أظهر استطلاع حديث أن الرقابة على الهجرة تقلق الكثير من المواطنين في ألمانيا، يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت الشرطة الألمانية أنها قامت، الثلاثاء، بسلسلة واسعة من عمليات الدهم شملت مئتي موقع مختلف ضد حركة سلفية يشتبه بأنها حرضت 140 شخصا على الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية 'داعش'.
وأوضح الاستطلاع الذي أجراه معهد أبحاث السوق الرأي 'ايبسوس'، وتم نشره، اليوم الثلاثاء، أن 38 بالمئة من المواطنين الألمان أعربوا عن قلقهم حيال هذا الموضوع، وذلك ردا على سؤالهم عن أكبر المخاوف التي تساورهم تجاه بلادهم.
وأظهر الاستطلاع أن ألمانيا تتصدر بذلك المركز الأول فيما يتعلق بهذه النوعية من المخاوف مقارنة بباقي أنحاء العالم.
يذكر أن بريطانيا تصدرت القائمة الشهر الماضي.
يشار إلى أنه يتم إجراء استطلاع شهري عن طريق الإنترنت في 25 دولة في أنحاء العالم حول سؤال 'ما يقلق العالم؟'.
وأظهر الاستطلاع هذا الشهر أيضا أن 47 بالمئة من المواطنين الألمان، قلقون بشأن موضوع الفقر والظلم الاجتماعي، أي أن هذا الخوف تصدر المركز الأول بالنسبة للمواطنين الألمان.
وبحسب الاستطلاع، جاء الخوف من الجرائم والعنف في المركز الثالث بين المخاوف التي يعاني منها المواطنون، حيث أعرب 36 بالمئة من الألمان عن خوفهم من ذلك، فيما أعرب 35 بالمئة عن خوفه من موضوع الإرهاب.
حملات التجنيد لـ'داعش'
وفي سياق متصل، ذكرت دوائر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الداعية إبراهيم أبو ناجي الذي يقف وراء الجماعة السلفية المحظورة حاليا بألمانيا 'الدين الحق'، خطط لتوسع دولي لحملات التجنيد المشتبه فيها لصالح تنظيم 'داعش'.
وقام بالعمليات الأمنية والدهم والتفتيش، مئات من عناصر الشرطة في عشر مقاطعات، حيث تم اقتحام واستهدفت حوالي 190 شقة ومكتبا.
وأوضحت الدوائر الأمنية أن مشروع توزيع القرآن الذي نظمه أبو ناجي في ألمانيا كان من المقرر أن ينطلق أيضا في ماليزيا.
وبحسب معلومات الدوائر الأمنية، لم يكن أبو ناجي في ألمانيا خلال حملات التفتيش التي قامت بها الشرطة اليوم الثلاثاء.
ويشتبه المحققون في أن أبو ناجي، الفلسطيني الأصل، موجود في ماليزيا.
عملية واسعة للشرطة الألمانية ضد مجموعة سلفية
وكانت السلطات حظرت الجماعة المستهدفة المسماة 'الدين الحق'، والتي تضم مئات من العناصر. وهذه هي المرة الثانية فقط منذ 2001 تتخذ السلطات الألمانية قرارا من هذا النوع، ففي تلك الفترة، حظرت أيضا مجموعة صغيرة تدعى 'دولة الخلافة' وتنشط من كولونيا، بسبب عقيدتها المتطرفة.
وكانت الحركة استهدفت من قبل السلطات الألمانية بسبب عمليات مثيرة للجدل لتوزيع مصاحف في مناطق مخصصة للمشاة في عدد كبير من المدن، وقد ترافقت مع عمليات تجنيد متطوعين لـ'داعش'.
ويشتبه بأنها شجعت حوالي 140 ألمانيا على الالتحاق بـ'داعش' في سورية أو في العراق، من خلال الإشادة باعتداءات التنظيم، كما أوضح للصحافة في برلين وزير الداخلية توماس دو ميزيير. وأضاف أن التنظيم أعلن أيضا إن رفض الديموقراطية 'واجب على المسلمين'.
وأوضح دو ميزيير 'نريد أن نقول عبر الرسالة التي نبعث بها اليوم، لا مكان في ألمانيا للإسلاميين'. واضاف 'لا نريد الإرهاب في ألمانيا، لا نريد وجود دعاية للإرهاب في ألمانيا أو تصديره من ألمانيا'.
ويقدر جهاز الاستخبارات الداخلية بحوالي 9200 عدد 'الإسلاميين المتطرفين' الموجودين في المانيا و1200 عدد المتشددين منهم الذين يمكن أن ينفذوا اعتداءات.
وزادت السلطات الألمانية الضغوط في الفترة الأخيرة على الأوساط السلفية.
اقرأ/ي أيضًا | ألمانيا تحذر ترامب: لا تنس القرم وحلب
وكان القضاء الألماني أوقف قبل أسبوع خمسة أشخاص مشبوهين بتشكيل شبكة تجنيد لحساب تنظيم 'داعش'، وتعتبر الحكومة أحدهم من أبرز صلات الوصل مع المجموعة الجهادية في البلاد.
التعليقات