الروس استهدفوا الأميركيين السود لثنيهم عن التصويت بالانتخابات الرئاسية

قضى باحثون من جامعة أوكسفورد نحو سبعة أشهر، بتحليل ملايين المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تم نشرها عام 2016، والتي تُظهر أن الروس ركزوا بشكل خاص على محاولة التأثير على الأميركيين من أصل أفريقي، لكبح انخراطهم في السياسة

الروس استهدفوا الأميركيين السود لثنيهم عن التصويت بالانتخابات الرئاسية

(pixabay)

يكاد لا يمر يوم دون أن تذكر قناة إعلامية أميركية، قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، لما أحدثته من غضب لدى المواطنين الذين اختُرقت بيانات نحو 90 مليون منهم من مستخدمي موقع "فيسبوك"، ضمن محاولة لدعم المرشح الرئاسي آنذاك، والرئيس الحالي، دونالد ترامب.

وقضى باحثون من جامعة أوكسفورد نحو سبعة أشهر، بتحليل ملايين المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تم نشرها عام 2016، والتي تُظهر أن الروس ركزوا بشكل خاص على محاولة التأثير على الأميركيين من أصل أفريقي، لكبح انخراطهم في السياسة.

وسعى الباحثون الذين سلموا نتائج بحثهم إلى المحققين في الكونغرس، إلى فهم طريقة العمل في وكالة أبحاث الإنترنت الروسية، التي تتهمها الحكومة الأميركية بارتكاب جرائم التدخل في انتخابات عام 2016.

وأشار البحث إلى أن الأميركيين السود كانوا الأكثر استهدافا من قبل إعلانات "فيسبوك" من بين جميع المجموعات العرقية في الولايات المتحدة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فعلى منصّة "تويتر" كانت أكثر تغريدات من قبل الوكالة الروسية التي تمت مُشاركتها، موجهة إلى المجتمع الأسود، وفي "إنستغرام" أيضا.

وفي إحدى هذه المنشورات على سبيل المثال، حاول الروس ثني السود الأميركيين عن التصويت للرئاسة، وخصوصا المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، والتي كان لديها احتمال أكبر في كسب تأييد السود لمواقفها التي تبدو تقدمية، عن طريق القول إنها "لا تهتم إلى حياة السود، بل تهتم إلى عدد الأصوات فقط"، ودعوة الناس إلى عدم التصويت "لممارسة حقوقنا".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن عملية التأثير التي نفذها الروس من وكالة أبحاث الإنترنت التي عملت من مدينة سان بطرسبرغ الروسية، كانت متطورة جدا ومُحكمة، وازدادت فعاليتها مع مرور الوقت، وسعت إلى التلاعب بالهويات السياسية في المجتمع الأميركي من أجل "تمزيقه".

 ولفت البحث إلى أن الرسائل الموجهة إلى الأميركيين من أصل أفريقي، سعت إلى حرف طاقتهم السياسية وتوجيهها إلى خارج المؤسسات السياسية القائمة، باستخدام التحريض على الغضب من عدم المساواة الهيكلية والعنصرية المتفشية في النظام السياسي الأميركي.

وشمل هذا التحريض التركيز على عدّة قضايا حارقة يُعاني منها المجتمع الأسود الأميركي، وهي عنف الشرطة الذي يصل بشكل مكثف إلى حد القتل بدم بارد، والفقر ومستويات السجن غير المتكافئة.

وأشار البحث إلى أن هذه الحملات دفعت "برسالة مفادها أن أفضل طريقة للنهوض بقضية المجتمع الأميركي الأفريقي هي مقاطعة الانتخابات والتركيز على قضايا أخرى بدلاً من ذلك".

 

التعليقات