بريطانيا: توجيه تهمة القتل للمشتبه باغتيال النائبة كوكس

وجّهت السلطات البريطانية، مساء الجمعة، تهمة القتل إلى المشتبه به، الذي اعتقل لصلته باغتيال عضو حزب العمال في البرلمان، جو كوكس.

بريطانيا: توجيه تهمة القتل للمشتبه باغتيال النائبة كوكس

الحزن خيّم على البلاد لأول حادثة اغتيال منذ 1990 (أ.ف.ب)

وجّهت السلطات البريطانية، مساء الجمعة، تهمة القتل إلى المشتبه به، الذي اعتقل لصلته باغتيال عضو حزب العمال في البرلمان، جو كوكس.

وأعلنت الشرطة في 'ويست يوركشاير' توجيه تهمة القتل ضد توماس مير (52 عاما)، وفقا لوكالة 'برس أسوسييشن' البريطانية.

واعتقل مير للاشتباه في ارتكابه جريمة قتل النائبة كوكس على الفور، بعد تعرضها لإطلاق نار وطعن في مدينة بريستول بوسط إنجلترا.

رئيس الوزراء البريطاني وزعيم المعارضة أثناء التأبين (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني وزعيم المعارضة أثناء التأبين (أ.ب)

أوباما معزيًا

وضمن موجة التنديد باغتيال كوكس، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أجرى، الجمعة، اتصالًا هاتفيًا بزوج النائبة البريطانية، جو كوكس، لتعزيته بمقتلها والتنديد بـ 'الجريمة الشنيعة' التي ذهبت ضحيتها.

ونقلت الرئاسة الأميركية عن أوباما قوله لبرندان كوكس إن 'العالم أصبح مكانًا أفضل بفضل تفانيها في خدمة الآخرين، وإنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لهذه الجريمة الشنيعة، التي حرمت أسرة ومجتمعا ووطنا من امرأة وأم وموظفة مخلصة'.

وأوضح البيت الأبيض أن أوباما اتصل هاتفيا بزوج النائبة الراحلة من على متن الطائرة الرئاسية، أثناء توجهه إلى منتزه طبيعي غربيّ الولايات المتحدة، لتمضية عطلة نهاية الأسبوع مع أسرته.

واغتيلت جو كوكس (41 عاما) وهي أم لطفلتين (3 و5 سنوات)، في وضح النهار في قرية بريستال بشمال إنجلترا.

وكوكس، العاملة الإنسانية السابقة والمؤيدة لحملة البقاء في الاتحاد الأوروبي والمعروفة بدفاعها عن اللاجئين السوريين، اغتيلت، الخميس، أمام مكتبة تلتقي فيها عادة أهالي دائرتها.

وهي أول عضو في البرلمان البريطاني يتم اغتياله، منذ مقتل النائب إيان غو، على يد مسلحي الجيش الجمهوري الأيرلندي في تفجير سيارة مفخخة، عام 1990.

بوتين يهاجم كاميرون (أ.ب)

بوتين: كاميرون يبتزّ أوروبا

وفي سياق متّصل، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمسٍ الجمعة، في سانت بطرسبورغ، أن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، دعا إلى تنظيم استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي، بهدف 'ابتزاز أوروبا' أو 'تخويفها'.

وخلال لقاء مع مندوبي وكالات أنباء، تساءَل بوتين 'لماذا نظم (كاميرون) هذا الاستفتاء؟ لابتزاز أوروبا؟ أو لتخويفها؟ ما هو الهدف منه إذا كان هو نفسه ضد' خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف الرئيس الروسي 'هذه ليست قضيتنا، إنها قضية الشعب البريطاني. لدي رأيي بهذا الشأن ولكني لا أريد الإفصاح عنه قبل أوانه'، مؤكدًا أن لا أحد بإمكانه 'الحديث عن النتائج، من بإمكانه ان يتكهن بها؟ لا أحد يمكنه ذلك'.

وعن تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد، اذا ما اختار الناخبون في 23 حزيران/يونيو الجاري ذلك، قال بوتين إن 'بعض الخبراء يقولون إن خروج بريطانيا سيتم على حساب أوروبا. ولكن آخرين يقولون إن الاتحاد الأوروبي سيكون أكثر استقرارًا'.

حزن على اغتيال النائبة (أ.ف.ب)

صندوق النقد للبريطانيين: ابقوا في أوروبا

من جهته، حذّر صندوق النقد الدولي من أن تصويت البريطانيين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يمكن أن يضر بالنمو الاقتصادي، ويؤدي إلى تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة قد تصل إلى 4.5 بالمئة على المدى الطويل، مقارنة بنسبته لو ظلت بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي.

وقال الصندوق، ومقره واشنطن، إن 'الآثار الاقتصادية الصافية للخروج من الاتحاد الأوروبي من المرجح أن تكون سلبية وملموسة'.

وناشدت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، في تصريحات من فيينا، يوم الجمعة، الناخبين البريطانيين اختيار البقاء في الاتحاد الأوروبي عندما يصوتون في استفتاء يوم الخميس المقبل، مشيرة إلى العلاقات البريطانية القوية مع القارة والزيادة في التجارة نتيجة لعضويتها في الاتحاد.

كما أشادت بالتأثير التحولي للهجرة من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى إلى بريطانيا، على الرغم من دعوات أولئك الذين يفضلون ترك التكتل للحصول على مزيد من الحرية في تحديد السياسة الوطنية للهجرة.

وقالت 'العضوية في الاتحاد الأوروبي جعلت من المملكة المتحدة اقتصادا أكثر ثراء، كما أنها جعلتها دولة أكثر تنوعا وأكثر إثارة وأكثر إبداعا'.

وقال صندوق النقد الدولي في تقرير له، صدر في وقت متأخر يوم الجمعة، في واشنطن، إن بريطانيا ستكون الخاسر الرئيسي من خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وتعتزم بريطانيا إجراء الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي في ظل بيانات اقتصادية تظهر مستويات عمالة قياسية ومعدل نمو 'مستمر بالقرب من أعلى الاقتصادات المتقدمة الكبرى'.

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي: المحطات الزمنية لحملة الاستفتاء حول عضوية بريطانيا
ومنذ الأزمة المالية في عام 2008، لم تتمكن بريطانيا من تلبية معايير الاتحاد الأوروبي بشأن مستويات الدين الحكومي، حيث يبلغ عجز الموازنة 4 بالمئة والدين يبلغ أكثر من 80 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

التعليقات