الأوروبيون يبحثون مواجهة مهربي المهاجرين واحتمال استخدام القوة

خبراء: التهريب يعود بالكثير من الأموال لذلك فإن المهربين سيجدون دائما السبل المناسبة، ولذلك من المستحيل حل المشكلة بالقوة

الأوروبيون يبحثون مواجهة مهربي المهاجرين واحتمال استخدام القوة

يبحث الاتحاد الأوروبي غدا الخميس الطرق المناسبة لمواجهة أزمة المهاجرين عبر محاربة المهربين في ليبيا بالقوة إذا لزم الأمر، واعتبرهم أنهم المسؤولون عن أسوأ كارثة مهاجرين.

ويلتقي قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ28 في قمة استثنائية إذ تتضاعف الضغوط على حكوماتهم لمعالجة أزمة المهاجرين عبر المتوسط مع حادثة الغرق يوم الأحد الماضي التي أودت بحياة حوالى 800 شخص.

ودعت ايطاليا اليوم الأربعاء كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإطلاق عمليات في الدول الأفريقية جنوب ليبيا للمساعدة على وقف تدافع المهاجرين إلى أوروبا.

وقال رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي للبرلمان في بيان إن "علينا أن نعالج صلب (المشكلة) وأن نثني هؤلاء الرجال والنساء عن مغادرة بلادهم". وأضاف أنه "يجب أن يكون هناك تواجد قوي للمنظمات الدولية في منطقة جنوب ليبيا. ومن المهم جدا أن يحاول الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة أن يذهب إلى تلك المنطقة مع الأمم المتحدة".

وخصص رينزي في بيانه النيجر والسودان، التي تعتبر من دول العبور الأساسية إلى ليبيا حيث يعمل المهربون دون خشية من العقوبة بسبب غياب السلطة المركزية في بلد تعمه الفوضى.

واعتبر رينزي أنه على الاتحاد الأوروبي أن يعزز من عمليات الانقاذ في البحر لتفادي سقوط ضحايا بين المهاجرين. وأبدى أمله في أن يلبي الاتحاد الأوروبي دعوة ايطاليا لمساعدتها في مواجهة هذا التحدي.

وبحسب رينزي فإن "محاربة مهربي البشر يعني محاربة تجار الرق في القرن الواحد والعشرين. إنها ليست مسألة أمن وإرهاب فقط بل تتعلق بالكرامة الإنسانية".

ودعا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إلى وقف ما أسماه "حمولات الموت" فيما أوردت صحيفة "ذي تايمز" أن بريطانيا تدرس إرسال سفينة حربية للمساعدة في أعمال الإنقاذ.

أما الخبراء فاعتبروا أن اللجوء إلى القوة ليس سوى وهم. وقال قادر عبد الرحيم، الباحث في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في باريس، إنه "يجب التعامل مع سبب المشكلة وليس النتائج (...) هؤلاء الذين يريدون المجيء (إلى أوروبا) سيجدون دائما نقاط دخولهم".

وأضاف أن التهريب "يعود بالكثير من الأموال لذلك فإن المهربين سيجدون دائما السبل المناسبة"، ولذلك من المستحيل حل المشكلة بالقوة.

واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بترك المهاجرين "يواجهون الموت".

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أمس أن أكثر من 1750 مهاجرا قتلوا في المتوسط منذ مطلع العام، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من 2014.

التعليقات