منطقة الأناضول التركية تحتفل على الطريقة العثمانية

لعيد الفطر السعيد أجواء وعادات مميزة في منطقة الأناضول، حيث التقاليد والعادات العثمانية الراسخة، التي ما زالت تتوارثها وتحافظ عليها الأجيال التركية.

منطقة الأناضول التركية تحتفل على الطريقة العثمانية

أهالي البلدة يهنؤون بعضهم البعض (الأناضول)

لعيد الفطر السعيد أجواء وعادات مميزة في منطقة الأناضول، حيث التقاليد والعادات العثمانية الراسخة، التي ما زالت تتوارثها وتحافظ عليها الأجيال التركية.

يستمر الاحتفال بعيد الفطر السعيد في الأناضول مدة 3 أيام متتالية من شهر شوال، يتبادل خلالها المواطنون الزيارات فيما بينهم، والتي تعتبر من أهم أعمال أول أيام العيد.

في قرية "كورشونلو" بمحافظة "جانقرى" (وسط الأناضول)، مازالت العادات الاجتماعيّة العثمانية المتوارثة عن الآباء والأجداد، تزين حركة المجتمع، وخاصة خروج الأطفال مع آبائهم لأداء صلاة العيد في المسجد الرئيسي للقرية.

وفي تقليد عثماني قديم مازال حيًا هنا في هذه القرية، يحرص السكان البالغ عددهم نحو 6 آلاف شخص منذ ساعات الفجر الأولى على ترديد تكبيرات العيد جماعةً بصوتٍ واحدٍ، إذ تصدح مكبراتُ الصوت في المسجد بالتكبيرات ما يضفي أجواءً إيمانية فريدة من نوعها.

وما أن تنتهي صلاة العيد، حتى يبدأ الرجال والشباب، بالتجمع في ميدان القرية، في شكل دائري مرتب حسب العمر، الأصغر فالأكبر، بقيادة إمام المسجد، لتبادل التهاني والتبريكات بحلول العيد، بعد شهر كامل من الصيام.

وكعادة الأتراك في كل الولايات التركية في الأناضول، وكذلك في كل البلاد الإسلامية حول العالم، يقوم سكان القرية بتوزيع الحلوى على بعضهم البعض، فرحًا بالعيد وأجوائه الجميلة.

وتبقى وجبة الإفطار بعد صلاة العيد وتبادل التهاني من أهم ما يضفي جوًا من السعادة والألفة بين أفراد العائلة الواحدة التي تتحلق حول مائدة العيد.

كما وتُعدُّ "العيدية" من المظاهر المعروفة والمنتشرة بشكل كبير لدى الأتراك في الأناضول، حيث يقدم الآباء والأقارب العيدية للأبناء، كما ويتعلم الأطفال منذ الصغر هذه القيم الاجتماعية الدينية.

ورسميًا، لا تتقاعس السلطة المحلية المتمثلة بالبلدية عن تخصيص برامج مميزة بالعيد، وخاصة للأطفال، كإقامة المهرجانات ونشر الألعاب في الميادين، وكل ما يسعدهم ويفرحهم.

وكذلك يحرص الأطفال في العيد على قرع أبواب المنازل للحصول على السكاكر وتبادل التهاني مع الجيران.

روحي شيكر، رئيس المجلس المحلي في مدينة جنقرى، قال للأناضول لقد "أدركنا رمضان بفضل الله، ونريد أن يكون عيدنا الإسلامي فرحةً لأبناء بلدنا ووطننا وأمتنا الإسلامية، ونتمنى أن يعم السلام والهدوء في عالمنا الإسلامي".

وأوضح شيكر عقب صلاة العيد أن "الفعاليات عندنا تبدأ في آخر يوم من رمضان، إذ نذهب لزيارة أقاربنا المتوفين في مقبرة القرية، ونقوم بتجهيز الحلويات والطعام للعيد، وصباحًا نخرج لصلاة العيد ونتبادل التحيات والتبريكات، ونقوم بتقبيل أيادي كبار القرية".

وأوضح شيكر "نحرص على زيارة الأصدقاء والمرضى وكبار السن، ونستمر في ذلك طيلة أيام العيد الثلاثة".

ولفت إلى أن "أيام العيد تشهد أيضًا مصالحات بين المتخاصمين، في أمر يُفرح قلوبنا ويسعدنا جدًا".

ويبقى الأطفال هم الأكثر سعادة في مثل هذه المناسبات، وتبقى الحصة الأكبر من الفرحة لهم.

الطفل حكمت كوشك جومرا، قال "نحب في العيد تقبيل أيادي أقاربنا الكبار احترامًا لهم (...) ونحن نشعر بالسعادة في هذه الأيام الجميلة وخاصة حين نجمع السكاكر ونحصل على العيدية".

 

التعليقات