ترامب يصر على الجدار الحدودي وتمويل المكسيك له

​أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن المكسيك هي "من ستمول بناء الجدار" الذي يعتزم إنشاءه على الحدود. إلا أن البيت الأبيض مصمم على الحصول على موافقة الكونغرس لدفع مبلغ أولي كجزء من مبلغ أكبر مقابل الاستمرار في تمويل الحكومة الأميركية.

ترامب يصر على الجدار الحدودي وتمويل المكسيك له

دونالد ترامب (أ.ب.)

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن المكسيك هي 'من ستمول بناء الجدار' الذي يعتزم إنشاءه على الحدود. إلا أن البيت الأبيض مصمم على الحصول على موافقة الكونغرس لدفع مبلغ أولي كجزء من مبلغ أكبر مقابل الاستمرار في تمويل الحكومة الأميركية.

وواصل ترامب ضغوطه للحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك، مع اقتراب المواجهة حول الإنفاق في الكونغرس التي تهدد بوقف عمل الحكومة الأميركية في اليوم المئة لترامب في منصبه.

وكان تمويل الجدار من أهم وعود ترامب الانتخابية، وحاول ترامب تقديم اقتراحات حول القضية عبر موقع تويتر مع التأكيد على أن المكسيك هي من ستمول بناء الجدار 'لكن في وقت لاحق حتى يتسنى لنا البدء بالعمل في وقت مبكر'.

وكتب أيضا 'الديمقراطيون لا يريدون أن تذهب أموال من الموازنة إلى الجدار على الحدود، بالرغم من أنه سيوقف دخول المخدرات وأعضاء عصابة أم أس 13 السيئين'.

وقال مسؤول الميزانية في البيت الأبيض، ميك مولفاني، إن الإدارة مستعدة لتقديم تنازلات للديمقراطيين بشأن إصلاح الرعاية الصحية من أجل الحصول على الأموال اللازمة لبناء الجدار.

ولكن في حال لم يتم الحصول على تمويل للجدار، من الممكن أن يعترض الرئيس على فاتورة الإنفاق الأكبر حجما، ما يمكن أن يهدد بحل الحكومة الأميركية السبت، اليوم الذي يصادف اليوم المئة لتوليه السلطة.

وقال مولفاني في رد على ذلك لشبكة 'فوكس نيوز'، أمس الأحد، 'لا أدري بعد... نحن نطالب بأولوياتنا والأهم أننا نعرض على الديمقراطيين تقديم بعض أولوياتهم كذلك'.

وفي كثير من الأحيان، خيم شبح حل الحكومة على مفاوضات الميزانية الأميركية. وغالبًا ما يتم تجنب ذلك، إلا أنه حدث عدة مرات وآخرها كان في 2013 عندما تم تعليق عمل الحكومة 16 يوما في اعقاب خلاف حول تمويل برنامج الرئيس السابق، باراك أوباما، للرعاية الصحية.

لكن لم يظهر الديمقراطيون استعدادا كبيرا للتنازل هذه المرة.

شعبية متدنية

ويأتي الخلاف هذه المرة في وقت يحرص البيت الأبيض على إظهار إنجازات ترامب مع مرور مئة يوم على توليه الرئاسة.

ويخطط الرئيس الأميركي لإلقاء خطاب في المناسبة وإقامة مهرجان تحت شعار 'أميركا أولا' يوم السبت لإلقاء الضوء على نجاحاته، ويتزامن ذلك مع ضخ مادة كثيفة مخصصة للإعلام الرقمي.

وفاجأ ترامب مساعديه هذا الأسبوع عندما وعدهم بإعلان كبير متعلق بالإصلاح الضريبي الأربعاء، مع أن النواب لم يصلوا حتى الآن إلى نتيجة حول قانون الإصلاح الصحي، وهو عامل رئيسي متغير في الإنفاق الحكومي.

وقال مولفاني إنه سيكون بيانا حول المبادئ وليس تشريعا 'مع بعض المؤشرات حول ما ستكون عليه المعدلات الضريبية'. وأضاف 'لا أظن أن أحدًا يتوقع أن نقدم مشروعا بلغة قانونية الأربعاء'.

وبالرغم من أن ترامب ألغى قرارات حكومية واستخدم سلطته التنفيذية أكثر من أي رئيس سابق، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق إنجازات تشريعية رئيسية يمكن الحديث عنها حتى الآن.

فالكونغرس الذي يسيطر عليه أعضاء حزبه من الجمهوريين رفض محاولته إبطال واستبدال القانون الصحي الذي وضعه سلفه أوباما، والأمر التنفيذي الذي أصدره بمنع سفر رعايا سبعة بلدان إسلامية إضافة إلى اللاجئين إلى الولايات المتحدة تم إيقافه من خلال المحاكم.

وأظهر استطلاع جديد أجرته 'آي بي سي نيوز' مع صحيفة 'واشنطن بوست' أن شعبيته متدنية بمستوى قياسي بالنسبة لرئيس أميركي لم يمر وقت طويل على استلامه السلطة.

وأظهر الاستطلاع رضى 42% من الأميركيين عن أدائه في مقابل 53% غير راضين.

ووجد ترامب في هذه الإحصاءات جانبا إيجابيا. فقال معلقا عليها في تغريدة 'استطلاعات الرأي الجديدة التي ظهرت اليوم بالنظر إلى أن معظم وسائل الإعلام زائفة وبالإجمال دائما سلبية'.

تسويات في مجال الإنفاق؟

وأظهر الديمقراطيون القليل من الاهتمام بإجراء تسويات، خصوصا بالنسبة إلى مشروع الجدار الحدودي مع المكسيك.

وصرح الرجل الثاني في الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ، السناتور ديك دوربين، لشبكة 'سي إن إن' قائلا 'آمل أن يتراجع الرئيس'.

وقال 'إن تفكيره في حل الحكومة الأميركية بسبب هذا الاقتراح الخيالي لبناء جدار على طول الحدود لا نستطيع تحمل تكاليفه في الوقت الحالي ويعارضه الديمقراطيون والجمهوريون هو أمر غير مسؤول مطلقا'. إلا أنه أكد أن 'حل الحكومة ليس مرغوبا وليس أداة وليس أمرا نرغب في أن يحدث'.

وأضاف 'نريد تمويل الأولويات، وواحدة من أكبر الأولويات خلال الحملة الانتخابية كانت أمن الحدود والحفاظ على سلامة الأميركيين وجزء من ذلك هو بناء الجدار'.

وسعى وزير العدل الأميركي، جيف سيشنز، ووزير الأمن القومي، جون كيلي، إلى الدعوة إلى تمويل الجدار على البرامج التلفزيونية.

وقال كيلي لشبكة 'سي بي إس'، 'أعتقد أن الأمر يستحق إجراء مفاوضات صعبة بشأنه... نواجه تهديدات جسيمة سواء كانت المخدرات أو الأشخاص أو الإرهابيين المحتملين الذين يأتون من الجنوب. وأعتقد أنه من الضروري وجود حاجز فعال من نوع ما يسانده رجال ونساء شجعان وقادرون'.

وقال سيشنز إن ترامب سيقرر ما إذا كان تمويل الجدار يستحق المخاطرة بحل الحكومة.

وأضاف لشبكة أيه بي سي 'ما أعلمه هو أننا نحتاج إلى ذلك الجدار... فهو سيساعدنا على الوفاء بالوعد الذي قطعه الرئيس للشعب الأميركي. هذا ما نريده'.

التعليقات