"7 من فريق تصفية خاشقجي من حرس بن سلمان الخاص"

*موقع "ميدل إيست آي": 7 من بين 15 مشتبهًا به بالاشتراك في قتل وتقطيع خاشقجي، من طاقم الحرس الشخصي الذي يعمل لدى الأمير بن سلمان *ترامب ظهور الحقيقة بشأن خاشقجي بحلول نهاية الأسبوع *العقوبات الأميركية مرتبطة بالتورط العائلة الحاكمة المباشر

تفتيش مقر إقامة القنصل السعودي (أ ب)

في الوقت التي تتكشف فيه تفاصيل قضية مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي أكثر فأكثر، وتنحسر دائرة المشتبهين بقتله، وفقًا للتسريبات الصحافية التي تستقي معلوماتها بالنقل عن مسؤولين أتراك وآخرين في الاستخبارات الأميركية مطلعين على مجريات التحقيق، على الدائرة الضيقة المحيطة بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن 7 من بين 15 مشتبهًا به بالاشتراك في قتل وتقطيع جسد خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، هم من طاقم الحرس الشخصي الذي يعمل لدى الأمير بن سلمان، في حين أوضح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الحقيقة ستنكشف بحلول نهاية الأسبوع الجاري.

رغم كل ذلك، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صرّح اليوم الأربعاء، أنه لا يريد الابتعاد عن السعودية رغم المخاوف القائمة المتعلقة باختفاء خاشقجي، وعبر مجددا عن أمله في ألا يكون أفراد من العائلة الحاكمة في السعودية ضالعين في اختفائه.

وقال ترامب في مقابلة على قناة "فوكس بيزنس نتورك"، ردا على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبتعد عن حليفتها في منطقة الخليج، قائلا "لا أريد ذلك"، وشدد على أن بلاده بحاجة للسعودية في حربها ضدّ الإرهاب. وأكد ترامب أنه "يتوقّع ظهور الحقيقة بشأن خاشقجي بحلول نهاية الأسبوع".

العقوبات الأميركية مرتبطة بتورط العائلة الحاكمة

وأشار الرئيس الأميركي أنه فقط في حال تورط القيادة العليا للعائلة السعودية المالكة فسيجد من الضروري تطبيق أي نوع من العقوبات ضد السعودية، بحسب ما نقل موقع "يو إس اي توداي" المحلي.

وقال ترامب: "آمل ألا يكون الملك وولي العهد السعوديين على علم بما حصل. هذه واقعة كبيرة في عيني".

كما شدد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى السعودية. مشيرا أنها تحتاجها في عدة جوانب منها الحرب ضد الإرهاب، ومسألة إيران، بحسب ما ذكرت شبكة "بي بي سي" الأميركية.

وأكد مجددا أنه لا يريد إلغاء صفقة الأسلحة التي أبرمها مع السعودية العام الماضي، رغم مطالبة العديد من أعضاء الكونغرس بذلك. واصفا إياها بأنها "صفقة كبيرة".

وقال إن تلك الصفقة التي تبلغ قيمتها 115 مليار دولار، ستوفر 500 ألف فرصة عمل، على حد زعمه.

فريق التصفية مقرب من بن سلمان

فيما أفاد مصدر من مكتب المدعي العام التركي في إسطنبول، إن المشتبه بهم ذهبوا لتناول العشاء في مقر إقامة القنصل العام السعودي، بعد أن قتلوا وقطعوا جسد خاشقجي داخل القنصلية.

وأشار "ميدل إيست آي" أن معظم المشتبهين بقتل خاشقجي هم ضباط رفيعو المستوى والذين رافقوا بن سلمان في زيارات دبلوماسية إلى بريطانيا وفرنسا في وقت سابق من هذا العام.

وحصل الموقع على وثائق من وزارة الداخلية السعودية تشمل تفاصيل حول المناصب الرسمية للمشتبه بهم، مثل تاريخ ميلادهم وأرقام جوازات سفرهم بالإضافة إلى أرقام هواتفهم الشخصية والزيارة الرسمية التي رافقوا ولي العهد السعودي خلالها وكانوا ضمن حاشيته الشخصية.

وأكد الموقع أن معظم الضباط الذين حصلوا على بياناتهم هم أعضاء في طاقم الحرس الشخصي التابع لبن سلمان، فيما أوضح الموقد أنه لن ينشر هذه الوثائق حماية للمصدر الذي نقل عنه.

وأشار الموقع إلى أن المعلومات التي تؤكد أن هؤلاء المشتبهين السبعة يتبعون فريق الحراسة الخاص بولي العهد السعودي، وأنهم سافروا معه ومقرّبون منه سيعقّد الجهود التي تبذلها السعودية في محاولة لإبعاد بن سلمان عن الشبهات.

وأفاد الموقع بأن ثلاثة من بين المشتبهين، على أقل تقدير، رافقوا بن سلمان في زيارته للملكة المتحدة في شهر آذار/ مارس الماضي، هم الرقيب الأول ذعار بن غالب بن ذعار، النقيب وليد بن عبدالله الشهري، وعبد العزيز محمد موسى الهوساوي.

وأكد أن اثنين من المشتبه بهم على الأقل رافقا ولي العهد السعودي إلى فرنسا في نيسان/ أبريل الماضي. وهم اللواء ناصر عبد العزيز محمد المطرب، والعقيد بدر لافي محمد العتيبي.

وأشار "ميدل إيست آي" إلى أن الموقع حاول الاتصال بأرقام هواتف المشتبهين السبعة بإضافة رموز الاتصال الخاصة بالسعودية، واكتشفت أن تم فصل معظم الأرقام وإخراجها عن الخدمة، وأوضحت أن أحد الأرقام رن دون إجابة. ورد رجل على رقم آخر وقال إنه ليس الشخص المذكور في الوثيقة التي حصل عليها الموقع.

وأكد الموقع أن المشتبه بهم وصلوا إلى مطار "أتاتورك" على متن طائرة ضمن الرحلات الجوية التجارية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 2 تشيرين الأول/ أكتوبر ، بينما وصل آخرون على متن طائرة خاصة من الرياض في وقت لاحق من صباح اليوم ذاته. وهبطت طائرة خاصة ثانية في إسطنبول بعد ظهر ذلك اليوم.

وكانت، "نيويورك تايمز" قد تطرقت إلى ذلك في افتتاحيتها أمس، وألمحت إلى تورط ولي العهد السعودي مباشرة في مقتل خاشقجي، ولفتت إلى أن الرياض ستحمي بن سلمان بإلقاء مسؤولية الجريمة على مسؤول بالمخابرات السعودية.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن شخص مطلع على الخطط السعودية، قوله إن ولي العهد وافق على استجواب خاشقجي أو خطفه. وقالت الصحيفة إن الحكومة السعودية ستسعى لحماية الأمير بن سلمان، وذلك بإلقاء اللوم على مسؤول مخابرات، فيما يتعلق بما زعمت أنه "عملية تحقيق خاطئة".

مسؤولون أمنيون مقربون من بن سلمان... دخلوا وغادروا سريعًا

وكشف الموقع أن المشتبه بهم قاموا باستلام غرف إقامتهم في فندقين قريبين من القنصلية السعودية في إسطنبول، غير أنهم غادروا البلاد في غضون ساعات من وصولهم. وغادر 13 من المشتبه بهم الـ15 إسطنبول على متن طائرتين خاصتين مساء الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر، بينما غادر اثنان آخران، على متن الرحلات الجوية التجارية في الساعات الأولى من اليوم التالي.

وفي أعقاب نشر الإعلام التركي قائمة بأسماء المشتبه بهم الـ15، وكشف تقارير صحافية دولية إلى أنهم عناصر ارتباطهم بالأجهزة الأمنية السعودية، قالت السلطات السعودية إنهم سائحون.

فيما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن السعودية كانت على استعداد للاعتراف بأن خاشقجي توفي خلال "استجواب فاشل"، وكانت هناك محاولة لاختطافه.

وقال الموقع، نقلا عن مصادر تركية إن المطرب هو صاحب الرتبة الأعلى من بين كل المشتبهين وهو مهندس طيران وحرس مرافق لبن سلمان، بحسب وثائق وزارة الداخلية، حيث يعتبره المحققون منسّق العملية، وقالت المصادر إن المطرب هو الذي استأجر الطائرتان، وسافر واستخدم في سفره جوازًا دبلوماسيًا.

وحددت "نيويورك تايمز" هوية المطرب الذي تم تعيينه في السفارة السعودية في لندن، استنادًا على قائمة دبلوماسية لمكتب شؤون الخارجية البريطانية يعود تاريخها إلى عام 2007؛ وتعقبت الصحيفة صور المطرب، وتم رصده واقفًا بجوار ولي العهد خلال زيارات إلى إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. فيما أشارت الوثائق إلى أن العتيبي هو مهندس اتصالات.

وأوضح الموقع أنه لم يتم التعرف على اثنين من الأسماء التي وردت في قائمة فريق التصفية السعودي، فيما قالت إن اثنين منهم من ذوي المراتب الرفيعة في الدولة، وهما الرائد نايف حسن سعد العريفي والعقيد منصور عثمان أبو حسين، وتم وصفهما على أنهما من وحدات الدعم لبن سلمان.

وأكد الموقع أن الرجل الثامن الذي تم التعرف عليه من خلال التسجيلات الصوتية التي وصلت إلى الموقع، هو صلاح محمد الطبيقي والذي عمل على تقطيع أوصال خاشقجي وجرّه وهو لا زال حيّا.

وشغر الطبيقي منصبين رفيعين، أحدهما رئيس قسم الأدلة الجنائية في الأمن العام السعودي، والمنصب الثاني هو رئيس المجلس العلمي للطب الشرعي في الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

ومن المرجح أن تثير الاكتشافات الأخيرة حول صلة بن سلمان القوية بـ7 من الـ15 مشتبها به، مزيدًا من الشكوك حول علاقة ولي العهد المباشرة بقضية خاشقجي، وما إذا كان قد أعطى الضوء الأخضر وصادق على عملية ضمت شخصيات رفيعة المستوى من دائرته الأمنية الضيقة.

رسميا، يسيطر الأمير بن سلمان، الذي يشغر منصب وزير الدفاع، على الأجهزة الأمنية الرئيسية الثلاث في السعودية، وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية.

فريق التحقيق التركي يواصل أعماله بمقر إقامة القنصل السعودي

إلى ذلك وتتواصل داخل مقر إقامة القنصل السعودي في مدينة إسطنبول، أعمال فريق التحقيق التركي المشارك في مجموعة العمل المشتركة التي تشكل بخصوص "اختفاء" خاشقجي بعد دخول قنصلية بلاده قبل أسبوعين.

وحضر فريق التحقيق التركي لساعة 16:40 عصر اليوم بالتوقيت المحلي، على متن أربع سيارات تحمل لوحات مدنية، يواصل منذ أكثر من ساعتين أعماله داخل مقر إقامة القنصل السعودي محمد العتيبي الذي غادر أمس تركيا متوجها إلى بلاده.

ورصدت كاميرات الإعلام التركي تحركات عناصر البحث الجنائي ضمن الفريق التركي، وهي تجري فحوصات في سطح المقر.

تفتيش مقر إقامة القنصل السعودي (أ ب)

واستعان فريق التحقيق التركي بطائرة "درون" من أجل التقاط صور المقر ومحيطه من الجو. ويتقدم الوفد التركي نائب عام جمهوري ونائب مدعي عام إسطنبول، وعدد من خبراء مديرية مكافحة الإرهاب.

وفي وقت سابق اليوم، وصل مقر إقامة القنصل السعودي في إسطنبول، مسؤولون سعوديون ضمن فريق التحقيق المشترك. ومع دخول الفريق التركي باشرت مجموعة العمل المشتركة أعمال الفحص والتفتيش.

وعلى صعيد متصل اتخذت الشرطة التركية تدابير أمنية مشددة في محيط مقر إقامة القنصل السعودي.

واختفت آثار الصحفي السعودي خاشقجي في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.

وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقجي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب إردوغان، المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وزعمت أن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" يوم حادثة خاشقجي.

ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.

فيما أصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء، بيانا طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسؤولين أتراك أبلغوا نظرائهم الأميركيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.

 

التعليقات