اعتماد نظام تتبع للطائرات اعتبارا من نهاية 2015

بحلول نهاية العام الحالي، ستتم متابعة كل الطائرات خلال تحليقها عبر إرسال إشارة كل دقيقة في حال حصول حادثة أو في الأوضاع الطارئة، ما يسمح بتحديد دقيق للموقع الجغرافي لأي طائرة قد تتحطم فوق البحر.

اعتماد نظام تتبع للطائرات اعتبارا من نهاية 2015

بحلول نهاية العام الحالي، ستتم متابعة كل الطائرات خلال تحليقها عبر إرسال إشارة كل دقيقة في حال حصول حادثة أو في الأوضاع الطارئة، ما يسمح بتحديد دقيق للموقع الجغرافي لأي طائرة قد تتحطم فوق البحر.

فبعد أقل من عام على فقدان طائرة الـ"بوينغ 777" التابعة للطيران الماليزي في الرحلة "إم إتش 370" جنوب المحيط الهندي، أعدت المنظمة الدولية للطيران المدني خطة تحركات سيتم تطبيقها تباعا للكشف السريع عن الرحلات الجوية التي تواجه مشاكل، بما يندرج مع موجبات النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية (جي إيه دي إس إس) الصادر حديثا.

وقد أقرت لجنة الملاحة الجوية في المنظمة الدولية للطيران المدني توصياتها، وذلك بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي يوم الجمعة.

وسيتم تقديم التوصيات لممثلي الدول الـ191 الأعضاء في المنظمة خلال مؤتمر السلامة الجوية الذي تستضيفه مدينة مونتريـال الكندية اعتبارا من يوم غد، الاثنين، وحتى الخميس.

وأمام هذه الدول الأعضاء ثلاثة أشهر لتقديم ملاحظاتها على أن يتم بعد ثلاثة أشهر إضافية تقديم "اقتراح نهائي للتصويت في المجلس" قبل تبنيه في نهاية العام، بحسب مصدر دبلوماسي.

وفي أوضاع التحليق الطبيعية، سيتعين على شركات الطيران تتبع كل طائرة تابعة لها عن طريق إشارة يتم إرسالها كل 15 دقيقة.

أما في الحالات غير الطبيعية، كالانحراف عن المسار المحدد للرحلة أو تغيير الممر الجوي، أو في الحالات الطارئة مثل الهبوط الكبير للطائرة أو التحليق على علو أو بسرعة غير طبيعيين، عندها يتم إرسال إشارة كل دقيقة.

وأشارت أوساط هذه المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى أن "إرسال تقارير عن موقع الطائرة كل دقيقة في حال حصول حادث هو الجزء الأكثر فعالية على المدى القصير".

وعند تلقي هذه الاشارات، على غرفة عمليات شركة الطيران تحليلها والمبادرة في حال الطوارئ إلى إنذار المراقبين الجويين في المنطقة المسؤولة عن الرحلة في لحظة محددة، على ما أوضح مصدر مطلع على الملف. كما أن المتابعة المستقلة في حال الطوارئ ستعمل بشكل مستقل عن نظام تتبع الرحلة، بموجب النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية.

ومع إرسال إشارة كل دقيقة، قد يمكن تحديد موقع طائرة تواجه خطرا ضمن قطر ستة أميال بحرية، أي 11 كيلومترا ونيف، ما يساعد بذلك فرق الإغاثة والاستطلاع، وفق المصدر نفسه.

وبعد فقدانها في الثامن من آذار (مارس) 2014، لم يتم تحديد موقع حطام الطائرة الماليزية بعد. لكن من المفترض ألا يتكرر مثل هذا الوضع بعد الالتزام بموجبات التتبع بحلول نهاية هذا العام.

وفي الحالات القصوى المتمثلة بتحطم طائرات، ستوصي المنظمة الدولية للطيران المدني الشركات المصنعة للطائرات بتزويد أجهزتها بمسجلات للرحلات قابلة للقذف، يتم وضعها في ذيل الطائرة خلافا للصندوقين الأسودين الموجودين في قمرة القيادة.

وهذه العلب السوداء، التي يمكن قذفها في حال حصول اصطدام قوي، تطفو على سطح المياه ويمكن رصد مكانها بسهولة من جانب المحققين بعد وقوع أي كارثة تحطم طائرة فوق البحر. ومن المتوقع البدء بالتجهيز الإلزامي للطائرات بهذه الخاصية اعتبارا من سنة 2021.

وهذه المسجلات القابلة للقذف ستكون نسخة منقحة عن مسجلات بيانات الرحلات (إف دي آر) ومسجلات الصوت داخل قمرة القيادة (سي في آر) التي تجمع على التوالي كل بيانات الرحلة (السرعة والعلو والمسار...) والاصوات داخل مقصورة القيادة.

وتطوير هذه الأنظمة سيكون أكثر دقة بالنسبة للطيران المدني مقارنة مع الطائرات العسكرية المزودة منذ حوالى خمسين عاما بهذا النظام. ويتعين بالفعل تفادي انطلاق عمل هذه المنظومة خلال أي هبوط مفاجئ أو اضطراري.

أما بالنسبة لسلامة الرحلات في مناطق النزاعات بعد حادثة تحطم الطائرة الماليزية خلال الرحلة "إم إتش 17" فوق أراضي شرق أوكرانيا في تموز (يوليو)، فإن المنظمة الدولية للطيران المدني ستزود أعضاءها وشركات الطيران بالمعلومات عن التحليق في المجالات الجوية المحفوفة بالمخاطر.

التعليقات