تأكد صيني أوروبي على مواصلة العمل بالاتفاق النووي مع ايران

أكدت بريطانيا والصين، الأربعاء، مواصلة التزامهما بدعم الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا عام 2015، فيما حذرت روسيا من أن "انسحاب الولايات المتحدة"، وشددت فرنسا على ضرورة تحرك دولي

تأكد صيني أوروبي على مواصلة العمل بالاتفاق النووي مع ايران

(أ ب)

أكدت بريطانيا والصين، الأربعاء، مواصلة التزامهما بدعم الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا عام 2015، فيما حذرت روسيا من أن "انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق، يهدد نظام منع الانتشار النووي في العالم"، في إشارة إلى معاهدة منع الانتشار النووي.

من جانبه شدد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل ضمان استقرار المنطقة، وعدم امتلاك إيران للسلاح النووي، مشددا على ضرورة عدم الاكتفاء بسياسة العقوبات.

وأكدت إيران "مواصلة العمل مع باقي المشاركين" في الاتفاق النووي، وبقية المجتمع الدولي، لـ "إحباط خروج الولايات المتحدة منه".

جاء ذلك بجلسة لمجلس الأمن في نيويورك برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول صون السلم والأمن الدوليين، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وفي 8 أيار/ مايو الماضي، أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق الذي يقيد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية. وقرر ترامب إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها.

ماي: ملتزمون بالاتفاق الموقع مع إيران

وقالت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، في إفادتها خلال جلسة اليوم، "لا يوجد تهديد أكبر من أسلحة الدمار الشامل، ونحن نتطلع إلى حماية المكاسب التي تحققت في السنوات الماضية بشأن منع انتشارها".

وأردفت قائلة "إن معاهدة منع الانتشار النووي تعد تطورا مهما، ومن أجل دعمها علينا التحلي بالقيادة، ونحن ملتزمون بالاتفاق الموقع مع إيران، ونعتقد أنه يتعين على طهران ضمان بنود الاتفاق بشكل كامل".

وحذرت رئيسة الوزراء البريطانية في إفادتها النظام السوري وقالت، "إن الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية في سورية دون اكتراث، ونحن سنرد في حالة قيامه باستخدام تلك الأسلحة مجددا".

الصين: ما من اتفاق دولي مثالي... الاتفاق مع إيران ناحج

بدوره، دعا وزير خارجية الصين "وانغ يي" مجلس الأمن الدولي إلى "تأدية مهامه بشكل عادل ومنصف واحترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة". وقال في إفادته خلال الجلسة "على جميع الأعضاء في هذا المجلس أن يدركوا حجم مسؤولياتهم إزاء صون السلم والأمن الدوليين، وعلينا أن نتخذ تدابير من أجل تطبيق معاهدة منع الانتشار النووي بشكل متوازن".

وفيما يتعلق بالاتفاق الإيراني قال وزير خارجية الصين، "لقد جاء الاتفاق مع إيران نتيجة جهود متعددة الأطراف، وما من اتفاق دولي مثالي، لكن ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية يؤكد أن هذا الاتفاق كان اتفاقا ناجحا".

وشدد وزير الخارجية الصيني في إفادته على "حق كل دولة في عقد اتفاقات تجارية واقتصادية مع إيران"، وفيما يتعلق بالاتهامات التي أطلقها الرئيس الأميركي في بداية الجلسة بشأن تدخل الصين في انتخابات الكونغرس الأميركي المزمع عقدها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قال "وانغ يي": "نحن نرفض أي اتهامات لا أساس لها. إن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول".

إيران: سنعمل لإحباط خروج واشنطن

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، "نحن واثقون بأن الولايات المتحدة ستواجه مزيدا من العزلة، والتي للأسف تستحقها، وعلينا أن نحبط خروجها من خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)".

وأردف: "سنواصل العمل مع باقي المشاركين في خطة العمل المشتركة الدولية وبقية المجتمع الدولي لإحباط خروج الولايات المتحدة منه".

ماكرون: يتعين عدم الاكتفاء بالعقوبات على إيران

فيما لفت ماكرون إلى أن الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، شكل اتحادا داخل مجلس الأمن، مبينا أن "كافة الدول هنا هدفها منع إيران من امتلاك سلاح نووي".

واعتبر ماكرون أن الاتفاق النووي مع إيران غير كاف، ولكنه خطوة هامة. وأشار الرئيس الفرنسي إلى ضرورة تحديد إستراتيجية من أجل إيجاد حل طويل الأمد "للمشكلة الإيرانية"، وعدم حصر المشكلة بسياسة العقوبات.

وأضاف أنه "يجب تحرك المجتمع الدولي من أجل ضمان استقرار المنطقة، وعدم امتلاك إيران للسلاح النووي".

روسيا: انسحاب واشنطن من الاتفاق يهدد نظام منع الانتشار النووي

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في إفادته خلال الجلسة، أن "إيران لا تزال تحترم بنود الاتفاق، ولا تزال تفي بالتزاماتها الدولية".

وأردف قائلا: "انسحاب الولايات المتحدة يهدد نظام منع الانتشار، ويجب احترام الاتفاق، وإلا فسنصطدم باحتدام التوتر في مجمل منطقة الشرق الأوسط".

وحذر من أن "المساس بالاتفاق سيؤدي إلى عكس ما هدف إليه نظام منع الانتشار النووي".

وشدد وزير الخارجية على ضرورة "تعزيز نظام منع الانتشار النووي، ومواصلة الحوار الروسي الأميركي في هذا الصدد، لأننا إزاء تعاون لا مفر منه، ونحن ندعو لاستمراره كما أننا منفتحون على القوى النووية ألأخرى".

 

التعليقات