منظمة العفو الدولية: تقاعس دولي مخز عن مساعدة اللاجئين

استجابة المجتمع الدولي لهذه التحديات جاءت في شكل تقاعس مخز مع الأسف، فنحن بحاجة إلى إعادة رسم سياسات وممارسات من أجل التوصل إلى إستراتيجية عالمية متماسكة وشاملة

منظمة العفو الدولية: تقاعس دولي مخز عن مساعدة اللاجئين

نددت منظمة العفو الدولية، اليوم الاثنين، بما وصفته "التقاعس المخزي" للمجتمع الدولي عن مساعدة اللاجئين في العالم، وطالبته بتغيير طريقة تعامله مع "أسوأ أزمة لجوء" يشهدها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وقال سليل شيتي، الأمين العام للمنظمة التي تتخذ من لندن مقرا "نشهد أسوأ أزمات اللجوء في عصرنا".

وأضاف "جاءت استجابة المجتمع الدولي لهذه التحديات في شكل تقاعس مخز مع الأسف، فنحن بحاجة إلى إعادة رسم سياسات وممارسات من أجل التوصل إلى إستراتيجية عالمية متماسكة وشاملة".

ووفق التقرير، فقد فر أكثر من أربعة ملايين لاجئ ولاجئة من سوريا، ويتواجد 95 في المئة منهم في خمسة بلدان رئيسية، هي تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

ودعا شيتي في مؤتمر صحافي عقده في بيروت الدول الأوروبية إلى التوقف عن إعادة اللاجئين الوافدين عبر القوارب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال "هذه ليست خدمة ومنصوص عليها في القانون الدولي"، مضيفا "لم يعد بإمكان العالم الانتظار أكثر".

وأشارت المنظمة في تقريرها الذي نشرته، الاثنين، من بيروت بعنوان "أزمة اللجوء العالمية: مؤامرة قوامها الإهمال"، إلى "المعاناة المروعة التي يعيشها ملايين اللاجئين من لبنان الى كينيا ومن بحر جزر الاندمان إلى المتوسط"، داعية إلى إجراء "تغيير جذري في طريقة تعامل العالم مع قضية اللاجئين".

واعتبرت المنظمة في تقريرها الصادر قبل أيام من الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 حزيران/يونيو، أن "قادة العالم حكموا على ملايين اللاجئين بالبقاء أسرى لحياة لا تطاق، وألقوا بالآلاف منهم إلى التهلكة جراء تقاعسهم عن توفير الحماية الإنسانية الضرورية لهم".

وحذرت المنظمة من أن البلدان التي تستضيف اللاجئين "تعاني الكثير للتكيف مع الأوضاع الناجمة عن ضغط" هؤلاء الذين يشكلون أعباء إضافية على المجتمعات المحلية.

وشدد الأمين العام للمنظمة على أنه "لا ينبغي ترك أي بلد يتعامل وحده مع هذه الحالة الإنسانية الطارئة الضخمة دون تلقيه مساعدة من باقي البلدان لا لشيء سوى لأن قدره قد حكم عليه أن يجاور بلدا يشهد نزاعا".

ولم يتلق لبنان تحديدا وفق المنظمة، إلا 18 في المئة من التمويل الذي يحتاجه لمساعدة اللاجئين ودعم المجتمعات المضيفة التي ترزح تحت أعباء كثيرة.

وعلى الرغم من ذلك، قالت الباحثة في شؤون اللاجئين في المنظمة، خيرونيسا دالا، في المؤتمر الصحافي إنه لا بد من "الثناء على جهود لبنان لتوفيره الملجأ لأكثر من مليون لاجئ سوري".

واعتبرت أن المجتمع الدولي "فشل تماما" في الاستجابة لحاجات اللاجئين السوريين في لبنان.

ونتيجة ذلك، فرضت السلطات اللبنانية وفق دالا، "قيودا جديدة غير مبررة" حدت من دخول اللاجئين من سوريا.

وبحسب منظمة العفو الدولية، توفي 1865 شخصا غرقا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية شهر أيار/مايو، مقارنة مع وفاة 425 شخصا في الفترة ذاتها من العام الماضي.

وتبدي دول أوروبية عدة قلقها من استقبال اللاجئين. وتقول المنظمة في تقريرها إنه ينبغي إعادة توطين 300 ألف لاجئ سنويا في السنوات الأربع المقبلة للتخفيف من حدة أزمة اللجوء.

ويفرض تفاقم النزاعات حول العالم وفق دالا، هذه المقاربة الطويلة المدى، لا سيما أن لا أفق منظورا لحلها، على غرار النزاع السوري المستمر منذ أكثر من اربعة اعوام.

وقالت دالا "يتعامل المجتمع الدولي مع أزمة اللجوء العالمية بطريقة مجزأة عبر سد الثغرات هنا وهناك"، مضيفة "نأمل باستجابة أكثر تنسيقا".

التعليقات