فيينا: انفراجة دبولماسية بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة دولية

تعهّد رئيسا أذربيجان، الهام علييف، ونظيره الأرمينيّ، سيرج سركيسيان، إثر اجتماعهما الإثنين في فيينا بوساطة دوليّة، باحترام وقف إطلاق النّار في منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها، والتي شهدت مؤخّرًا مواجهات دامية، وباستئناف المفاوضات

فيينا: انفراجة دبولماسية بين أذربيجان وأرمينيا بوساطة دولية

وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري والرّئيس الأذربيجانيّ، الهام علييف

تعهّد رئيسا أذربيجان، الهام علييف، ونظيره الأرمينيّ، سيرج سركيسيان، إثر اجتماعهما الإثنين في فيينا بوساطة دوليّة، باحترام وقف إطلاق النّار في منطقة ناغورني قرة باغ المتنازع عليها، والتي شهدت مؤخّرًا مواجهات دامية، وباستئناف المفاوضات المتعثّرة منذ سنوات.

وإثر لقاء مساء الإثنين في فيينا، برعاية منظّمة الأمن والتّعاون في أوروبا، أكّد الرّئيسان في بيان مشترك 'التزامهما وقف إطلاق النّار والتّسوية السّلميّة للنزاع' الذي كان شهد مواجهات دامية في نيسان/أبريل.

وحدّد الرّئيسان كهدف اللقاء مجدّدًا في حزيران/يونيو لاستئناف المفاوضات.

وجاء في البيان 'اتّفق الرّئيسان على جولة مفاوضات جديدة تعقد في حزيران/يونيو في مكان سيتمّ الاتّفاق عليه بينهما، بهدف استئناف مفاوضات التّسوية الشّاملة'.

كما اتّفق الجانبان على إقامة آليّة مراقبة وتحقيق في وقف إطلاق النّار تشرف عليها منظّمة الأمن والتّعاون في أوروبا وعلى استئناف العمل بشأن تبادل المعطيات حول الأشخاص المفقودين في النّزاع المستمرّ منذ ربع قرن.

وقال وزير الخارجيّة الرّوسيّ، سيرغي لافروف، الذي حضر اللقاء بحسب ما أوردت وكالة ريا نوفوستي 'لدينا أسباب وجيهة للاعتقاد بأنّ المفاوضين الأرمينيّين والأذربيجانييّن سيميلون إلى البحث عن تسويات. وسنسهّل ذلك بكل الوسائل الممكنة'.

واجتمع الرّئيسان الأذربيجانيّ والأرمينيّ في بداية مساء الإثنين، بحضور وزير الخارجيّة الرّوسيّ، سيرغي لافروف ونظيره الأميركيّ، جون كيري، ووزير الدّولة الفرنسيّ للشؤون الأوروبيّة، هارليم ديزير.

ولم يلتق رئيسا الدّولتين منذ تصاعد العنف في النّزاع الذي يعود إلى ربع قرن.

وقد أدّت المواجهات إلى مقتل 110 أشخاص على الأقلّ في نيسان/أبريل هم مدنيّون وعسكريّون من الجمهوريتيّن السّوفياتيتين السّابقتين في جنوب القوقاز.

وكانت تلك أسوأ مواجهات منذ وقف أوّل لإطلاق النّار أبرم عام 1994، بعد حرب أهليّة أسفرت عن سقوط ثلاثين ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف، معظمهم من الأذربيجانيّين.

خطّ ترسيم الحدود

وكانت كلّ من روسيا وفرنسا والولايات المتّحدة، دول الوساطة الثّلاث من داخل منظّمة الأمن والتّعاون الأوروبيّ، تأمل في ألّا يقتصر جهدهم الدّبلوماسيّ في فيينا على تثبيت التّهدئة على جبهة المواجهة، بل أيضًا أن يؤدّي إلى استئناف المفاوضات بشأن وضع ناغورني قره باغ، هذه المنطقة ذات الأغلبيّة الأرمينيّة التي أعلنت انفصالها، لكنها لا تزال منطقة معترف دوليًّا بها كجزء من أذربيجان.

ومنذ سيطر انفصاليون أرمن على هذه المنطقة وعلى الرّغم من وقف إطلاق النّار الذي أعلن في 1994، لم يجد هذا النّزاع طريقه إلى الحلّ واستمرّت المواجهات قائمة على طول خطّ الحدود.

وبينما كانت المحادثات التي تقودها روسيا والولايات المتّحدة وفرنسا تراوح مكانها في السّنوات الأخيرة، قام البلدان بإعادة التّسلّح بكثافة وخصوصًا أذربيجان الغنيّة بالطّاقة.

وتتبادل باكو ويريفان الاتّهامات حول اندلاع أعمال العنف الشّهر الماضي، لكن عددًا من الخبراء يرون أنّ الهجوم كان بمبادرة من أذربيجان التي تعاني من أزمة اقتصاديّة بسبب تراجع أسعار النّفط.

وسيطرت القوّات الأذربيجانيّة على عدد من المواقع الإستراتيجيّة واحتفظت ببعضها رغم هجوم أرمينيّ مضادّ، ما أدّى إلى تغيير في خطّ الجبهة للمرّة الأولى منذ 1994.

وقال توماس وال الذي يعمل في مركز كارنيغي للسلام في مقالة نشرها موقع بوليتيكو الإلكترونيّ 'كانت هناك حالة من الحماسة الوطنيّة في جميع أنحاء البلاد، ما شكّل مادّة تشغل النّاس عن الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة'.

اقرأ/ي أيضًا | أرمينيا تلوح باستقلال ناغورنو كاراباخ

وتعهّدت تركيا التي تتّسم علاقاتها مع موسكو بالفتور منذ إسقاطها مقاتلة روسيّة عند الحدود السّوريّة، دعم حليفتها أذربيجان.

التعليقات