أميركا: فصل العائلات "غير مقبول" وانشقاقٌ بصفوف الجمهوريين

حثّ المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، واشنطن، اليوم الإثنين، على التوقف عن فصل أطفالِ المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأميركية واصفا السياسة بأنها "غير مقبولة".

أميركا: فصل العائلات

(أ ب)

حثّ المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، زيد رعد الحسين، واشنطن، اليوم الإثنين، على التوقف عن فصل أطفالِ المهاجرين عن أهاليهم عند الحدود الأميركية واصفا السياسة بأنها "غير مقبولة".

وقال في بيان، لدى افتتاح جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: "سعيُ أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب بإيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول".

وأثارت سياسة "عدم التساهل" في ما يتعلق بأمن الحدود التي طبقتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غضبا دوليا.

وارتفع عدد عمليات الفصل هذه منذ أيار/ مايو عندما أعلن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، أنه سيتم توقيف جميع المهاجرين الذين يعبرون الحدود الأميركية مع المكسيك بشكل غير شرعي، بغض النظر عما إذا كان البالغون من طالبي اللجوء.

وبما أنه لا يمكن إرسال الأطفال إلى المنشآت حيث يتم احتجاز أهاليهم، فبالتالي يتم فصلهم.

ونقل زيد عن الرابطة الأميركية لطب الأطفال وصفها الممارسة بأنها "انتهاك للأطفال برعاية حكومية" ما قد يتسبب بـ"أذى لا يمكن تداركه" ويحمل "عواقب مدى الحياة".

وقال: "أدعو الولايات المتحدة إلى التوقف الفوري عن ممارسة الفصل القسري لهؤلاء الأطفال" داعيا واشنطن إلى المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل. ويُذكر أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لم تصادق على الاتفاقية.

وأكد زيد أن المصادقة عليها "ستضمن أن تكون الحقوق الأساسية لجميع الأطفال، بغض النظر عن وضعهم الإداري في قلب جميع القوانين والسياسات الداخلية".

وكانت كلمة زيد مع انطلاق الجلسة الـ38 لمجلس حقوق الإنسان هي الأخيرة له أمام الهيئة قبل مغادرته في أواخر آب/ أغسطس.

وانطلقت الجلسة وسط انتقادات أميركية متزايدة للمجلس الذي أفادت مصادر دبلوماسية أن واشنطن قد تنسحب منه.

سياسة فصل العائلات تُحدث انشقاقا في صفوف الجمهوريين

وتسببت السياسة الأميركية في فصل الأطفال عن والديهم، في انقسام الجمهوريين وحلفائهم، في الوقت الذي يكثف فيه الديمقراطيون من ضغوطهم.

ووصفت السيدة الأولى السابقة، لورا بوش، سياسة الفصل هذه بأنها "قاسية" و "غير أخلاقية" بينما أعربت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري سوزان كولينز عن قلقها إزاء ذلك، وقال مستشار سابق للرئيس دونالد ترامب إنه يعتقد أن القضية ستضر بنسبة تأييد الرئيس في مرحلة ما. كما تسبب في احتجاج الجماعات الدينية، بما في ذلك بعض المحافظين.

يأتي هذا الضغط في وقت يحاول فيه مسؤولو البيت الأبيض النأي بأنفسهم عن هذه السياسة. ويُلقي ترامب باللائمة في هذا المأزق على الديمقراطيين.

ووضعت الإدارة هذه السياسة حيّز التنفيذ ويُتوقع أن توقفها بسهولة بعد أن أدت إلى ارتفاع حاد في حالات الأسَر المنفصلة.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية الأميركية، قد أفاد قبل يومين بأن السلطات؛ فصلت حوالي ألفي قاصر عن 1940 بالغا اعتقلتهم دورياتُ حرس الحدود الأميركية، استعدادا لمقاضاتهم بسبب عبورهم إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية. وأصر مسؤول في وزارة الداخلية الأميركية على أن بلاده تُطبق القانون وعلى أن الأطفال يلاقون معاملة لائقة، وذلك ردا على الانتقادات بشأن اعتقال القصر.

وفُصل نحو ألفي قاصر عن أهاليهم أو الأوصياء عليهم الذين عبروا إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية في الأسابيع الستة الأخيرة بحسب أرقام أعلنها مسؤولون الجمعة هي أعلى حصيلة إجمالية تصدر في 2018 حول فصل العائلات.

وبين 19 نيسان/أبريل و31 أيار/مايو تم فصلُ 1995 طفلا عن 1940 بالغا اعتقلتهم دوريات حرس الحدود استعدادا لمقاضاتهم بسبب عبورهم الحدود بطريقة غير شرعية، بحسب ما أعلن متحدثٌ باسم وزارة الداخلية خلال اتصال مع مراسلين.

ويبدو أن أرقام المعتقلين ارتفعت منذ إعلان إدارة ترامب في وقت سابق من العام الجاري "سياسة عدم التهاون" حيال عبور الحدود بطريقة غير شرعية.

وعلى الرغم من تنديد دولي باعتقال الأطفال، أصر مسؤول وزارة الداخلية على أن هؤلاء القصر يلقون معاملة لائقة، قائلا: "معايير اعتقال الاطفال لدينا هي من الأعلى في العالم".

ويقول ترامب إنه يكره فكرة فصل الأولاد عن أهاليهم الذين يحاولون دخول البلاد، إلا أن الإدارة أقرت بأن حملة القمع التي تطال العائلات يمكن أن تشكل رادعا.

وقال مسؤول الداخلية "حاليا علينا الاختيار بين فرض القانون أو تجاهله"، مضيفا أن "قرار هذه الإدارة واضح بأننا لن نتجاهل القانون بعد الآن".

وأوضح المسؤول أن الأهالي الموقوفين هم بانتظار حكم أو محاكمة بسبب عبور الحدود، وأن المحاكمة قد تستغرق أسابيع عدة.

 

التعليقات