النمسا: لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية اليمين يتصدر

تصدّر اليمين المتطرّف، الأحد، بفارق كبير نتائج الدّورة الأولى من الانتخابات الرّئاسيّة في النّمسا، وأزاح للمرّة الأولى الحزبين الاشتراكيّ الدّيموقراطيّ والمحافظ اللذين يشكّلان ائتلافًا منذ العام 2008، بحسب التّوقّعات.

النمسا: لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية اليمين يتصدر

المرشّح اليمينيّ المتطرّف الفائز برئاسة النّمسا - نوربرت هوفر

تصدّر اليمين المتطرّف، الأحد، بفارق كبير نتائج الدّورة الأولى من الانتخابات الرّئاسيّة في النّمسا، وأزاح للمرّة الأولى الحزبين الاشتراكيّ الدّيموقراطيّ والمحافظ اللذين يشكّلان ائتلافًا منذ العام 2008، بحسب التّوقّعات.

وفاز مرشّح حزب اليمين المتطرّف نوربرت هوفر بـ 35.5% من الأصوات، ليحقّق بذلك أفضل نتيجة للحزب منذ الحرب العالميّة الثّانية في انتخابات وطنيّة في النّمسا.

وأفادت آخر التّوقّعات أنّ المرشّح البيئيّ، ألكسندر فان در بيلين، يتّجه للمرّة الأولى إلى خوض الدّورة الثّانية بـ 21.1% من الأصوات على حساب المرشّحة المستقلّة، إيرمغارد غريس، التي نالت 18.8%.

أمّا المرشّح الاشتراكيّ الدّيموقراطيّ، رودولف هاندسفورتر، الذي حاز على 11%، والمرشّح المحافظ أندرياس كول، الذي نال 11.2%، فقد تأكّد خروجهما من السّباق الرّئاسيّ.

ورغم أنّ منصب الرّئيس النّمساويّ فخريّ، فهذه الهزيمة تشكّل ضربة كبيرة للمستشار فرنر فايمن المحسوب على الاشتراكيّين-الدّيموقراطيّين، ولنائب المستشار راينهولد ميترلهنر، المحافظ، اللذين تمتدّ ولايتهما حتى 2018.

ولطالما شغل هذان الحزبان موقع الرّئاسة منذ الحرب العالميّة الثّانية، سواء عبر شخص منبثق من صفوفهما، أو عبر شخص مستقلّ يؤيّدانه.

ويجسّد نائب رئيس البرلمان نوربرت هوفر (45 عامًا) الجناح الليبراليّ لليمين المتطرّف، الحزب السّابق ليورغ هايدر. ويرى المحلّلون أنّ مهندس الطّيران الشّابّ، وهو الأصغر سنًّا بين المرشّحين، الذي أصيب بإعاقة جزئيّة تمكّن خصوصًا من اجتذاب النّاخبين الشّباب، في حين يتخبّط الائتلاف الحكوميّ جرّاء أزمة المهاجرين وازدياد البطالة في هذا البلد المزدهر.

وسبق أن تجاوز اليمين المتطرّف عتبة الثّلاثين في المائة من الأصوات في انتخابات إقليميّة عدّة، العام الفائت.

'نتيجة تاريخيّة'

وقال رئيس حزب اليمين المتطرّف، هاينز كريستيان ستراش، للتلفزيون العامّ 'إنّها نتيجة تاريخيّة تعكس مزايا نوربرت هوفر وأيضًا استياءً كبيرًا من الحكومة'.

من جهته، يحمل فان در بيلين، الأستاذ الجامعيّ السّابق، آمال اليسار واليمين المعتدلين إلى الدّورة الثّانية. ورغم أنّه مستقلّ نظريًّا، إلّا أنّه يحظى بدعم حزب الخضر الذي ترأّسه لوقت طويل.

وحقّقت غريس، الرّئيسة السّابقة للمحكمة العليا، والتي كانت مجهولة للرأي العامّ حتّى وقت قصير، نتيجة غير مسبوقة، بوصفها مرشّحة مستقلّة.

ودعي نحو 6.4 ملايين ناخب للمشاركة في الاقتراع لاختيار بديل من الاشتراكيّ-الدّيموقراطيّ، هاينز فيشر، الذي ينهي ولايته الثّانية ولا يستطيع أن يترشّح لولاية ثالثة.

ولا يشارك الرّئيس النّمساوي الذي ينتخب لولاية من ستّ سنوات قابلة للتجديد مرّة واحدة، في الإدارة اليوميّة للبلاد، وعادة ما يقتصر دوره على الشّؤون البروتوكوليّة. لكنّ الدّستور منحه صلاحيّات رسميّة واسعة، فهو قائد الجيوش ويعيّن المستشار ويستطيع في بعض الظّروف اتّخاذ قرار بحلّ البرلمان.

وخلال حملته، هدّد هوفر باستخدام هذه الصّلاحية إذا ما انتخب، في حال امتنعت الأكثريّة عن التّقيّد بتوصياته المتعلّقة خصوصًا بملفّ المهاجرين.

وأعلن فان در بيلين من جانبه أنّه سيرفض تعيين زعيم اليمين المتطرّف هاينز-كريستيان ستراش مستشارًا، حتّى لو حصل على الأكثريّة في البرلمان خلال الانتخابات النّيابيّة المقبلة.

وخاض ستّة مرشّحين هذه الانتخابات، وهو رقم قياسيّ للنمسا. إذ لم يضطرّ فيشر إلّا لمواجهة منافس واحد لدى انتخابه في 2004، واثنين لدى إعادة انتخابه في 2010، وقد فاز في المرّتين من الدّورة الأولى.

وستجري الدّورة الثّانية في 22 أيّار/مايو.

اقرأ/ي أيضًا | زعيم اليمين المتطرف بالنمسا ضيفا على حزب نتنياهو

التعليقات