التوتر والحدة يخيمان على انتهاء الحملة الانتخابية بفرنسا

​انتهت الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية بأجواء متوترة ومشحونة، خاصة بعد المناظرة الانتخابية التي اتسمت بحدة وعنف غير مسبوقان، بين مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، ومرشح الوسط، إيمانويل ماكرون.

التوتر والحدة يخيمان على انتهاء الحملة الانتخابية بفرنسا

ماكرون ولوبان (أ.ف.ب)

انتهت الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية بأجواء متوترة ومشحونة، خاصة بعد المناظرة الانتخابية التي اتسمت بحدة وعنف غير مسبوقان، بين مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، ومرشح الوسط، إيمانويل ماكرون.

وقبيل انتهاء الحملة، قدم ماكرون شكوى رسمية ضد ماكرون أفضت إلى فتح تحقيق، حيث اتهم منافسته بتلفيق أخبار مزيفة، بعد أن اتهمته بأنه يملك حسابًا مصرفيًا خاصًا في جزر الباهاما للتهرب من الضرائب.

وشاركت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان بتجمعها الانتخابي الأخير، في قرية شمالية صغيرة، حيث عبأت مؤيديها بالقول إن "فرنسا لا يمكنها الانتظار أكثر. فرنسا لا يمكنها أن تسمح بالانتظار خمسة أعوام أخرى لترفع رأسها".

وفي وقت سابق، تعرضت لوبان التي تصف نفسها على أنها "مرشحة الشعب"، للرشق بالبيض من قبل متظاهرين غاضبين لدى وصولها إلى شركة ملاحة في بلدة دول دي بريتاني، هاتفين "فليخرج الفاشيون".

ومع مواصلته تصدر استطلاعات الرأي عشية انتهاء الحملة الانتخابية، تعهد ماكرون، الذي حاز دعم الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بـ"الحفاظ على وعد التجديد حتى النهاية"، خلال تجمع أخير له في ألبي، أمام نحو أربعة آلاف مؤيد أكد لهم أنه سمع "الغضب الموجود لدى الشعب".

ولدى وصوله إلى ألبي، واجه ماكرون نحو خمسين نقابيا حيال قانون مثير للجدل يحرر عقود العمل، كان رفض إلغاءه في حال فوزه.

الادعاء يفتح تحقيقا حول أخبار كاذبة

وقدم ماكرون شكوى ضد مجهول بتهمة "نشر أخبار كاذبة"، إثر تلميحات أطلقتها منافسته خلال مناظرتهما عن إمكانية امتلاكه لـ"حساب خارجي في جزر الباهاما".

وفتحت النيابة العامة الباريسية تحقيقا أوليا على الفور. وكان هذا الاتهام واحدا من هجمات عدة شنتها مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان خلال المناظرة مساء الأربعاء.

مناظرة اتسمت بعنف غير مسبوق

وبلغت المناظرة التلفزيونية التي تابعها 16,5 مليون فرنسي فقط، والتي كانت الفرصة الأخيرة لإقناع المترددين الكثر، مستوى غير مسبوق من التوتر. فقد اتهمت لوبان ماكرون بأنه يؤيد "العولمة المتوحشة"، أما ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي، فاتهمها بـ "الكراهية" و"التزوير" و"الأكاذيب".

وكتبت صحيفة "لوفيغارو" المحافظة "من الصعب أن نصف حفلة الملاكمة مساء أمس بأنها مناظرة"، أما "لوموند" فأعربت عن أسفها "للنقاش الحاد والعنيف من كلا الطرفين". وأبدت صحيفة "لو باريزيان" أسفها "لأن الخواء ما زال مهيمنا على خلفية برنامجي" المرشحين.

ماكرون الأكثر إقناعا

وأفاد استطلاع للرأي أجري بعد المناظرة أن ثلثي المشاهدين وجدوا أن الوسطي ماكرون هو الأكثر إقناعا، في حين نالت زعيمة اليمين المتطرف تأييد الثلث الآخر.

ورأت لوبان (48 عاما) الخميس أن الحرب الكلامية "أدت إلى اضطراب الأعراف". وقالت "كان من الأهمية بمكان إيقاظ الفرنسيين" و"تمزيق الستار" للتأكيد أن ماكرون ليس "رجلا جديدا" لكنه "يخرج من حكومة فرانسوا هولاند"، الرئيس الاشتراكي غير الشعبي المنتهية ولايته، كما قالت.

واعتبرت لوبان في تصريح لتلفزيون "بي.أف.إم" "أنها المرة الأولى التي تجرى فيها فعلا مناظرة بين شخصين يعبران عن وجهة نظر متناقضة إلى حد كبير حول المشروع الذي يتعين تطبيقه".

مواجهة الأكاذيب

واعتبر والد المرشحة اليمينية المتطرفة أن ابنته لم تكن "في مستوى الحدث" خلال المناظرة التلفزيونية.

وقال جان ماري لوبان (88 عاما) "دائما أرغب برؤية بطلتي تحقق فوزا سهلا". إلا أن زعيمة الجبهة الوطنية التي طردت والدها من الحزب عام 2015، "لربما لم تكن في مستوى الحدث" على حد تعبير والدها.

وعندما وصل جان ماري إلى النهائيات في انتخابات عام 2002، رفض منافسه حينها، جاك شيراك، إجراء مناظرة معه خوفا من "تطبيع الكراهية وعدم التسامح".

وردا على جميع الذين نصحوه بعدم إجراء مناظرة مع اليمين المتطرف، على غرار ما قرر شيراك، قال ماكرون (39 عاما) إن من الضروري "إجراء مناظرة" مع حزب الجبهة الوطنية، "حتى لو لطخنا أنفسنا قليلا".

وأضاف ماكرون أنه "قد لا نتمكن من قتل كل الأكاذيب، لكن بعضا منها".

وفي المعسكر اليساري، أشاد كثيرون، على غرار رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، بأدائه حيال "الشتائم والعنف والأكاذيب"، وبدعوته "الذين ما زالوا مترددين، ولا يعطون تعليمات بين الورقة البيضاء والامتناع عن التصويت ولوبان" إلى تحمل "مسؤولياتهم".

وهذا الانتقاد موجه إلى ناشطي اليسار المعادي لليبرالية، الذي يقوده جان-لوك ميلنشون، وترفض أكثرية منهم الاختيار بين "الطاعون والكوليرا"، في إشارة إلى ماكرون ولوبان.

وترديدا لصدى هذه التحفظات، اعتبر المتحدث باسم "المتمردون"، الذين يتزعمهم أليكسيس كوربيير، الخميس، أن المناظرة التلفزيونية "لم تؤد إلى تحريك الخطوط".

التعليقات