واشنطن تواجه ضغوطا لمنع انهيار أوروبا بسبب أزمة اللاجئين

دبلوماسي يعبر عن قلق مسؤولين أميركيين تحدثوا في الأسابيع الماضية في مجالس خاصة عن تهديد لـ"وجود" أوروبا كما أنه يخشى أن يؤدي "تدفق المهاجرين إلى تفكك الاتحاد الأوروبي بصفته بنية سياسية"

واشنطن تواجه ضغوطا لمنع انهيار أوروبا بسبب أزمة اللاجئين

لاجئون في فرنسا (أ.ف.ب.)

تواجه الولايات المتحدة ضغوطا لقيادة تسوية دولية طارئة لأزمة اللاجئين السوريين التي قد تؤدي بحسب خبراء إلى انهيار دول في الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي ترزح تحت هذا العبء.

وإلى جانب الانتقادات لإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أشهر لرفضها أي تدخل عسكري واسع النطاق في سوريا، أصبحت الآن تحت ضغوط أكبر بسبب عدم مسارعتها لمساعدة حلفائها الأوروبيين وتركيا والأردن ولبنان الغارقين تحت تدفق المهاجرين واللاجئين.

وبعد أن أكد أن 'أزمة اللجوء الحالية هي الأخطر منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية' اعتبر السفير الأميركي السابق في العراق وسوريا ريان كروكر أن تدفق ملايين النازحين المحتمل 'ليس مشكلة للشرق الأوسط ولا لأوروبا فحسب وإنما مشكلة للعالم ولأميركا'.

والأخطر من ذلك أن هذا الدبلوماسي السابق يعبر عن قلق مسؤولين أميركيين تحدثوا في الأسابيع الماضية في مجالس خاصة عن تهديد لـ'وجود' أوروبا كما أنه يخشى أن يؤدي 'تدفق المهاجرين إلى تفكك الاتحاد الأوروبي بصفته بنية سياسية'.

وحذر من أن الدول 'الواقعة في الخطوط الأمامية، تركيا والأردن ولبنان، تواجه مخاطر بأن تتزعزع'. وبالواقع أصدر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي تستقبل بلاده مئات آلاف السوريين، تحذيرا بهذا الصدد.

وطالب كروك الحكومة الأميركية بتنظيم 'قمة عالمية حول المهاجرين' في أسرع وقت ممكن لأنه 'لا المنطقة (الشرق الأوسط) ولا أوروبا يمكنهما تجاوز' الأزمة.

لكن بحسب السفير الأميركي السابق فإن إدارة أوباما أخطأت حتى الآن 'بعدم إبداء حس قيادة' في حين أن أميركا فقط 'يمكنها إحداث فرق' في تسوية الأزمة.

والإدارة الديمقراطية المتهمة من قبل معارضيها بانتهاج سياسة خارجية 'انعزالية' حيال العالم العربي وأوروبا وعدم الرغبة في التدخل في نزاعات مسلحة إقليمية، تدافع بحدة عن تحركها الدبلوماسي والإنساني في سوريا.

وأقر وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء أمس الاثنين للمرة الأولى بأن أزمة المهاجرين تشكل 'تحديا عالميا' وليس فقط 'إقليميا' للشرق الأوسط وأوروبا.

وقال كيري إن هذه الأزمة أصبحت تشكل 'اختبارا لنا جميعا' وليس 'مشكلة طرف آخر'.

وفي مواجهة كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون، أشاد كيري الذي تولى بالتعاون مع موسكو رعاية وقف إطلاق نار ونقل مساعدات إلى سوريا، الأسبوع الماضي، بأن واشنطن هي 'أكبر جهة مانحة' للمساعدات الإنسانية لسوريا مع تقديم 'أكثر من 5,1 مليار دولار' خلال خمس سنوات.

اقرأ/ي أيضًا| ميركل ترفض غرق اليونان بفوضى بسبب أزمة اللاجئين

وتعهد أوباما الخريف الماضي بأن تستقبل الولايات المتحدة 100 ألف لاجئ من كل الجنسيات بحلول 30 أيلول/سبتمبر بينهم عشرة آلاف سوري. وبالنسبة لسنة 2016، تمكن 942 سوريا فقط من تجاوز الإجراءات اللازمة لدخول الأراضي الأميركية بحسب الأرقام الرسمية.

وقال أريك شوارتز المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض والمسؤول السابق في وزارة الخارجية لسياسة اللاجئين والهجرة، 'لا يمكن ممارسة قيادة إذا لم يكن الشخص قائدا'.

ووجهت جمعية 'هيومن رايتس فيرست' الأميركية الانتقادات نفسها مؤكدة ضرورة 'تولي الولايات المتحدة دور قيادة' وذلك في تقرير حول 'تدهور وضع المهاجرين السوريين'. ونددت مُعدة التقرير إليانور ايسر بـ'الفشل في تسوية أزمة المهاجرين التي تقوض المصالح القومية للولايات المتحدة وتهدد استقرار دول في الخطوط الأمامية وتساهم في تفكك أوروبا'.

وطالبت 'الحكومة الأميركية بتحديد هدف استقبال 100 ألف سوري في 2017، وهو تعهد يتطابق أكثر مع تقاليد القيادة الأميركية ومصالح الأمن القومي'.

كما قال شوارتز إن 'مثل هذه المبادرة ستشجع أيضا دولا أخرى على بذل جهود أكبر'.

التعليقات