الإعلان عن تغييرات بنيوية في CIA

رئيس الوكالة: لم نشهد من قبل أوقاتا كان على الوكالة أن تواجه فيها طيفا واسعا من التهديد المركبة والخطيرة على الأمن القومي الأميركي

الإعلان عن تغييرات بنيوية في CIA

ينوي رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، جون برنار، نقل آلاف الجواسيس ومحققي الاستخبارات من مناصبهم، إلى دوائر جديدة، وذلك في إطار تغيير تنظيمي يعتبر الأكبر في داخل الوكالة منذ هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001.

ويأتي هذا التغيير بهدف تحويل (CIA) إلى ناجعة أكثر بحيث تكون 'قادرة على مواجهة التهديدات العصرية والأزمات'.

ويتضح من محادثات مع مصادر مختلفة، بدءا من البنتاغون ومنظمات آخرى، أن برنار ينوي التخلي عن ثقافة الفصل الكامل بين الجواسيس والمحققين. وبدلا من ذلك سيتم وضع عناصر (CIA) ضمن 10 مراكز مهمات جديدة تركز على 'الإرهاب وانتشار الأسلحة والشرق الأوسط، كما تعمل على مهمات التجسس والتحليل الاستخباري وعمليات سرية'.

وفي بلاغ للمراسلين، جرى هذا الأسبوع، كشف برنار عدة تفاصيل عن المبنى الجديد، وقال إن التغيير سوف يجعل من الوكالة (CIA) مستعدة أكثر لـ'عصر الإرهاب المتواصل، والحرب الإلكترونية والتقلبات في الشرق الأوسط'.

وبحسبه فإن المبنى الحالي للوكالة، حيث يعمل الجواسيس والمحققون في داخل حقول منعزلة وخاضعة لأنظمة مختلفة، ينطوي على مفارقة تاريخية بالأخذ بعين الاعتبار عددا لا يحصى من القضايا الكونية التي تقف أمام الوكالة. وأضاف أنه 'لم يشهد من قبل أوقاتا كان على الوكالة أن تواجه فيها طيفا واسعا من التهديد المركبة والخطيرة على الأمن القومي الأميركي'.

وضمن الأمثلة على إعادة تغيير مبنى الوكالة هو 'المركز لمكافحة الإرهاب'، الذي يتألف من جواسيس ومحققين يعملون على الإمساك بمشتبهين في كافة أنحاء العالم أو قتلهم. وهذا المركز كان في السابق شعبة صغيرة تكاد تكون مهملة في داخل الوكالة، ومنذ ذلك هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قبل 14 عاما، انضم إليها آلاف الموظفين، وأصبحت اليوم هيئة كبيرة ومركزية جدا.

وأشار برنار إلى مثال آخر للنموذج الجديد، وهو الجيش الأميركي. وبحسبه فإن مبنى الجيش الذي يحتوي على قائد عسكري لمناطق مختلفة في العالم، برتبة جنرال، هو مبنى ناجع تكون فيه المسؤوليات واضحة جدا.

ويقول محقق كبير سابق في (CIA)، يدعى مارك لفينطل، إن عملية تنظيم الوكالة من جديد لن تمر بصورة سلسة، وخاصة في وسط الجواسيس الذين أخفوا لفترة طويلة عن المحققين معلومات مهمة، مثل هوية العملاء الأجانب، حيث أنهم حذرون جدا من إعطاء المحققين معلومات عن مصادرهم.

وبحسب لفينطل فإن المراكز الجديدة التي ينوي برنار إقامتها من شأنها أن تمنع وقوع إخفاقات كبيرة، مثلما حصل لدى نشر تقديرات استخبارية قبل الحرب الثانية على العراق.

إلى ذلك، نقل عن برنار قوله إن الوكالة (CIA) يجب أن تمر في عملية تحديث، وذكر في هذا السياق ما حصل لشركة 'كوداك' التي فوتت فرصة المستقبل الرقمي.

كما أشار إلى أنه سيتم إضافة شعبة جديدة للوكالة، تكون مسؤولة عن كل النشاط الرقمي، بدءا من التجسس في عالم السايبر وحتى تخزين المعلومات وتحليلها.

التعليقات