وثائق: نيكسون فعل أمورا أسوأ من ووترغيت

نيكسون أصدر أمرا لأحد مساعديه، سرا، بتخريب محادثات السلام في فيتنام في نهاية المعركة الانتخابية للرئاسة وذلك خشية أن تمس الجهود لوقف الحرب باحتمالات فوزه بالرئاسة

وثائق: نيكسون فعل أمورا أسوأ من ووترغيت

نيكسون يتوسط جيرالد فورد (من اليمين) وهنري كيسنجر

كشفت وثائق تم العثور عليها مؤخرا أن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون كان قد فعل أمورا أسوأ بكثير من فضيحة 'ووترغيت، حيث كان قد أصدر أمرا لأحد مساعديه، سرا، بتخريب محادثات السلام في فيتنام في نهاية المعركة الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة عام 1968، وذلك خشية أن تمس الجهود لوقف الحرب باحتمالات فوزه بالرئاسة.

وتبين أن نيكسون أجرى مكالمة هاتفية مع هـ. ر. هلدمان، الذي عين لاحقا رئيسا لطاقم موظفي البيت الأبيض، وطلب منه مواصلة خداع قادة جنوب فيتنام، وإقناعهم بعدم التجاوب مع اتفاقية السلام قبل الانتخابات. وذلك بموجب وثائق وضعها هلدمان نفسه.

يشار إلى أن الجهود السرية لنيكسون في إفشال مبادرة السلام التي بادر إليها الرئيس الأميركي في حينه، ليندون جونسون، كانت محط خلاف بين المؤرخين لمدة طويلة. وكان قد كشف النقاب عن أدلة على تدخل طاقم حملة نيكسون، ولكن وثائق هلدمان تؤكد الشبهات بأن نيكسون نفسه كان متورطا بشكل مباشر بوسائل التخريب رغم إنكاره لسنوات بعد ذلك.

وقال جون بارل، الذي اكتشف الوثائق في المكتبة الرئاسية لنيكسون بينما كان يجمع مواد حول سيرة حياة الرئيس الأسبق، إن ذلك كان أبعد من المناورات السياسية العادية، إلى حد التدخل في مفاوضات فعالة لاتفاق سلام يتصل بحياة أناس.

وأضاف أن ذلك يعتبر أسوأ بكثير من كل ما فعله في فضيحة 'ووترغيت'.

وبينت الوثائق أن نيكسون كان على قناعة بأن جونسون، الذي انسحب من التنافس على الرئاسة قبل ذلك بشهور، يدفع بمبادرة السلام من أجل التخريب على حملة المرشح الجمهوري، وتعزيز احتمالات فوز نائب الرئيس الديمقراطي، هوبرت هامفري. ولذلك، وبعد سنوات، اعترف أحد مساعدي جونسون أن طاقمه حاول تسريع اتفاق السلام قبل الانتخابات كي يساعد هامفري.

وتبين أنه في مطلع العام 1968، ضغط نيكسون على قادة فيتنام الجنوبية كي يرفضوا حث جونسون لهم للانضمام إلى محادثات السلام في باريس، وانتظار اتفاق أفضل تحت إدارة نيكسون.

وبينت الوثائق أن مكالمة هاتفية أجريت في الثاني والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر 1968، على خلفية أوامر جونسون بوقف القصف الأميركي في فيتنام من أجل الدفع بمحادثات السلام في باريس. وكتب هيلدمان أن نيكسون طلب منه التأكد من خداع قادة فيتنام الجنوبية، كما كتب أن نيكسون طلب منه أن يقوم سناتور جمهوري بالاتصال بجونسون لإدانة خطته بوقف القصف.

وقال روبرت دوكر، الذي ألف كتابا عن نيكسون وجونسون، إن الوثائق تؤكد الشبهات بتورط نيكسون في خرق القانون الفدرالي. وقال كين هيوجنس، من جامعة فرجينيا، إن نيكسون ارتكب جريمة من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية.

يشار إلى أن الوثائق لا تكشف ما إذا كان هلدمان قد نفذ تعليمات نيكسون، كما إنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق سلام بدون تدخل نيكسون.

التعليقات