اضطر السكان على امتداد الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة إلى مغادرة منازلهم والتوجه نحو الداخل، وقاموا بتخزين الإمدادات، واصطفوا في طوابير للحصول على البنزين يوم أمس، الأربعاء، وذلك بعدما حث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وحكام الولايات ملايين الأشخاص على إخلاء منازلهم أو الاستعداد لمواجهة الإعصار ماثيو الذي يحتمل أن يكون مدمرا.
وقال المركز القومي الأميركي للأعاصير إن ماثيو ضرب جزر البهاما، وتوجه صوب الولايات المتحدة.
وأضاف أن أعنف عاصفة تشهدها منطقة الكاريبي خلال قرابة عشرة أعوام ستضرب على الأرجح فلوريدا برياح قوية وعواصف عارمة وأمطار غزيرة اليوم الخميس.
وقال أوباما بعد اجتماع مع الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ 'أود أن أؤكد للمواطنين أن هذه عاصفة خطيرة.. إذا صدر أمر إجلاء في منطقتكم فعليكم أن تتعاملوا مع الأمر بجدية'.
وأضاف أوباما أن فرق التعامل مع الحالات الطارئة وصلت إلى فلوريدا وجورجيا وساوث كارولاينا ونورث كارولاينا، وتقوم بالتنسيق مع مسؤولي الولايات وتخزين الإمدادات. وأعلن حكام تلك الولايات حالة الطوارئ مما يمكنهم من تعبئة الحرس الوطني.
وقال مركز الأعاصير الذي مقره ميامي إن ماثيو وهو عاصفة كبيرة من الفئة الثالثة كانت تصاحبه رياح سرعتها 185 كيلومترا في الساعة ليل الأربعاء. وأضاف أن من السابق لآوانه التكهن بالمكان الذي من المرجح أن يلحق به الإعصار الضرر الأكبر.
وأمرت حاكمة ساوث كارولاينا، نيكي هالي، بإجلاء أكثر من مليون شخص في المناطق الساحلية، ومن المتوقع أن يستجيب ربع هذا العدد للأمر.
وفي جورجيا مدد حاكم الولاية، ناثان ديل، حالة الطوارئ لتشمل 17 مقاطعة إضافية في الجزء الجنوبي الشرقي من الولاية ليصل العدد الإجمالي إلى 30 مقاطعة، حسبما أفاد مكتبه في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
وحث حاكم فلوريدا، ريك سكوت، سكان المناطق المعرضة للخطر على إخلائها فورا رغم عدم صدور أوامر بذلك، وطالبهم باستخدام الملاجئ الخاصة بالولاية.
وطلب سكوت من الرئيس الأميركي أن يعلن حالة الطوارئ بالنسبة لفلوريدا قبل وصول الإعصار إليها حتى يتسنى لهم الحصول على موارد اتحادية مثل الغذاء والماء.
وقال سكوت إن عمليات إجلاء، بعضها إجباري، جارية في نحو 12 مقاطعة ساحلية في فلوريدا، وإنه يتم إخلاء أربعة مستشفيات على الأقل. وأضاف مكتبه أن أكثر من 1.5 مليون من سكان فلوريدا يقطنون في مناطق الإجلاء.
وفي ساوث كارولاينا حيث من المتوقع أن يظهر تأثير العاصفة عليها صباح السبت اشتكى سائقو السيارات من ازدحام حركة المرور وتعطل السير لفترات طويلة.
يشار إلى أنه تم إجلاء مئات الآلاف بسبب العاصفة التي سببت فيضانات عارمة وأودت بحياة أربعة أشخاص في جمهورية الدومينكان، بالإضافة إلى مصرع ما لا يقل عن 13 شخصا في هاييتي، وهما البلدان اللذان يتقاسمان جزيرة هيسبانيولا.
التعليقات