بسبب فوز ترامب: الأميركيات يُقبِلنَ على خوض المعترك السياسي

شجّع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، العديد من النساء إلى خوض غمار المعترك السياسي، حيث تشهد الساحة السياسية الأميركية إقبالا منقطع النظير من نساء طامحات إلى تغيير المعادلة وإنهاء سنوات من ضعف تمثيل المرأة.

بسبب فوز ترامب: الأميركيات يُقبِلنَ على خوض المعترك السياسي

أرشيفية (أ.ف.ب)

شجّع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، العديد من النساء إلى خوض غمار المعترك السياسي، حيث تشهد الساحة السياسية الأميركية إقبالا منقطع النظير من نساء طامحات إلى تغيير المعادلة وإنهاء سنوات من ضعف تمثيل المرأة.

وأعربت العديد من النساء، عن عزمهن بالتّرشّح لمناصب انتخابية مختلفة، ولقد شجعهن على ذلك انتخاب دونالد ترامب رئيسا، فأتين من مختلف المهن، من الجيش وقطاع التكنولوجيا وحتى الأدب.

وتقول مديرة معهد "حملة المرأة" في جامعة يال، المختص في إعداد النساء المرشحات لمناصب انتخابية، باتي روسو: "أنا أعمل هنا منذ ثلاثين عاما ولم أر مثل هذا من قبل. هذا يسر القلب".

ويقول مركز "النساء والسياسة" في جامعة روتغرز في نيوجرسي، إنه يتوقع أن تترشح 437 امرأة لمقعد في مجلس النواب و51 في مجلس الشيوخ، أي أكثر بمرتين من انتخابات 2016.

ومعظم هؤلاء النساء من الحزب الديموقراطي وهالهن فوز رجل ليست لديه أي خبرة في السياسة ويتهمه العديد من النساء بالتحرش، ولا يزلن غير قادرات إلى اليوم على تصديق كيف خسرت هيلاري كلينتون أمامه في حين يفترض أنها من أكثر المرشحات كفاءة لشغل المنصب في التاريخ الأميركي.

ويحرك الكثير منهن كذلك الشعور بأن حقوق النساء مهددة أو إعادة النظر بقانون التغطية الصحية للجميع، وحماية البيئة أو موضوع حمل الأسلحة النارية.

وتساهم عناصر عديدة في دفع النساء إلى الساحة السياسية، منذ المسيرة النسائية الكبرى التي نظمت غداة تنصيب ترامب، إلى حركة "أنا أيضا" المناهضة للتحرش الجنسي التي أسقطت عددا من أصحاب المناصب العليا.

ودلالة على الإقبال الواسع، أن منظمة "لائحة إيميلي" المؤيدة للإجهاض والتي تناضل من أجل انتخاب نساء ديموقراطيات، اضطرت إلى زيادة عدد العاملين فيها وتوسيع مقرها بعد أن اتصلت بها نحو ثلاثين ألف امرأة أبدين اهتماما بالترشح ابتداء من تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.

هؤلاء النساء هم أكثر شبابا من مناضلات الجيل السابق حين كانت المرشحات عموما في الأربعين من العمر، أما اليوم فإن متوسط العمر هو مقتبل الثلاثينات.

ليندسي براون هي واحدة من هؤلاء النساء، وهي مطورة مواقع على الإنترنت في التاسعة والعشرين من عمرها، مدافعة عن حقوق النساء وتنتمي إلى الحزب الجمهوري وتأمل في أن تحل محل النائب المخضرم عن نيوجرسي ليونارد لانس.

تقول ليندسي "لقد صُدمت أمي عندما أخبرتها بالأمر، لكنها اليوم متحمسة وفخورة بي"، لكن المعركة تبدو صعبة أمامها فهي لا يمكنها اليوم الاعتماد سوى على مجموعة من المتطوعين و3300 دولار من التبرعات ولم تتمكن من جمع سوى عشرين من 200 توقيع عليها أن تحصل عليها بحلول نيسان/ إبريل لتسجل ترشيحها في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية.

وفي دائرة مجاورة، جمعت المرشحة الديموقراطية ميكي شيريل الطيارة السابقة في البحرية 42 ألف دولار خلال شهر عبر الإنترنت.

لكن ليندسي براون تنظر إلى الأمور بعقلانية فهي تقول إنها في حال فوزها بالرهان ستدخل التاريخ بصفتها أصغر نائبة في الكونغرس، وإلا فستحاول ثانية.

ولم تشهد الولايات المتحدة مثل هذا العدد من النساء المرشحات لمنصب حاكم ولاية إذ يتوقع أن تترشح قرابة ثمانين امرأة لمثل هذا المنصب هذه السنة ليحطمن رقم 34 القياسي المسجل في 1994.

وتشغل اليوم ست نساء فقط مناصب حكام الولايات الخمسين.

وفي ولاية جورجيا بشكل خاص، تأمل ستايسي إبرامز، وهي سيدة أعمال ومحامية ومؤلفة ثماني روايات مشوقة، تحطيم السقف الزجاجي لكي تصبح أول حاكمة ولاية سوداء، وليست كل المنخرطات حديثا في العمل السياسي مرشحات. لقد كانت الناخبات السوداوات أساسيات في فوز الديمقراطيين في ألاباما وفيرجينيا السنة الماضية.

وتنشط النساء غير المرشحات في جمع التبرعات للمرشحين. وتقول كارين فان در دونك العارضة السابقة من نيويورك: "ليس لنا حديث سوى هذا الموضوع، كيف ننجح في جمع كل دولار ممكن".

يُذكر أن النساء لا يشغلن اليوم، سوى 20% من مقاعد الكونغرس ويتوقع أن يشاركن بقوة في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر التي يأمل الديمقراطيون أن يفوزوا من خلالها بالأغلبية البرلمانية وأن يُنزلوا هزيمة مؤلمة بترامب والجمهوريين.

 

التعليقات