هل عمل فلين بتعليمات من ترامب وكوشنر؟

كوشنر طلب من فلين فحص ما إذا كان روسيا ستستخدم حق النقض في التصويت ضد المستوطنات في الأمم المتحدة وحاول أيضا ممارسة ضغوط على مندوبي أوروغواي وماليزيا في حين أجرى كوشنر اتصالات مع سفير بريطانيا في واشنطن

هل عمل فلين بتعليمات من ترامب وكوشنر؟

بعد أن أقر المستشار السابق للأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، مايكل فلين، مساء أمس الجمعة، بالكذب بشأن اتصالاته مع سفير روسيا في الولايات المتحدة، سيرجي كيسلياك، قالت شبكة "ABC" إنه سيدلي بشهادة مفادها أنه عمل بأمر من ترامب نفسه، في حين تحدث وسائل إعلامية أخرى أن صهر ومستشار الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، هو الذي طلب من فلين إجراء محادثات مع السفير الروسي.

وكان لين قد أقر بالكذب بشأن علاقاته مع السفير الروسي، ووافق على التعاون مع المحقق الخاص روبرت مولر، كما أقر بأنه أجرى اتصالات مع الروس بأمر من كبار المسؤولين في الطاقم الانتقالي لترامب، وبحسب "ABC" فإنه عمل بأمر من ترامب نفسه، كما قالت وسائل إعلامية أخرى أنه عمل بناء على طلب كوشنر.

يشار إلى أنه من المقرر أن توجه ضد فلين لائحة اتهام، اليوم السبت، بسبب الإدلاء بشهادة كاذبة في إطار التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، علما أن عقوبة الكذب على "FBI" قد تصل إلى 5 سنوات من السجن الفعلي.

تجدر الإشارة إلى أن فلين يخضع لتحقيقات مولر بشأن العلاقات بين حملة ترامب الرئاسية وبين روسيا. وقد أقر بالكذب بشأن مضمون المحادثات التي أجراها مع السفير الروسي، كيسلياك، في كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، قبل تنصيب ترامب رئيسا، ونفى أن يكون قد طلب من كيسلياك تجنب التصعيد بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا بسبب تدخلها في الانتخابات عام 2016.

كما كذب فلين بشأن محادثاته مع السفير بشأن التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قضية المستوطنات.

وبحسب وزارة العدل الأميركية فإن فلين أقام علاقات مع السفير الروسي من أجل فحص ما إذا كانت روسيا ستوافق على استخدام حق النقض (الفيتو) على مشروع قرار ضد المستوطنات، والذي جرى في الفترة الانتقالية بين إدارة باراك أوباما وبين إدارة ترامب.

وخلال المداولات في المحكمة الفدرالية بواشنطن، مساء الجمعة، قال المدعون إن مسؤولين كبار في طاقم ترامب الانتقالي كانوا على علم بالمحادثات التي أجراها المستشار فلين مع السفير الروسي، بل وطلبوا إجراء اتصالات مع دول قبل التصويت في الأمم المتحدة.

ونقلت شبكة "NBC" عن مصدرين، وصفا بأنهما مطلعان على تفاصيل التحقيقات، قولهما إن المسؤول الذي طلب من فلين إجراء محادثات مع كيسلياك بشأن التصويت في الأمم المتحدة هو كوشنر، صهر ترامب ومستشاره. وعززت مصادر أخرى هذا الادعاء في محادثات مع "واشنطن بوست".

وبحسب "رويترز"، فإن فلين حاول، قبل التصويت في الأمم المتحدة بساعة، ممارسة ضغوط مماثلة على مندوبي أوروغواي وماليزيا في الأمم المتحدة، بينما أجرى كوشنر اتصالات مع سفير بريطانيا لدى الولايات المتحدة.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن مولر كان يعلم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طلب من طاقم ترامب الانتقالي محاولة إقناع دول أخرى بدعم إسرائيل في الأمم المتحدة.

وتأتي اعترافات فلين لتعزز ما ذهبت إليه وسائل إعلامية أميركية، في الأسابيع الأخيرة، حول إمكانية سعيه للتوصل إلى صفقة مع النيابة. كما تحدثت تقارير مفادها أن طاقم الدفاع عنه قطع العلاقات مع طاقم ترامب، الأمر الذي من شأنه أن يشير إلى أن المحامين يحاولون تجنب تناقض المصالح في المفاوضات للتوصل إلى صفقة.

يشار إلى أن فلين هو أرفع مسؤول في محيط ترامب يتوقع أن تتخذ إجراءات قضائية ضده في التحقيقات الجارية بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016، والتي يقودها المحقق الخاص روبرت مولر. وفي الشهور السبعة الأخيرة، منذ بدء عمل مولر، قدم للمحاكمة مدير حملة ترامب، بول مانافورت، ومستشار في الحملة يدعى ريك غيتس، كما تم التوقيع على صفق ادعاء مع مستشار ترامب للسياسات الخارجية، جورج بابادوبولوس.

إلى ذلك، اعتبر البيت الأبيض، من جهته، أن اعترافات فلين تدينه وحده. وقال محامي البيت الأبيض، تاي كوب، في بيان يوم أمس الجمعة إنه "لا شيء بخصوص الاعتراف أو التهمة يدين أحدا غير السيد فلين".

التعليقات