 

من ناحيته دعا رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك فورا من مجلس الأمن الدولي إلى توجيه اللوم إلى روسيا بسبب تزعمها تقدم الانفصاليين نحو ماريوبول. 

وتعهد الرئيس الأوكراني بوروشينكو بتحقيق "النصر الكامل" على الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال في بيان "نحن نؤيد السلام، ولكننا نقبل كذلك تحدي العدو. وسندافع عن وطننا بالطريقة التي يدافع فيها الوطنيون الحقيقيون -- حتى النصر الكامل". 

ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قصف ماريوبول، وقالت في بيان "هذا التصعيد سيؤدي حتما الى تدهور خطير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا".

ودانت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا السبت القصف وقالت إنه "معيب" وأضافت أن مبعوثها لأوكرانيا ارتوغرول اباكان يعتبر القصف على ماريوبول "هجوما طائشا وعشوائيا ومعيبا يستهدف منطقة سكنية مكتظة بالسكان وأوقع ضحايا من بينهم نساء وأطفال ومسنين". 

وبقيت مدينة ماريوبول الصناعية حتى الآن بمنأى عن المعارك التي تندلع بشكل متفرق في المناطق المجاورة لها. ويبلغ عدد سكان ماريوبول نحو نصف مليون نسمة ووهي تقع على ضفاف بحر ازوف، وستؤدي السيطرة عليها إلى إقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في آذار/مارس الماضي.

وصدت كييف هجوما على المدينة في آب/أغسطس الماضي ولكن بعد وقوع خسائر كبيرة دفعت الرئيس بوروشينكو إلى الموافقة على وقف إطلاق النار في 5 أيلول/سبتمبر. 

وتلا الهدنة مزيد من الاشتباكات أدت إلى مقتل 1500 شخص على الأقل ورفضها الانفصاليون الجمعة. 

وقال زاخاريتشنكو "رئيس" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد أثناء لقاء مع الطلاب في المدينة التي تعتبر معقلا للانفصاليين "لن يكون هناك بعد الآن من جانبنا أي مساع للتحدث عن هدنة" مع السلطات الأوكرانية. وأكد كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية وانفصاليون "سنشن هجوما على حدود منطقة دونيتسك".

وجاء إعلانه بعد أن حقق رجاله انتصارا رمزيا بطرد الجنود الأوكرانيين من مطار دونيتسك الذي كانت تسيطر عليه القوات الحكومية منذ أيار/مايو. 

وربط دبلوماسيون غربيون بين هذا التقدم العسكري وإرسال مزيد من القوات الروسية إلى أوكرانيا، وهو ما نفاه الكرملين بشدة، بهدف توسيع سيطرة الانفصاليين قبل التوقيع على هدنة نهائية واتفاق ترسيم المناطق. 

وبعد ضمها القرم بدون معارك في آذار/مارس الماضي، يوجه الغرب وكييف التهم لروسيا بدعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا حيث أوقع النزاع أكثر من خمسة آلاف قتيل في خلال تسعة أشهر.

لكن موسكو الخاضعة لعقوبات غربية قاسية بسبب الازمة الاوكرانية، تنفي بشكل قاطع اي ضلوع لها في شرق أوكرانيا وتطرح نفسها كوسيط في النزاع.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، الجيش الأوكراني بشن عملية واسعة النطاق في شرق البلاد كما انتقد بشدة تجاهل الرئيس الأوكراني الرد على مقترحه سحب قطع المدفعية من خطوط التماس لتفادي وقوع القذائف على المناطق الآهلة بالسكان.

وأكد بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي أن "السلطات الأوكرانية أصدرت الأمر الرسمي بشن عملية عسكرية واسعة النطاق على كل خط المواجهة عمليا".

وأضاف الرئيس الروسي “أنها تستخدم المدفعية وقاذفات الصواريخ والطيران من دون تمييز" بين المتمردين والمدنيين، بما في ذلك ضد "مناطق مكتظة مأهولة بالسكان"

التعليقات