بوتين بتركيا لبحث ملف الطاقة رغم الخلافات حول سورية

يبدو أن روسيا وتركيا وضعتا جانبا الخلافات حول سورية للتركيز على مجالات التعاون خصوصا الطاقة* محلل: تركيا توجه أيضا عبر هذا التقارب رسالة إلى الغرب تشير إلى أنها لا تزال قادرة على "سلوك طريقها"

بوتين بتركيا لبحث ملف الطاقة رغم الخلافات حول سورية

بوتين وإردوغان أثناء قمة العشرين بالصين، نيسان الماضي (أ.ب.)

يزور الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، تركيا للمشاركة في قمة حول الطاقة ولقاء نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، مرسخين بذلك مصالحتهما رغم الخلافات حول سورية.

يبدو أن فترة تبادل الاتهامات اللاذعة بين بوتين وإردوغان بعد إسقاط الطيران التركي لطائرة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، قد ولت، وحان وقت التعاون في مجال الطاقة. ويريد الرئيسان التأكيد على التزامهما بإنهاء مشروع خط انابيب الغاز الروسي - التركي 'توركستريم' الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر البحر الأسود وكذلك بناء موسكو لأول محطة نووية تركية.

ولقاء بوتين وإردوغان في إسطنبول، اليوم، سيكون الثالث منذ أن قررت موسكو وأنقرة تطبيع علاقاتهما بعد الأزمة الخطيرة. ورغم التقارب الأخير بينهما، لا تزال هناك خلافات بين موسكو وأنقرة في الملف السوري. فروسيا حليفة نظام بشار الاسد في حين تدعم تركيا المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بهذا النظام.

لكن يبدو أن الطرفين وضعا جانبا هذا الموضوع للتركيز على مجالات التعاون خصوصا الطاقة. والدليل على هذه البرغماتية تطمح تركيا وروسيا إلى تعزيز مبادلاتهما الاقتصادية لرفعها إلى 100 مليار دولار سنويا.

وقال أندرو نيف، المحلل لدى 'آي اتش اس اينرجي'، لوكالة فرانس برس إن 'عملية تضميد الجراح بدأت وطوى كل جانب صفحة الأشهر العشرة الماضية الصعبة، للتركيز على بعض المجالات كالطاقة حيث للبلدين مصلحة متبادلة للتعاون'.

ويرى الخبير أن تركيا توجه أيضا عبر هذا التقارب رسالة إلى الغرب تشير إلى أنها لا تزال قادرة على 'سلوك طريقها' في وقت أعرب فيه إردوغان عن الشعور بأنه لم يلق دعما من الشركاء الأوروبيين والأميركيين بعد الانقلاب الفاشل في منتصف تموز/يوليو.

وفي هذا الإطار، وعد الرئيس التركي نظيره الروسي، خلال اللقاء الأخير بينهما على هامش مجموعة العشرين في الصين مطلع أيلول/سبتمبر، بأن مشروع 'توركستريم' سينجز 'في أسرع وقت ممكن'.

وسيتيح أنبوب 'توركستريم' بنقل إلى روسيا 31,5 مليار متر مكعب من الغاز سنويا ويسمح لموسكو بالحد من اعتمادها على أوكرانيا.

وكشف هذا المشروع الإستراتيجي نهاية 2014 في الوقت الذي تم التخلي، في خضم الأزمة الأوكرانية، عن مشروع 'ساوثستريم' في البحر الأسود الذي يعرقله الاتحاد الأوروبي.

ورغم الطموحات المعلنة، يشكك المحللون في ربحية المشروع وعملية انجازه لأن أعمال التشييد لم تبدأ بعد.

وقال نيف إن 'توركستريم أقرب إلى الحلم من خط أنابيب فعلي ورغم استئناف العلاقات السياسية والتجارية لا نزال عند نقطة الانطلاق' مؤكدا أن الهدف الأولي بتأمين أولى الإمدادات في 2017 'طموح أكثر من اللازم' في هذه المرحلة.

والتقدم الوحيد الممكن بين البلدين هو استئناف الروس العمل في ورشة أول محطة نووية تركية في أكويو بجنوب البلاد. وهذه المحطة تقدر كلفتها ب18 مليار يورو (20 مليار دولار) وأراد إردوغان تشييدها لجعل تركيا التي لا تملك محروقات، أكثر استقلالية من ناحية الطاقة.

ويبدأ المؤتمر العالمي للطاقة أعماله اليوم، بخطاب لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح يليه خطاب لبوتين.

اقرأ/ي أيضًا | تركيا: اتهام حزب العمال الكردستاني بقتل مسؤول بالحزب الحاكم

وسيكون المؤتمر بالنسبة لإردوغان مناسبة لجعل الأسرة الدولية تنسى سلسلة الاعتداءات ومحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا هذا العام ولجعل بلاده دولة عالمية لا يمكن الالتفاف عليها.

التعليقات