الأقمار الصناعية ترصد مغادرة السفن الروسية لقاعدة طرطوس

رصدت صور التقطت مساء اليوم، الأربعاء، بواسطة الأقمار الصناعية، مغادرة جميع سفن العسكرية الروسية الراسية في القاعدة البحرية في ميناء مدينة طرطوس، وانتشارها على طول السواحل السورية، ما يشي بجدية التعامل الروسي مع التهديدات الدولية بعملية عسكرية أميركية.

الأقمار الصناعية ترصد مغادرة السفن الروسية لقاعدة طرطوس

رصدت صور التقطت مساء اليوم، الأربعاء، بواسطة الأقمار الصناعية، مغادرة جميع سفن العسكرية الروسية الراسية في القاعدة البحرية في ميناء مدينة طرطوس، وانتشارها على طول السواحل السورية، ما يشي بجدية التعامل الروسي مع التهديدات الدولية بعملية عسكرية أميركية، ردًا على الهجوم الكيماوي على مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية.

ولم تقتصر التحركات العسكرية الروسية على السفن الحربية، إذ شملت تغيرات في انتشار الدفاعات الجوية وتوجه أسراب الطائرات الحربية إلى قواعد بعيدة، بالإضافة إلى تكثّيف نظام الدفاع الجوي حول دمشق، وإخلاء مطارات رئيسية وقواعد جوية عسكرية، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها اليوم ImageSat International، تحسبا لضربات أميركية محتملة.

وتواتر أنباء غير مؤكدة وردت عن وكالات أنباء عديدة إجلاء عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طهران تحسبًا من قصف يستهدف القصر الجمهوري السوري.

وقال الجيش الروسي، اليوم، إنه يراقب تحركات القوات البحرية الأميركية في الخليج. وأي ضربة أميركية ستشارك فيها البحرية على الأرجح، نظرا للخطر الذي تمثله أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية على الطائرات. وتوجد في البحر المتوسط المدمرة دونالد كوك، التابعة للبحرية الأميركية، والمسلحة بصواريخ موجهة.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، "أخلت قوات النظام، منذ مساء أمس، الثلاثاء، مطاراتها العسكرية مثل التيفور (في وسط البلاد) والسين والضمير (في ريف دمشق)، فضلا عن قواعد قيادات الفرق العسكرية مثل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في محيط دمشق".

وتابع أن عناصر حراسة بقوا في هذه المراكز، مضيف أن "الطائرات الحربية غادرت ونقل بعضها إلى قاعدة حميميم الروسية في غرب البلاد". فيما لم يورد جيش النظام السوري أي معلومات بهذا الخصوص.

من جانب آخر أكد مصدر من القوات الحليفة للنظام السوري، أمس، أن "هناك تدابير احترازية اتخذها الجيش السوري بشكل خاص خصوصًا في المطارات والقواعد العسكرية"، مشيرا إلى أنه "عادة يبلغ الأميركيون الروس في وقت سابق" بالغارات.

وتأتي التطورات الأخيرة بعد مرور عام على ضربة أميركية، استهدفت قاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سورية، ردا على هجوم كيميائي اتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه وأودى بالعشرات في بلدة "خان شيخون" شمال غرب البلاد.

وحذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، روسيا من إجراء عسكري وشيك في سورية ردا على الهجوم الكيماوي في دوما، قائلا إن الصواريخ "قادمة"، وهاجم موسكو لدعمها الأسد.

وكان ترامب يرد على تحذير روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، يوم أمس الثلاثاء، من أن أي صواريخ أميركية تطلق على سورية

وأثارت تصريحاته مخاوف من نشوب صراع مباشر بشأن سورية للمرة الأولى بين القوتين العظميين اللتين تدعمان أطرافا متناحرة في الحرب السورية.

وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر": "روسيا تتعهد بإسقاط أي صاروخ يطلق على سوريا. استعدي يا روسيا لأن الصواريخ قادمة.. لطيفة وجديدة وذكية!".

وأضاف ترامب في إشارة إلى تحالف روسيا مع الأسد: "لا يجب أن تكونوا شركاء لحيوان القتل بالغاز الذي يقتل شعبه ويستمتع بذلك".

وردا على ذلك، قالت وزارة الخارجية الروسية على "فيسبوك" إن "الصواريخ الذكية يجب أن توجه للإرهابيين وليس الحكومة الشرعية".

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن الضربة الصاروخية الأميركية المحتملة، ربما تكون محاولة لتدمير أدلة بشأن الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما السورية.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن عشرات من سكان دوما قتلوا في الهجوم وأصيب مئات آخرون.

وبعد تغريدة ترامب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات موالية للحكومة تقوم بإخلاء المطارات والقواعد العسكرية الجوية الرئيسية.

التعليقات