انتخابات أميركا: ثلاثاء الحسم في نيويورك

​تنطلق اليوم الثلاثاء في ولاية نيويورك الأميركية، الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويتنافس فيها خمسة مرشحين، هم بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب وتيد كروز وجون كايسك من الحزب الجمهوري.

انتخابات أميركا: ثلاثاء الحسم في نيويورك

تنطلق اليوم الثلاثاء في ولاية نيويورك الأميركية، الانتخابات التمهيدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويتنافس فيها خمسة مرشحين، هم بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب وتيد كروز وجون كايسك من الحزب الجمهوري.

وتعتبر نيويورك محطة حاسمة في الانتخابات التمهيدية، لأنها تحوي ثاني أكبر عدد من الناخبين بعد كاليفورنيا، ولأنها تعتبر، بطريقة أو بأخرى، مسقط رأس ثلاثة من المرشحين، ساندرز وكلينتون وترامب. فدونالد ترامب من مواليد برونكس وأحد أشهر نجوم ورجال أعمال المدينة، وبيرني ساندرز من مواليد بروكلن، لكنه غادر نيويورك في مقتبل شبابه. وهيلاري كيلنتون تعتبر نفسها ابنة المدينة بالتبني، لأنها قضت آخر عقدين من عمرها فيها منتخبة في مجلس الشيوخ وناشطة مع زوجها بيل كلينتون.

الاستطلاعات

تشير الاستطلاعات إلى فوز الملياردير دونالد ترامب بغالبية الأصوات في انتخابات الحزب الجمهوري، ومن التوقع أن يحصل على نحو 60% من أصوات أعضاء الحزب، وستكون هذه المرة الأولى التي يحقق فيها أغلبية ساحقة بعد الانتخابات التي جرت في 21 ولاية.

والسبب في ذلك، حسب كتاب الافتتاحيات وخبراء السياسة الأميركية، لا يكمن فقط في كون ترامب وجهًا معروفًا وشخصية مساهمة بقوة في فعالية نيويورك الاقتصادية، بل لأن الرجل يعكس بشكل كبير ثقافة الجمهوريين وقيمهم في الولاية، ومعظم تصريحاته المثيرة للجدل تقع في موضع ترحاب لدى الناخبين في نيويورك.

فالجمهوريون في نيويورك يمثلون شريحة من الطبقة الوسطى التقليدية التي تنحدر في معظمها من عائلات بيضاء متوسطة الدخل، لكنها على خلاف الجمهوريين في الجنوب وفي الداخل الأميركي غير متدينة ولا تعارض الديمقراطيين إلا في نظرتهم إلى الاقتصاد، وسيكون صعبا عليها أن تؤيد كروز الذي سبق وأن تهكم على 'قيم نيويورك' غير الأميركية، أو على كايسك الذي سيكون مجرد حصوله على المرتبة الثانية في انتخابات نيويورك انتصارا في حد ذاته.

كلينتون على وشك نيل الاستحقاق؟

وعلى صعيد الحزب الديمقراطي، منحت الاستطلاعات تفوقًا لهيلاري كلينتون على منافسها بيرني ساندرز، لكن ساندرز، كما فعل سابقًا، بإمكانه مفاجأة هيلاري واستطلاعاتها بتحقيق فوز في الولاية التي تعتبر مسقط رأسه حتى مقتبل شبابه.

وفي حال حققت كلينتون نصرًا كبيرًا في نيويورك، تصبح مسألة نيلها الاستحقاق لأن مرشحة الديمقراطيين للوصول إلى البيت الأبيض مسألة شبه محسومة ويؤخرها الوقت فقط، لأن الفارق سيصبح كبيرًا جدا بينها وبين منافسها، الذي يعتبر مرغوبًا لدى جيل الشباب في نيويورك أكثر منها.

وبحسب الاستطلاعات، تؤيد ساندرز الغالبية الساحقة من الجيل الشاب في نيويورك، لكن رغم حماسهم لأفكاره وتوجهاته، قلما يشاركون في العملية الانتخابية، وهذا ما يمنح كلينتون تفوقًا، إذ أظهرت الاستطلاعات أن معظم من يبلغ عمرهم 45 عامًا وأكثر يؤيدون كلينتون، وهم أكبر شريحة تشارك في العملية الانتخابية.

 

ما بعد نيويورك

بعد ثلاثاء نيويورك المهم، تنتظر المرشحين انتخابات في خمسة ولايات خلال أسبوع، ويأمل كل من بيرني ساندرز وتيد كروز أن يستمر زخم حملتيهما في ولايات مثل بنسلفانيا وميريلاند، فيما ستسعى كلينتون إلى تضييق الخناق على خصمها أكثر فأكثر، لأن ساندرز تحول إلى نجم حقيقي، حتى أن استطلاعات الرأي تعتبره الشخصية الأكثر إثارة للإعجاب لدى الأميركيين.

اقرأ/ي أيضًا | ساندرز: نتنياهو ليس دائمًا على حق

أما ترامب فسيحاول أن يستثمر في نتائج نيويورك لارتداء ثوب الرئيس المحتمل، وهو ثوب يرى كثير من الأميركيين أنه لا يناسب مقاس ترامب حتى وإن فاز بكل الولايات المتبقية.

التعليقات