كيف يستقبل بن سلمان في قمة العشرين؟

بن سلمان يصل الأرجنتين لحضور اجتماعات قمة مجموعة العشرين، وسقط تخمينات متفاوتة بشأن ردود الفعل المحتملة للزعماء المشاركين في القمة، بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع الشهر الفائت

كيف يستقبل بن سلمان في قمة العشرين؟

(أ ب)

وصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اليوم الأربعاء، الأرجنتين لحضور اجتماعات قمة مجموعة العشرين، وسط تخمينات متفاوتة بشأن ردود الفعل المحتملة للزعماء المشاركين في القمة، بسبب قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، مطلع الشهر الفائت.

ووفق قناة "العربية" السعودية، فقد وصل بن سلمان الأرجنتين لحضور اجتماعات القمة التي تنطلق في العاصمة بوينس آيرس يومي الجمعة والسبت.

وتثير زيارة بن سلمان للأرجنتين الكثير من الانتقادات والجدل من قبل منظمات المجتمع المدني الدولية التي تسعى إلى إلقاء القبض عليه ومحاكمته بتهم "ارتكاب جرائم حرب"، في اليمن ومسؤولية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. لكن الأشد وقعا سيكون بلا شك استقبالا بارد في القمة من قادة الدول الديمقراطية خشية تعرضهم لانتقادات داخلية.

وفي ظل الاتهامات التي تشير أن بن سلمان هو الذي أصدر تعليمات بقتل خاشقجي، فإنه من المحتمل أن يكون هناك عدد من القادة الذين يرفضون مصافحته أو التقاط الصور معه.

كما أن توصل المخابرات المركزية الأميركية إلى نتيجة أن بن سلمان هو الذي أمر بتنفيذ جريمة القتل، فإن من شأن ذلك يزيد من فرص حصول ردود فعل.

ويقول الباحث إتش إيه هيلر من مؤسسة "المجلس الأطلسي" و"المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في لندن، إن "السؤال يكمن في مَن مِن زعماء العالم سيرحب بالظهور إلى جانبه في العلن؟". ويضيف "أعتقد أن ظهوره سيكون مدروسا إلى حد كبير لتجنب أي إحراج".

ويواجه بن سلمان احتمال تجاهله من جانب عدد من قادة الدول خلال أعمال قمة مجموعة العشرين التي تستمر يومين، وفقا للأستاذة في جامعة واترلو الكندية بسمة المومني. وترى المومني أنه "قد لا يكون ممكنا تجنب الصور الجماعية، لكن القادة الليبراليين الديمقراطيين مثل قادة ألمانيا وكندا لن يرغبوا بالظهور وهم يصافحونه".

ورغم أنه من المتوقع أن يحاول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الوقوف إلى جانب بن سلمان، انطلاقا من المصالح الأميركية، إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، المشارك في القمة، لا يزال يحافظ على تصاعد الضغوط الدولية على السعودية في قضية خاشقجي.

ينضاف إلى ذلك تورط بن سلمان في حرب اليمن، حيث قتل آلاف المدنيين في الغارات الجوية التي قادها تحالف السعودية، وأسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية، حسبما تشير التقارير الدولية تباعا إلى ذلك، والتي كان آخرها تقديرات منظمة "أنقذوا الأطفال" أن نحو 85 ألف طفل دون الخامسة قد يكونوا ماتوا جوعا أو مرضا منذ تصاعد النزاع مع تدخل السعودية العسكري.

التعليقات