"داعش" على رأس المشتبهين بهجوم مطار أتاتورك

الهجوم في مطار أتاتورك في إسطنبول يحمل بصمات تفجيرات مطار ومترو بروكسل وتفجيرات باريس* خبراء يستبعد أن يكون المسلحين الأكراد نفذوا هذا الهجوم لأنهم يهاجمون عادة أهدافا حكومية

"داعش" على رأس المشتبهين بهجوم مطار أتاتورك

شرطي تركي بحالة تأهب في مطار أتاتورك، اليوم (أ.ف.ب.)

فحص محققون أتراك مقاطع فيديو وإفادات شهود اليوم الأربعاء، بعد أن فتح ثلاثة انتحاريين يشتبه في انتمائهم لتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) النار ثم فجروا أنفسهم في مطار اسطنبول الرئيسي، مطار أتاتورك، فقتلوا 41 وأصابوا 239 شخصا آخرين.

والهجوم على ثالث أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا، هو أحد أكثر الهجمات دموية في سلسلة هجمات انتحارية شهدتها تركيا المشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد 'داعش' والذي يحاول جاهدا احتواء امتداد الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الهجوم ينبغي أن يمثل نقطة تحول في المعركة الدولية ضد الإرهاب والذي وصفه بأنه 'لا يعطي أي اعتبار للأديان أو القيم.' وقال مكتب إردوغان إن الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين أدانا الهجوم في اتصالين هاتفيين بالرئيس التركي.

وقال مسؤول تركي إن خمسة سعوديين وعراقيين اثنين بين القتلى. ومن بين الضحايا الأجانب وعددهم 13 أيضا مواطنون من الصين والأردن وتونس وأوزبكستان وإيران وأوكرانيا.

وقال وزير الصحة التركي، رجب أكداج، إن 41 من مصابي الهجوم لا يزالون في الرعاية المركزة بمستشفيات تركية.

أقارب أحد ضحايا الهجوم الإرهابي أمس (أ.ف.ب.)

وأظهر مقطع فيديو أحد المهاجمين داخل مبنى الركاب وقد سقط أرضا إثر إطلاق ضابط شرطة الرصاص عليه على ما يبدو بينما كان الناس يلوذون بالفرار. وفجر المهاجم نفسه بعدها بنحو عشرين ثانية.

وقال مسؤول تركي 'إنه لغز.. السلطات تفحص لقطات كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وإفادات الشهود.'

وذكرت وكالة دوجان للأنباء دون أن تذكر أسماء مصادرها أن تشريح جثث المفجرين الثلاثة الذين تمزق الجزء العلوي منها اكتمل وأنهم ربما يكونون أجانب.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للصحفيين في المطار 'بات واضحا من هذه الواقعة أن الإرهاب يمثل تهديدا عالميا. هذا الهجوم الذي استهدف الأبرياء عمل إرهابي حقير جرى التخطيط له.'

وأضاف أن 'هناك أدلة أولية تشير إلى أن كل الانتحاريين الثلاثة فجروا أنفسهم بعد أن فتحوا النار' مشيرا إلى أنهم جاءوا إلى المطار بسيارة أجرة وإلى أن النتائج الأولية تشير بأصابع الاتهام إلى تنظيم 'داعش'.

وقال مسؤولان أميركيان من مكافحة الإرهاب على دراية بالمراحل الأولى للتحقيقات إن 'داعش' على رأس قائمة المشتبه بهم حتى على الرغم من عدم وجود أدلة إلى الآن.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

* الهدف تعظيم الشعور بالخوف*

يحمل الهجوم بعض بصمات تفجير انتحاري نفذه عناصر من 'داعش' في مطار بروكسل في آذار/مارس وأدى إلى مقتل 16 شخصا. واستهدف هجوم منسق أيضا مترو العاصمة البلجيكية في ساعة الذروة مما أسفر عن مقتل 16 شخصا آخرين.

وأعلن 'داعش' أيضا مسؤوليته عن هجمات بأسلحة وقنابل قتلت 129 شخصا في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقفة تضامن في الهند مع ضحايا هجوم أتاتورك (رويترز)

وقال سليمان أوزيرين وهو خبير في مجال السياحة بالمعهد الدولي للسياسة والاستراتيجية ومقره أنقرة إنه 'في اسطنبول استخدموا خليطا من الأساليب التي استخدمت في باريس وبروكسل. خططوا لجريمة لتعظيم الشعور بالخوف وفقد الأرواح.'

وتابع أن تركيا بحاجة لبذل مزيد من الجهد فيما يتعلق 'بمعلومات المخابرات الاستباقية' لمنع الاتجاه للتشدد في المقام الأول.

وقال المسؤولان الأميركيان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما إن الهجوم يحمل بصمات 'داعش' أكثر من المسلحين الأكراد الذين نفذوا هجمات في الآونة الأخيرة بتركيا لكنهم يلجأون عادة لمهاجمة أهداف حكومية.

وقال يلدريم إن وقوع الهجوم في الوقت الذي تحقق فيه تركيا 'نجاحا' في محاربة الجماعات الإرهابية وإصلاح العلاقات مع بعض من شركائها الدوليين له مغزى.

اقرأ/ي أيضًا | إسطنبول: 36 قتيلا في انفجارين بمطار أتاتورك

وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن هناك 'زيادة واضحة' في دعاية 'داعش' والاتصالات المشفرة على الانترنت، وهو ما يفسره بعض المسؤولين الأميركيين بأنه مسعى للتوجيه أو الإيحاء بتنفيذ مزيد من الهجمات خارج الأراضي التي يسيطر عليها ضمن محاولاته لتعويض الخسائر الميدانية التي تكبدها في الآونة الأخيرة.

التعليقات