جمهوري بإمكانه إسقاط كلينتون... لكنه امتنع!

من هو المسؤول الجمهوري القادر على وضع عقبات في طريق هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض؟ أتتوقعون أن يكون دونالد ترامب هذا الشخص؟ لكنّه، الواقع، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، الذي قد تكون لاتهاماته للمرشحة الديموقراطية.

جمهوري بإمكانه إسقاط كلينتون... لكنه امتنع!

كومي خلال جلسة الكونغرس اليوم (أ.ف.ب)

من هو المسؤول الجمهوري القادر على وضع عقبات في طريق هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض؟ أتتوقعون أن يكون دونالد ترامب هذا الشخص؟ لكنّه، الواقع، مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، الذي قد تكون لاتهاماته للمرشحة الديموقراطية في قضية بريدها الإلكتروني آثارًا مدمرة.

وخضع هذا المدّعي الفدرالي السابق، ونائب وزير العدل السابق، اليوم الخميس، لكمٍّ هائلٍ من الأسئلة في الكونغرس. وبهدوء، دافع كومي بقوة عن توصيته بعدم ملاحقة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في قضية استخدام بريد إلكتروني شخصي.

وعقد كومي، قبل يومين، مؤتمرًا صحافيًا في واشنطن، لم يكشف عنه مسبقًا كان لمضمونه وقع مدوٍ، دام 15 دقيقة، وبالطبع، تفادت كلينتون الأسوأ، عندما أوصى كومي بعد توجيه التهمة إليها، لكنّها لم تخرج تمامًا من المأزق؛ فكلام مدير الإف بي آي، الذي عزّزه الطابع الرسمي لتحقيقه، لن يزول قريبُا من الأذهان، حيث يرى خبراء أن وقعه سيبقى إلى ما بعد الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، حتى وإن فازت كلينتون بالانتخابات الرئاسية.

وبحسب التقرير، فإن كلينتون، التي تولت حقيبة الخارجية بين عامي 2009 و2013، أظهرت 'إهمالًا كبيرًا' وكان 'يجدر بها أن تعلم'، ولم تحرك ساكنًا، وفي عهدها، أظهرت وزارة الخارجية 'ثغرات' في الأمن الإلكتروني، وأخيرًا، حين عرّضت للخطر 'معلومات حساسة جدًا'.

واستغل خصومها هذه الثغرة، لكن المستقبل وحده سيكون كفيلًا بكشف ما إذا كانت المواقف التي ستتخذها ستكون فعالة.

الشرطي يسلب الأضواء من الوزيرة

وفي الأثناء، سلب كومي الأضواء من وزيرة العدل، لوريتا لينش، التي اكتفت بالمصادقة، مساء أمس، الأربعاء، على توصيات الإف بي آي، بعدم توجيه الاتهام لكلينتون.

وتواجه لينش وضعًا صعبًا، بعد لقائها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون، زوج هيلاري، الأسبوع الماضي، وهو ما ندّد به ترامب باعتباره خطوة غير مشروعة.

جرّة قلم واحد من الممكن أن تنهي حياة كلينتون السياسية... وإلى الأبد (أ.ب)

وبهذا التحقيق، عزّز كومي (55 عامًا) صورته بأنه شخصية ثابتة، قادرة على تلقي الهجمات من كل طرف، دون أن يتأثر، ففي الواقع، انتقده الديموقراطيون آخذين عليه انتقاد كلينتون علنًا، في حين يقضي التقليد بأن يبقى الإف بي آي كتومًا في تحقيقاته، عندما يقرّر، في نهاية المطاف، عدم الملاحقة؛ أمّا الجمهوريون، فيتهمون كومي بأن قراره عدم توجيه التهمة لكلينتون غير متماسك، خصوصًا في ضوء الأدلة الدامغة المتوفرة.

ويمكن لكومي أن يتوقع التعرض لهجمات عنيفة في الأسابيع المقبلة. لكن هذا المحامي الجمهوري، الذي عينه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في العام 2013 لقيادة الشرطة الفدرالية، يتمتع بخبرة كبيرة.

رجل نافذ

دخل كومي، منذ ثلاثة عقود، الأوساط الرفيعة السياسية-القضائية، ما منحه نفوذًا يجيز له، أحيانًا، إغضاب السلطات القضائية أو حتى البيت الأبيض.

هذا ما فعله، مثلًا، بتأكيده أنَّ الشرطيين باتوا يترددون في القيام بواجبهم بعد سيل الانتقادات التي تعرضوا لها منذ مقتل الشاب الأسود، مايكل براون (18 عاما)، في 2014 في فرغسون (ميزوري).

ويفترض بناء علاقات متينة في نيويورك لتحقيق مسيرة مهنية مهمة في الولايات المتحدة، وكومي المولود في هذه المدينة تمكن من إنجاز ذلك كمدّعٍ فدرالي في مانهاتن.


اقرأ/ي أيضا: إغلاق التحقيق ضد كلينتون بقضية البريد الإلكتروني

وليست هذه أول أزمة يواجهها كومي، ففي 2004، بعد تعيينه مساعدًا للمدّعي العام، رأى مستشارًا للرئيس السابق، جورج دبليو بوش، يصل إلى مستشفى كان يعالج فيه وزير العدل في حينها، جون آشكروفت، حيث حاول المستشار، ألبرتو غونزاليس، في ذلك الحين، استغلال ضعف أشكروفت لجعله يوقع على إجراء مثير للجدل، يجيز التنصت على الاتصالات الهاتفية دون إذن قضائي.

وكشف كومي، لاحقًا، هذه الحادثة لأعضاء في مجلس الشيوخ، ما أثار أزمة.

التعليقات