مذبحة أورلاندو: هوموفوبيا أم تطرف ديني؟

وظهرت، أمس الإثنين، تفاصيل جديدة عن منفذ عملية أولاندو، عمر متين، وعلاقته بجبهة النصرة والظروف التي أحاطت بالهجوم الذي شنه في الثانية من صباح يوم الأحد، داخل ملهى ليلي في المدينة، بولاية فلوريدا.

مذبحة أورلاندو: هوموفوبيا أم تطرف ديني؟

عندما التقى عمر متين بوالده في اليوم السابق للهجوم، الذي قتل فيه 49 شخصا في ملهى ليلي للمثليين، لم تظهر عليه أي بادرة على ما يعتمل بداخله وسيفجر أسوأ حادث إطلاق نار في التاريخ الأميركي الحديث، حيث قال الأب، صديق متين، في مقابلة 'لم ألمح أي شيء غير عادي. كان في غاية الرِّقّة'.

وظهرت، أمس الإثنين، تفاصيل جديدة عن القاتل وتمسكه بالإسلام والظروف التي أحاطت بالهجوم الذي شنه في الثانية من صباح يوم الأحد، داخل ملهى ليلي في أورلاندو، بولاية فلوريدا.

وفي مركز فورت بيرس الإسلامي، الذي كان يتردد عليه على مدى ما يقرب من عشر سنوات، كان متين يصلي، أحيانًا، مع منير محمد أبو صالحة (22 عامًا) وهو أميركي من أصل فلسطيني، أصبح في عام 2014 أول أميركي يشن هجوما انتحاريا في سورية، رغم أن عضو مجلس المسجد، عادل نفذي، قال إنه لم يحدث تفاعل بينهما.

وفي عام 2014، عندما حققت السلطات مع متين، وأجرت معه ثاني مقابلة في عامين، كان السبب في ذلك هو الاشتباه في صلته بأبو صالحة. إذ قالت السلطات الأميركية، يوم الأحد، أن ذلك لم يكن كافيًا لتشكيل 'تهديد كبير' في ذلك الوقت.

وكان الاثنان يرتادان مدرسة واحدة في جنوب شرق فلوريدا،حيث كان متين يعيش. وقال مسؤولون بالمدرسة إن متين تخرج في عام 2006، وحصل على شهادة في العدالة الجنائية، بينما التحق أبو صالحة بالمدرسة في خريف عام 2010 وربيع 2011.

وكان متين معروفُا بين أصدقائه بهدوئه في وسط الجالية الإسلامية، المكونة من نحو 100 عائلة تربطهم صلات وثيقة في فورت بيرس.

وقال محمد جميل (54 عاما)، الذي يصلّي في المسجد 'لم يكن اجتماعيا/ فهو لم يكن ودودا جدًا، لكنه لم يكن وقحا كذلك'.

ووصفته زوجته السابقة بأنه معلق بين عالمين، مضطرب عاطفيا وعنيف، وقالت إنه كان يضربها.
ووصفه جار يسكن في المجمع السكني، الذي كان يعيش فيه، بأنه 'غير لبق'.

وقال الجار 'مع كل شخص يعيش في هذا المبنى إذا رأيت شخصا ما وتعرفون بعضكما بعضا فأنت تسأل كيف حالك؟ دردشة بسيطة. أما في حالته فلم يكن هناك سوى حملقة خرقاء'.

ويوم الإثنين، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، جيمس كومي، إن آراء القاتل الدينية غير واضحة، لكنها تميل للتشدد.

وبعد نصف ساعة من بدء الأحداث في الملهى الليلي، اتصل متين بخط ساخن للشرطة في الثانية والنصف صباحًا ثم أقفل الخط. واتصل مرة ثانية وتحدث إلى مستقبل المكالمات ثم أغلق الخط. وعاود الاتصال مرة ثالثة وتحدث مع المستقبل لفترة وجيزة.

وقال كومي إنه أعلن خلال تلك المكالمات مبايعة زعيم الدولة الإسلامية (داعش)، أبو بكر البغدادي، وأعرب عن تضامنه مع الشقيقين الشيشانيين الذين ارتكبا عملية تفجير ماراثون بوسطن عام 2013، وعن تأييده لأبو صالحة الذي حارب في صفوف جبهة النصرة.

وأشار كومي إلى أن جبهة النصرة 'جماعة على خلاف مع تنظيم الدولة الإسلامية'.

وقال كومي، في مؤتمر صحافي، لا نرى ما يشير إلى أنه كان طرفًا في أي شبكة من الشبكات. وكذلك ليس من الواضح على الإطلاق، في الوقت الحالي، ما هي الجماعة الإرهابية التي يطمح لتأييدها.

وعندما سافر متين إلى السعودية عامي 2011 و2012، كان ذلك لأداء العمرة، حسبما قال والده ومسؤول سعودي.

وقال المتحدث في الشؤون الأمنية باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء منصور التركي، إن متين أدى العمرة في رحلة استغرقت عشرة أيام في آذار/مارس عام 2011 ولمدة ثمانية أيام في شهر آذار/مارس التالي.

وقال مسؤول أميركي إن متين زار الإمارات العربية المتحدة فيما يبدو في إحدى الرحلتين. وقال المسؤول إن السعوديين لم يقدموا أدلة على أن متين أجرى اتصالات بمتشددين معروفين.

وقال والده الأفغاني، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في الثمانينات، بعد الغزو الروسي لأفغانستان، إنه التقى بابنه عدة مرات في الأسبوع، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن خططه العنيفة. وانتقلت الأسرة من نيويورك عام 1991، عندما كان متين في الخامسة من عمره.

وأضاف 'لو كنت على علم لاعتقلته بنفسي في ثانية'.

>> هوموفوبيا أم تطرّف ديني؟

أشارت وسائل إعلام أميركيّة، اليوم الثلاثاء، إلى أن منفذ هجوم أورلاندو، عمر متين، تردد إلى الملهى الليلي الذي أجرى فيه العملية مرارًا، وأنه من زبائنه المعتادين قبل أن يتحوّل إلى منفذ أكبر هجوم إطلاق نار في تاريخ الولايات المتحدة الأميركيّة.

ففي حين نفى والد متين أن يكون ابنه مثليًا، حيث قال إن ابنه 'استشاط غضبًا حين رأى رجلين يتبادلان القبل في وقت سابق، في أحد الشوارع' وهو ما اعتبره دليلًا على أنه ليس مثليًا، إذ قال 'لو كان مثليًا لماذا يفعل شيئًا كهذا؟'، قالت زوجته وزميل سابق له في الدراسة إنه 'مثلي'.

وقالت زوجته في حديث مع أحد الصحف المحليّة إن والد متين صرّح أمامها، في أكثر من مناسبة، بأنه نجله مثلي بالإضافة إلى أنها كانت تشعر بأن 'له ميولًا مثلية، حيث أنه شخص مضطرب وكان يعاملها معاملة سيّئة أثناء زواجهما'.

كما أشار التقرير إلى أنه تم اكتشاف أن متين أنشأ حسابًا له على أحد تطبيقات مواعدة المثليين قبل أكثر من عام، وهو ما يدفع باتجاه أن يكون هو مثليًا، إذا ما ضيفت إليه أنه تردد على النادي (بالس) مرارًا.

وأجرت مدونة أميركية لقاءً مع زميل سابق لمتين، قال فيه إن متين عرض عليه من قبل الخروج لموعد عاطفي، بيد أنه لم يكن متصالحًا مع ذاته، ويتعامل مع الموضوع بحرج كبير، في حين قال مواطن أميركي إنه أجرى محادثة مع متين عبر التطبيق، لكنه لم يخرج لمواعدته، قبل أن يلتقيا أمام الملهى، واستطاع أن يميّز شكله، ليقوم، بعدها، بالاتصال به قائلًا 'قلت له مناديًا: مرحبًا، فالتفت إلى وقال: مرحبًا، ثم سار في طريقه'.

وقال تقرير نشر في مدونة 'جوكر' إن الجماعات الإسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن الحادق، ربما تندم على هذا الإعلان لاحقًا، خصوصًا أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لم يسارع للإعلان أن داعش تقف وراء الهجوم، رغم أنها تبنّت الحادث أكثر من مرّة.

التعليقات