فنزويلا: مادورو يهدد برفع حالة الطوارئ إثر احتجاجات المعارضة

هدّد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، الأربعاء، برفع درجة حالة الطّوارئ التي فرضها، إذا حدثت أعمال عنف من قبل المعارضة، وذلك بعد ساعات من تظاهرات احتجاج تمّ قمعها.

فنزويلا: مادورو يهدد برفع حالة الطوارئ إثر احتجاجات المعارضة

هدّد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، الأربعاء، برفع درجة حالة الطّوارئ التي فرضها، إذا حدثت أعمال عنف من قبل المعارضة، وذلك بعد ساعات من تظاهرات احتجاج تمّ قمعها.

وقال مادورو في اجتماع مع أنصاره في شرق البلاد 'إنّها وسيلة أملكها بوصفي رئيسًا للدولة، إذا باتت فنزويلا مسرحًا لأعمال عنف تهدف لقلب النّظام. ولن أتردّد في استخدامها إذا كان ذلك ضروريًّا للكفاح من أجل السّلام والأمن في البلاد'.

وتلبية لدعوة من ائتلاف قوى المعارضة المعروف باسم 'طاولة الوحدة الدّيموقراطيّة' الذي يملك أكثريّة في البرلمان، حاول متظاهرون بلا جدوى، الأربعاء، الوصول إلى مقرّات السّلطات الانتخابيّة في 20 مدينة للمطالبة بتنظيم استفتاء لإقالة رئيس الدّولة الذي يملك صلاحيّات كبيرة في مجال الأمن، ويسعى للتشبّث بالسّلطة.

ودعت المعارضة أيضًا السّكّان والجيش إلى العصيان، وذلك بعد أن أصدر الرّئيس مرسومًا فرض حالة الطّوارئ.

وتجمّع نحو ألف متظاهر في العاصمة، محاطين بأعداد كبيرة من قوّات الأمن، بينهم زعماء المعارضة.

وأطلق المتظاهرون شعارات على غرار 'مادورو ارحل' و 'نعم للاستفتاء' حول تنحّي الرّئيس.

وسرعان ما استخدمت الشّرطة القنابل المسيلة للدموع والرّصاص المطاطيّ لتفريق التّظاهرة، في حين عمد المتظاهرون إلى رشق الشّرطة بكل ما وصلت إليه أيديهم من مقذوفات. وحصلت اعتقالات عدّة خلال التّظاهرة التي لم تحصل على إذن مسبق من السّلطات.

وأقفلت 14 محطّة مترو، صباح الأربعاء، ما عرقل الحركة في عاصمة البلاد.

وتأتي التّظاهرات غداة تمسّك كلّ طرف بمواقفه، فالمعارضة التي تملك غالبيّة في البرلمان، دعت الأربعاء الجيش والسّكّان الى العصيان، في حين أعلن الرّئيس مادورو رفضه الاستفتاء الذي قد يطيح به.

وكان البرلمان قد رفض ليل الثّلاثاء الأربعاء، المرسوم الرّئاسيّ بفرض حالة الطّوارئ. واعتبر النّوّاب الذين صوّتوا برفع الأيدي أنّ حالة الطّوارئ 'تعمّق التّدهور الخطير للنظام الدّستوريّ والدّيموقراطيّ الذي تعاني منه فنزويلا'.

وتتزايد على مواقع التّواصل الاجتماعيّ صور وفيديوهات عمليّات الاحتجاج أو حالات النّهب في هذا البلد الذي يشهد أعلى مستويات التّضخّم في العالم (700% بحسب توقّعات صندوق النّقد الدّوليّ في عام 2016).

وقال رئيس البرلمان هنري راموس الوب (معارضة) 'لا نريد حمّام دم أو انقلابًا' داعيًا إلى 'تسوية سلميّة' لهذه الأزمة السّياسيّة.

من جهته قال هنريكي كابريليس، المرشّح الخاسر، المنافس لمادورو في الانتخابات الرّئاسيّة عام 2013 'يمكن تنظيم الاستفتاء هذا العام وتعرفون ذلك. لنتفادى الانفجار'.

وردّ نائب الرّئيس الفنزويليّ، اريستوبولو استوروز، عليهما مطالبًا بالصّبر حتى حلول موعد الاقتراع الرّئاسيّ القادم. وقال 'الأمر سيتقرّر خلال انتخابات تكسب أو تخسر. مادورو تمّ انتخابه لفترة محدّدة (2013-2019) انتظروا انتخابكم. وإذا فزتم، يسلّم مادورو السّلطة بهدوء. أين هي المشكلة؟'.

وكانت الجمعيّة الوطنيّة قد رفضت المرسوم الأخير للرئيس بفرض حالة الطّوارئ الذي يوسّع سلطاته في مجال الأمن وتوزيع الغذاء والطّاقة. ولا يزال يتعيّن أن تعطي محكمة العدل العليا، وهي أعلى سلطة قضائيّة في البلاد، وتعرف بقربها من مادورو، قرارها بهذا الشّأن.

وقالت ميدالية لوبيز (51 عامًا)، التي كانت تنتظر دورها للتبضّع في مدينة غاريناس، التي تبعد 45 كلم عن كراكاس، حيث سجّلت تحرّكات احتجاجيّة بسبب نقص الموادّ 'هنا في غيراناس، كان هناك ثوريّون (أنصار تشافيز ومادورو) لكن النّاس لم يعودوا يرغبون في السّماع عن الثّورة، إنّهم جوعى وتعبنا من التّقاتل للحصول على بيض أو طحين'.

وتفاقمت حدّة المواجهة بين التشافيين (أنصار تيّار الرّئيس الرّاحل هوغو تشافيز، الذي حكم البلاد من 1999 الى 2013) ومعارضيهم منذ أن جمعت المعارضة مطلع أيّار/مايو 1.8 مليون توقيع لبدء إجراءات تفضي إلى استفتاء لإقالة الرّئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016.

واتّهم مادورو الولايات المتّحدة بالتّوغّل في مجال بلاده الجويّ، الأسبوع الماضي وأمر بتنظيم مناورات، السّبت.

وقالت واشنطن التي نفت تدخّلها إنّها 'قلقة جدا' إزاء أعمال العنف التي مورست على المتظاهرين.

اقرأ/ي أيضًا| فنزويلا: مادورو يهدد المصانع غير المنتجة في حالة الطوارئ

التعليقات