بان كي مون: حل الدولتين بات بعيدا

بان كي مون ينتقد استمرار إسرائيل في الاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين ويحذر من أن حل الدولتين بات في ظل هذه الظروف أبعد مما كان عليه الحال قبل عدة عقود..

بان كي مون: حل الدولتين بات بعيدا

انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الإثنين، استمرار إسرائيل في عمليات الاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين، محذرا من أن حل الدولتين بات في ظل هذه الظروف "أبعد مما كان عليه الحال قبل عدة عقود".

جاء ذلك في إفادة قدمها كي مون خلال جلسة دورية لمجلس الأمن الدولي حول ما يسمى "عملية السلام" في منطقة الشرق الأوسط، وانتقد خلالها، أيضا، استمرار حفر الأنفاق من قطاع غزة إلى إسرائيل، ودعا الفلسطينيين إلى الإسراع بعملية المصالحة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، في إفادته، إن محاولات السلطات الإسرائيلية "خلق وقائع جديدة على الأرض من خلال الاستيطان، وعمليات الهدم، يثير تساؤلات حول هدف إسرائيل النهائي".

وأضاف أن "الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاجون من قياداتهما تغيير الخطاب العام الذي يتجاوز الاتهامات المتبادلة، والانخراط في حوار بناء يمكن من خلاله إعادة بناء الثقة التي تبخرت"، على حد قوله.

ولفت في هذا الصدد إلى أن اللجنة الرباعية لعملية السلام، التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، سوف تصدر تقريرا "يستعرض الوضع على الأرض في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتهديدات التي يواجهها مبدأ حل الدولتين، وسيقدم التقرير توصيات بشأن كيفية دفع عملية السلام" إلى الأمام، دون أن يحدد موعدا دقيقا لصدور هذا التقرير.

وأوضح بان كي مون أن الهدف من تقرير اللجنة الرباعية هو "المساعدة في تحريك المناقشات الدولية بشأن حل الدولتين: دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل".

واستدرك قائلا "لكن من المؤسف أن هذا الحل يبدو أكثر بعدا مما كان عليه منذ عقود عديدة؛ فالحقيقة هي أن نفاد الصبر واليأس هما من بين الأسباب الجذرية لأعمال العنف التي تضر بالإسرائيليين والفلسطينيين، وتعيق التنمية الاقتصادية والنمو، وتقضي على تطلعات الملايين من الناس".

وأكد أن المسؤولية "تقع على عاتق كل واحد منا، ولابد من أن نفعل كل ما في وسعنا لتأمين التوصل إلى سلام دائم".

وانتقد بان كي مون مواصلة إسرائيل سياسة الاستيطان وهدم منازل الفلسطينيين، قائلا: "تستمر إسرائيل في هدم مباني الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بمعدل ينذر بالخطر، وفي أوائل ابريل/نيسان من هذا العام نزح أكثر من 840 فلسطينيا جراء هدم منازلهم، وهناك مخاوف من نية إسرائيل تنفيذ أكثر من 11 ألف أوامر هدم تتعلق بالمنطقة (ج) في الضفة الغربية الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة".

وأضاف أنه يشعر بقلق عميق إزاء هدم منازل عائلات منفذي العمليات، معتبرا أن أعمال الهدم تلك هي "شكل من أشكال العقاب الجماعي، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي، ويغذي التوترات التي تؤدي إلى تفاقم مشاعر الظلم والكراهية".

على الجانب الفلسطيني، أعرب بان كي مون عن "الأسف إزاء عدم استمرار المناقشات بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الحقيقية على أساس اللاعنف، والديمقراطية، ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية".

وكرر دعوته الفصائل الفلسطينية إلى "إظهار التزامها بالمصالحة، والتي هي جزء لا يتجزأ من بلوغ الهدف المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية، وتأمين حل عادل ودائم للصراع" الفلسطيني الإسرائيلي.

وحول الوضع القائم في قطاع غزة، أعرب الأمين العام عن "القلق البالغ إزاء الإعلان اليوم عن العثور على نفق عبور من غزة إلى إسرائيل".

وقال إن هذا النفق "هو أول نفق من نوعه يتم اكتشافه منذ حرب غزة 2014، وإنني أدين بشدة بناء الأنفاق التي تهدد ليس فقط حياة الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن أيضا تقوض الجهود الرامية إلى إعادة بناء غزة، وإنني أدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أعمال يمكن أن تؤدي إلى تجدد الصراع في القطاع".

التعليقات