خبراء أرصاد: ماثيو عاصفة القرن

في هايتي تطايرت السطوح وغمرت المياه الشوارع وتحطمت الأشجار على المساكن الفقيرة وتسبب الاعصار بمصرع 877 شخصا في حصيلة غير نهائية

خبراء أرصاد: ماثيو عاصفة القرن

بعد أن تسبب بمصرع أكثر من 900 شخص، غالبيتهم في هايتي، وعلى الرغم من تراجع حدته، يتابع الإعصار ماثيو صعوده، اليوم السبت، والذي وصف بأنه 'عاصفة لا نراها إلا مرة واحدة  كل قرن'،  على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مهددا بالتسبب في حصول فيضانات مدمرة، فيما تواجه هايتي أزمة إنسانية حادة بعد أن خلف فيها مئات القتلى.

وفي الجزيرة الواقعة في الكاريبي، خلف ماثيو مشاهد دمار وخراب. فقد تطايرت السطوح، وغمرت المياه الشوارع، وتحطمت الأشجار على المساكن الفقيرة، وتسبب الاعصار بمصرع 877 شخصا، في حصيلة غير نهائية، في هذا البلد الشديد التأثر بالتقلبات المناخية. وبات مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة، كما قالت منظمة 'كير فرانس' غير الحكومية. وأضافت أن 'أعدادا كبيرة من الناس فقدوا كل شيء. باتوا لا يملكون سوى الملابس التي عليهم'.

وفي الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش، كان الإعصار ماثيو على مقربة من ساحل كارولاينا الجنوبية وجورجيا.

وقد تراجع الإعصار الذي ارتفع إلى أعلى مستوى على مقياس سافير- سيمبسون المؤلف من خمس فئات، تراجع إلى الفئة الثانية، ترافقه رياح سرعتها 165 كيلومترا في الساعة.

وحذر المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير من انهمار أمطار قاتلة على طول الساحل الشمالي الشرقي لفلوريدا، وساحل جورجيا وساحل كارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية.

وأمرت سلطات كارولاينا الجنوبية بإجلاء آلاف الأشخاص عن السواحل إلى الملاجئ، وخصوصا إلى القاعات الرياضية للمؤسسات التعليمية، فيما نبه المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير من أن أمطارا غزيرة قد تتسبب في حصول أضرار فادحة.

وقال ليني كاري، عمدة جاكسونفيل (فلوريدا) التي أجلي نصف سكانها ال 850 ألفا، إن 'خبراء الأرصاد الجوية وصفوا الأعصار ماثيو بأنه عاصفة لا نراها سوى مرة كل قرن (...) نريد أن ينعم مواطنونا بالأمان. هدفنا الاول هو السلامة العامة'.

يشار إلى أنه لدى مروره في فلوريدا، حصد الإعصار ماثيو خمسة ضحايا، على الأقل، هما امرأتان لقيتا مصرعيهما من جراء سقوط اشجار، وأصيبت ثالثة بأزمة قلبية، وقضى زوجان اختناقا بغاز الكربون المنبعث من مولد كهربائي في مرأب بيتهما.

وأدى الإعصار إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 11% من المشتركين في فلوريدا، أي أكثر من 1.1 مليون شخص. ورغم ذلك، كان تأثير الإعصار ماثيو على هذه الولاية أقل عنفا من المتوقع، لأن عين الاعصار لم تصل إلى البر.

وكان الرئيس باراك أوباما قد حذر الجمعة من 'أنه إعصار ما زال في الواقع خطيرا'، فيما كان حاكم فلوريدا ريك سكوت، حتى منتصف الليل ينبه على تويتر من أن 'اأامطار لا تزال تنهمر غزيرة على شمال شرق فلوريدا. لازموا منازلكم'.

وقال المركز الأميركي لمراقبة الأعاصير إن مستوى الأمطار المتراكمة في المناطق الساحلية قد يبلغ في فلوريدا وجورجيا وكارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية، التي تخضع لخطة طوارئ فدرالية، 20 إلى 30 سنتيمترا، أما الذروة فيمكن أن تصل إلى 38 سنتيمترا. ويترافق مرور الإعصار على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل، مع أمواج قوية ورياح عنيفة وتساقط للأمطار تحمل على التخوف من ارتفاع مستوى المياه التي يمكن أن تصل إلى ثلاثة أمتار في بعض الأماكن.

وأعلن عدد كبير من مدن جورجيا وكارولاينا الجنوبية، ومنها مدينة تشارلستون، حظرا جزئيا للتجول، لمنع السلب والنهب في المنازل التي يتركها أصحابها. لكن أوامر الإخلاء التي تتعلق بمجمل حوالي ثلاثة ملايين شخص، لم تنفذ بعد.

ومنذ أن تحول إلى إعصار في 29 أيلول/سبتمبر، اجتاز ماثيو جزر الكاريبي من الجنوب إلى الشمال، وتسبب بحصول أضرار في كولومبيا وجامايكا وجمهورية الدومينيكان، حيث لقي أربعة أشخاص، على الأقل، مصارعهم، وفي كوبا والبهاما أيضا.

لكن هايتي، وخصوصا جنوبها، كانت الأكثر تضررا من جراء سقوط مئات القتلى، كما قال عضو مجلس الشيوخ الهايتي ارفيه فوركان.

وفي مدينة جيريمي التي يبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة، وتعذر الوصول إليها حتى الجمعة، يعتبر الوضع ميئوسا منه. فكل البيوت المسقوفة بالصفيح انهارت، وانقطع التيار الكهربائي وخطوط الهاتف.

ومع تعرض حوالى 80% من المحاصيل للتلف في بعض المناطق، تواجه البلاد كارثة إنسانية جديدة، وتتخوف من عودة وباء الكوليرا الذي انتشر بعد زلزال 2010، الذي لقي أوقع أكثر من 200 ألف من الضحايا.

التعليقات