واشنطن تدرس خطة لتأمين «مظلة نووية» لدول الخليج

قال وزير الخارجية الأميركي، يوم أمس الأربعاء في ختام ثلاثة أيام من المفاوضات النووية "الصعبة" مع نظيره الإيراني محمد ظريف في سويسرا، إن الاتفاق النهائي حول برنامج إيران النووي يجب ان يكون "جيدا" ويحظى بموافقة المجتمع الدولي.

واشنطن تدرس خطة لتأمين «مظلة نووية» لدول الخليج

قالت مصادر غربية إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيطرح في الرياض التي وصل إليها أمس، خطة تدرسها إدارة الرئيس باراك أوباما لتأمين «مظلة نووية لحلفائها في الخليج» تضمن الدفاع عن المنطقة ضد أي اعتداء نووي تشنّه إيران أو جهة أخرى.

ونقلت صحيفة «الحياة» عن المصادر أن المحادثات التي تجريها واشنطن مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي حول الملف النووي الإيراني، هي في «غالبيتها دفاعية وتطاول تفاصيل المفاوضات مع إيران وإمكان تأمين مظلة نووية أميركية لدول الخليج، لحمايتها من أي خطر نووي». وستكون هذه المظلة، إذا تُرجمَت واقعاً، مشابهة للتي تؤمنها واشنطن لليابان وكوريا الجنوبية ودول الحلف الأطلسي، ولحماية تلك الدول من اعتداء نووي، من دون اضطرارها إلى تطوير قدرات ذرية.

 وقال وزير الخارجية الأميركي، يوم أمس الأربعاء في ختام ثلاثة أيام من المفاوضات النووية 'الصعبة' مع نظيره الإيراني محمد ظريف في سويسرا، إن الاتفاق النهائي حول برنامج إيران النووي يجب ان يكون 'جيدا' ويحظى بموافقة المجتمع الدولي.

وقال كيري للصحافيين في مونترو السويسرية 'الهدف ليس التوصل إلى أي اتفاق، وإنما التوصل الى اتفاق جيد يمكن أن ينجح أمام تدقيق' المجتمع الدولي.

وأضاف 'منذ البداية كانت هذه المفاوضات صعبة وكثيفة وما زالت، لكننا أحرزنا تقدما ويجب القيام بخيارات مهمة'.

وتوقع كيري 'حصول تدقيق في هذا الاتفاق من خبراء في جميع أنحاء العالم، تدقيقا من قبل الحكومات الأخرى ... تدقيقا من الكونغرس في الولايات المتحدة، وتدقيقا من البلدان المعنية في المنطقة'.

من جهته، دعا ظريف بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية إيسنا 'الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة إلى الاختيار بين اتفاق نووي أو الاستمرار في (فرض) العقوبات'.

وأضاف 'إذا كان الغرب يرغب حقا في اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني فما من حاجة للاستمرار في العقوبات'، مبديا مع ذلك تفاؤله لأنه بحسب ما قال 'رغم وجود خلافات فإن الطريق للتوصل الى اتفاق نهائي لم يعد طويلا'.

 وكان قبل ذلك أشار في تصريحات للتلفزيون الإيراني إلى إحراز 'تقدم' حول منشأة فوردو للتخصيب، ثاني أكبر موقع لتخصيب اليورانيوم في إيران، وحول 'الأبحاث والتطوير' في المجال النووي. لكنه أضاف 'ما تزال هناك خلافات مهمة حول العقوبات'. ودعا إلى 'إحراز تقدم حول التخصيب ومفاعل المياه الثقيلة في موقع أراك'.

وصرح  ظريف في وقت سابق أن 'عوامل خارجية وسياسية لن تشتت تركيزنا في هذه المفاوضات، وسنواصل الاستنارة بخبرائنا وعلمائنا ومصالحنا الوطنية ومصالح شركائنا وحلفائنا'، وذلك في رد على انتقادات رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو في واشنطن من دون أن يذكره بالاسم.

إلا أن كيري قال إنه 'في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي أبدتها بلدان على الأنشطة الإيرانية في المنطقة ... تقضي الخطوة الأولى بمنع إيران من التوصل إلى سلاح نووي. ومن دون اتفاق ستتمكن إيران من المضي قدما في برنامجها النووي، ونحن متأكدون من ذلك'.

وبعدها غادر كيري الى المملكة السعودية التي وصلها مساء الاربعاء.

ويلتقي في الرياض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وأيضا العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بهدف طمأنته. فالتقارب الاميركي الإيراني بعد أكثر من 30 عاما من المواجهة، لا يثير قلق إسرائيل فقط بل أيضا حلفاء واشنطن في الخليج الذين يخشون اتساع النفوذ الإيراني.

وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، 'نحن لا نربط (..) النجاح في إبرام اتفاق نووي بتحسن أكبر للعلاقات' مع إيران لأن 'التقارب سيفهم على أننا لا نولي اهمية للقلق الكبير لدينا بشأن حقوق الإنسان والإرهاب وسوريا وحزب الله'.

وسيجري كيري السبت محادثات في باريس مع نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني تتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني، على أن تعقد المحادثات الثنائية المقبلة بين الأميركيين والإيرانيين في 15 اذار(مارس) 'على الأرجح في جنيف'.

ويفترض أن تفضي هذه المحادثات إلى تسوية سياسية بحلول نهاية هذا الشهر، ثم الى نص تقني كامل بحلول 30 حزيران(يونيو)-الأول من تموز(يوليو) يضمن الطبيعة السلمية والمدنية البحتة للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية.

ومن المقرر ان يلتقي المدراء السياسيون للدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، الصين، روسيا، بريطانيا والمانيا) وإيران مجددا الخميس في مونترو لاستعراض الأيام الثلاثة من المفاوضات التي جرت تحت إشراف كيري وظريف.

وفي حين دعا بنيامين نتانياهو في خطاب حاد أمام الكونغرس الأميركي في واشنطن الثلاثاء الإدارة الأميركية إلى وقف المحادثات محذرا من أن 'الاتفاق مع إيران لن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية'، وعلق الرئيس الاميركي باراك أوباما ببرود على الخطاب قائلا انه لا يقدم 'أي بديل قابل للتطبيق'.

وقال اوباما 'لم نتوصل الى اتفاق بعد. لكن اذا نجحنا فسيكون ذلك أفضل اتفاق ممكن مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي'.

واعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني من جهته يوم أمس الأربعاء أن إسرائيل 'تشكل الخطر الأكبر على المنطقة'.

وقال 'ان هذا الكيان الإرهابي الأكثر إجراما يتحدث اليوم عن السلام والأخطار المستقبلية، في حين أنه يشكل الخطر الأكبر على المنطقة'، متهما إسرائيل 'بتخزين عدد كبير' من القنابل الذرية وبرفض السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش 'منشآتها النووية'.

 

 

التعليقات