الانسحاب الجزئي لروسيا من سورية وأثره على الانتخابات الرئاسية

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء، بدء الانسحاب الجزئي لقواتها المنتشرة منذ عامين في سورية، تنفيذا لما أعلنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، فيما قال البنتاغون إن الولايات الوتحدة "لم تلاحظ أي سحب كبير للقوات الروسية المقاتلة من سورية

الانسحاب الجزئي لروسيا من سورية وأثره على الانتخابات الرئاسية

(أ ف ب)

أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء، بدء الانسحاب الجزئي لقواتها المنتشرة منذ عامين في سورية، تنفيذا لما أعلنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، فيما قال البنتاغون إن الولايات الوتحدة "لم تلاحظ أي سحب كبير للقوات الروسية المقاتلة من سورية على الرغم من إعلان بوتين".

وغداة إعلان الرئيس الروسي عن سحب "قسم كبير" من القوات المنتشرة في سورية منذ أيلول/ سبتمبر 2015، في أعقاب "اتمامها لمهمتها بعد تدخلها لدعم الحكومة السورية"، نقل التلفزيون الروسي مشاهد وصول جنود إلى الأراضي الروسية تحت شمس القوقاز أو من وسط البلاد الأوروبي الذي تكسوه الثلوج.

وكان في استقبال الجنود العائدين، جمهور صغير كان يردد أناشيد وطنية، وأحيانا أخرى عدد من كبار ضباط الجيش لشكرهم.

في حين قال الميجر بمشاة البحرية الأميركية، أدريان رانكين جالاوي، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع، (البنتاجون) أنه "لم يحدث خفض كبير في القوات المقاتلة في أعقاب الإعلانات الروسية السابقة بخصوص عمليات انسحاب مزمعة من سورية".

وجاء في بيان للجيش الروسي "تمت إعادة كتيبة الشرطة العسكرية للإقليم العسكري الجنوبي (في روسيا) التي كانت منتشرة في سورية، بطائرتي نقل عسكري إلى مطار محج قلعة"، عاصمة داغستان. كما حطت طائرتا رادار من نوع إيه - 50 في منطقة إيفانوفو، شمال شرق موسكو.

وغادرت قاذفات من نوع تي يو-22 إم3 مطار أوسيتيا الشمالية في القوقاز الروسي، من حيث كانت تقلع لتنفيذ غارات في سورية، لتعود إلى منطقتي كالوغا (وسط) ومورمانسك (شمال).

"ثلثا القوة"

وكان بوتين، قد زار صباح أمس، الإثنين، سورية، قبل أن ينتقل في اليوم نفسه إلى مصر وتركيا. وهي الزيارة الأولى له إلى سورية منذ اندلاع النزاع في هذا البلد قبل ست سنوات، والذي خلف 340 ألف قتيل على الأقل وملايين النازحين والمهجرين.

وأعلن بوتين وهو يقف في مقابلةرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في قاعدة حميميم، سحب "قسم كبير" من القوات الروسية من سورية.

وشدد على أن "التهديد الإرهابي يبقى مرتفعا جدا في العالم. لكن مهمة التصدي للعصابات الإرهابية هنا في سورية، والتي كانت ضرورية مع استخدام كبير للقوات المسلحة، انجزت في الإجمال ببراعة".

ولم يحدد بوتين عدد الجنود المنسحبين أو الباقين. وحسب قائد القوات الروسية في سورية، الجنرال سيرغي سوريفيكين، ستغادر سورية قريبا 23 طائرة ومروحيتان إضافة إلى وحدات من القوات الخاصة وخبراء ألغام وأطباء مستشفى ميداني.

وقالت مصادر قريبة من الجيش الروسي لصحيفتي"آر بي كي" و"كومرسنت"، إن الانسحاب يشمل "ثلثي القوة والعتاد".

بيد أن الوجود العسكري الروسي سيبقى في مطار حميميم وقاعدة طرطوس البحرية وذلك للتمكن من "ضرب الإرهابيين بقوة لا مثيل لها (...) إذا تجرأوا على الظهور" مجددا، حسب ما صرح الثلاثاء ديميتري بيسكوف، المتحدث العسكري الروسي.

حرب سياسية

وكان تم نشر ما بين أربعة وخمسة آلاف عسكري روسي في سورية منذ عامين وقتل 40 منهم حسب أرقام رسمية.

وقلب التدخل الروسي المعطيات في سورية، حيث أتاح للنظام استعادة السيطرة على قسم كبير من الأراضي السورية من المسلحين الإسلاميين والمتطرفين والمعارضين.

وكان بوتين قد أمر بسحب جزء صغير من القوات الروسية في آذار/ مارس 2016.

وعلقت وزارة الدفاع الأميركية، الإثنين، على الإعلان الروسي الجديد مشككة فيه وقالت "إن تصريحات روسيا حول سحب قواتها لا تتطابق في الغالب مع تقليص حقيقي للقوات العسكرية".

وقال الخبير العسكري ألكسندر غولتس "من المهم لبوتين أن يظهر كمنتصر عسكري وقائد لقوة عالمية أمام المواطنين الروس الذين سيصوتون له خلال أشهر قليلة".

وأعلن بوتين الموجود في السلطة منذ 18 عاما (رئيس أو رئيس حكومة) الأسبوع الماضي، ترشحه للانتخابات الرئاسية في آذار/ مارس 2018، سعيا لولاية رابعة.

ويضيف الخبير العسكري "هذه الحرب بدأت لأسباب سياسية (..) ولأن الأمر يتعلق بحرب سياسية، فقد انتهت بقرار سياسي من السلطات الروسية".

 

التعليقات